لو تكلمت القدس ماذا ستقول برأيكم في ظل تتابع الخيانات؟ هنا ستجد بعضاً من الكلمات.

القُدْسُ تَتَكَلَّم:


إن كُنْتُم تَظُنونَني مهزومة فَخَسِئتُم وخَسِئ ظَنُّكم، وإن كُنْتُم ترونني ضعيفة فضعفي يدلُ على ضَعْفِكُم، وإن كُنْتُم ترونني حزينة فحزني على أمثالكم.

آه يا بلال! قد منعوا صوت الأذان والحشائش والطيور والأشجار والورود والأغصان تنتظرُ من يقول: حيَّ على الصلاةِ حيَّ على الفلاح لتعودَ الحياة من جديد في وطنٍ أُخِذَ بالتقسيط.


طفلتي على الشباك تَنْتَظِرُ عودة والدها الذي استشهد من سنوات، تلعبُ بدميتها تتراقص بغرفتها تنتظر والدها لكن هل تَعْرِفُ أنَّه قد مات؟! أمي أين أبي الذي ذهب من سنوات؟

أطفالي يعتقلون وأمَّهاتهم يبكون وبعد التعذيب يطلقون، فأين حقوق الإنسان؟!

نسائي يُعَذَّبُون وبالسجونِ يُزَجْون وأطفالُهُنَّ من فرط الحنين يبكون ويتألمون، فأين حقوق الإنسان؟!

أيتامي يَكْثُرُون، ومن مشهدِ مَقْتَلِ آبائهم أمام أعْيُنِهم يُهْرَعون، ويحاولون أن ينسون لكن عبثاً فمشهد القتل يروادهم كل ليلة فيصترخون ويتصبَّرون، فأين حقوق الإنسان؟!


أطفالي يلعبون والجنود يلحقون برصاصٍ وقنابل ودخان.

أنا القدس.. أنا القدس وأطفالي كالجبال لا يهابون الموت لا يهابون القتال.

للمدارسِ يذهبون وعلى الحواجزِ يوقفون لتفتيشٍ وتنكيشٍ على ما يسمونه إلزام؛ أفالقلمِ والممحاة سلاحاً يرعبُ جنوداً مدجَّجةً مجنزرةً كالأحجار؟! فأين أنتم يا عُربان؟

أهمزةُ قطعٍ قطَّعت أوصالنا أم أن ضميركم قد مات؟! أأصفرُ الّلونِ يُعْلِنُنِي عاصمةً لقتلةِ الأطفالِ وذراعكم بذراعه وتقولون سيقودنا إلى السلام، أيُّ سلامٍ وقضيَّتي على الأغصان يَرْقَبُها نسرٌ جائعٌ ليس في بطنه ذرة طعام.


ندائي.. ندائي إلى كل من سمع النداء وأعلم أن داء الآذان قد انتشر، والطبيبُ في خطر، لكني على أمل أن يعمَّ النداء.

عصفورتي أبلغي سلامي إلى أبنائي الأوفياء، واحملي رسالتي وطوفي بها في الأرجاء وقولي إلى كل من يهمُّهُ النداء: سلامٌ ثم سلامٌ لك من قدس الأوفياء.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

اظن ان لو القدس نطقت و تكلمت سوف تقول : انا صامدة شامخة لن اسقط و اخسر امام تيار بسيط فقط مر علي تيارات اقوى سوف ابقى متشبثة حتى اتحرر من القيود المرئية والغير مرئية وسوف يندم كل من بقى ينظر الي بدون تحرك.

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد ريَّان

تدوينات ذات صلة