يوماً ما في فلسطين /القدس-بيت صفافا- ( تجولات شغف للأرض المعرفة ) ٢١/١٠/٢٠١٦


علت ضحكاتُ الشغوفين بالارض ، وأصبحوا يتسارعون يد يداً بيد يدني كل منهما الاخر راحتيه لمد يدِ المعونة .

_قالت احدى الصديقات رائحةُ الطعام أشبه بطعامُ نصر وموائد الغداء كما لو أنه عُرس الحرية .

همست بصوت ٍ يختنق بالالم والامل ،فتنهدّ الجميع وهو يتطلعُ ليومٍ مرتقب .

ثم جمعنا الموائد والاهازيج وتخللتها احاديثٌ بأمسيات ودندنات ومضينا وآخرُ دعواهم أنِّ الحمد لله

ولكن هيهات .

ابتلعنا الغصة كما نتألمُ يومياً مع الواقعِ المعاش ، مكملين الطريقَ بنصف ُ أمل ،متطلعين لغدٍّ يحملُ البشرى .

_وقال أمير هذه العزيمة ، مختار الاجاويد :أصبحت الطاولاتُ ترتقب جلوسكن يا صبايا

تفضلن تفضلن فأنتم جيلُّ الغدّ وحاملي رايات المستقبل

وما إن التم شملنا وزففنا الطعام الى أفواهنا ،حتى تراقصنا من لذة المأكل ، وقاطعناه متأملين الغروب ،كانت لوحةً مفعمةً بالغسق ،يدنو الى ترابِ الارض ليحتضنه ، يراقبهُ من بعيد ضوء القمر ، يتسلل بعدما خلا الجو له ، يراقب تلك القرية ويتغنى بها جميلةً، تقاسمهُ ذات الغزل .

كان لا بد منّا أن نقطع الحديث ونترقبُ هذا الغسقُ المهيب ، تزينا في حلقة مجتمعين حول موقد ،كالشعب الفلسطيني بدايتهُ نهاية، ووحدةُ صفه عنوانه ، متراصين لا يفرقُ بيننا دخيل ، نأبى اللجوءَ لغير أكنافنا من أبناء بلادنا ، ممشوقينَ لا نخاف ُ بالله لومةَ لائم .

قِرعت الطبول ، سُكبت استكاناتُ الشاي المفعمِ بميرميةِ الارض التي تنبعثُ منها رائحة العز والكرامة .

وجميلُ القولِ من المثل الذي قال بدعابةٍ وصدق :

"لا تمشي الا حافي ولا تصاحب الا الصفافي "

وهذه ليست آخر محطة فالخريطة تتسع والحق معلومُ المبتدأ ،والخبرُ واضحٌ وجلل ، والشعبُ كله يحمل على كنفه ذل الاستكان ببلده ،

وأما ختام الحكاية مفتوحاً, إقرأ لعلك تأتي بالحظوظ إلينا فتلقى إبتسامةً يفترش الزهور أرضها القاحلة ، وأختم بنهايةٍ ترضى نفسك فيها , فما نحن هنا إلا لأننا رمينا في حضيضٍ يتعالا عليه شموس البلاد وأحبوا أن يخوضوا بعيونهم خيوط المشاهدة ، والتصفيق بحرارة على ألم القصة التي أخرجت تحت حبال أيديهم وتشابكت ليكونوا حبكة لا حلُّ لها سوا بيع ٌ أرواحٍ تروج بحماسٍ قصة المنفى , في أرضٍ بلا شعب وشعب ٍ بلا أرض , هنا توقف سيناريو الحكاية ولكن الأحداث تستلقي لتكمل البداية وأي بداية لا نهاية لها وأي نهاية نحن بها , من هؤلاء وأين أنا ؟



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات تسنيم الجعبة

تدوينات ذات صلة