الجزء الثاني من السلسلة التدوينية - التنمّر في بيئة العمل
تطرقت في الجزء الأول عن سبب طرحي لها الموضوع لما له من خصوصية وتأثير كبيران على جميع الأشخاص كما انني تطرقت الى تعريف ماهية التنمّر ونبذة قصيرة عن رحلتي مع التنمّر، حيث سوف استكمل الجزء الثاني بذكر أشكال التنمّر وتطبيقاته في بيئة العمل كما سوف اتطرق لموضوع بيئة العمل والنظام الإدراي والهيكل التنظيمي في مجتمعنا.
أشكال التنمر :
- جسدي·
- نفسي.
التنمر الجسدي
إن التنمر الجسدي هو أحد اشكال التنمر التي تمارس بشكل يومي على الكثير من الأشخاص بغض النظر عن المكان والزمان والعمر، حيث يكمُن العنصر الأساسي في هذا الشكل على الأذى الفعلي للجسد عن طريق الضرب و/أو التعذيب الجسدي المتكرر.ويكون هذا النوع من التنمر دائما غير متوازن القوة فالضحية هي دائما اقل قوة و/أو أضعف بنية من المتنمر مما يعطي شعور حب السيطرة وفرض الذات على من هم أقل شأنًا من المتنمر (كما يرى في نظره الخاص).
التنمر النفسي
إن التنمر النفسي هو من أسوء أشكال التنمر ويكون له عدة أشكال وتطبيقات وهي على النحو الآتي:-
- تنمر لفظي.
- تنمر اجتماعي.
- تنمر رقمي.
فهو يحدث في كل مكان، لجميع الأعمار وبكل الظروف، وما سوف يصدمك أن هذا النوع من التنمر يستخدم بكثرة في بيئة العمل، ممكن أن تكون انت ضحية لهذا التنمر ويمكن أن تكون انت المتنمر ولكن لم يخطر ببالك بعد بأن ما يُفعل بك و/أو ما تفعله بغيرك هو أحد أخطر أنواع التنمر.وعليه سيكون محور هذا السلسلة التدوينية هو التنمر النفسي وتطبيقاته وتأثيراته في بيئة العمل.
بيئة العمل
إن بيئة العمل هي غابة، يأكل فيها القوي الضعيف وهناك أسد يحكم الجميع، ولكن لا عيب في ذلك فهناك المنافسة الشريفة التي تضمن لك النجاح بدون التأثير و/أو إيذاء أي شخص، ولكن بيئة العمل هي عبارة عن غابة بجانبها مدرسة ويمارس فيها التنمر بشكل مفرط وبعدة أشكال ولكن المشكلة بأن الأغلب لا يعي أن ما يمارس عليه هو تنمر نفسي ولفظي واجتماعي وإلكتروني، وقد تقبل هذه المشاكل قولاً منه أنها بيئة العمل، في نظره بيئة سامة ولكنه بعد كل هذه السنوات أصبحت لديه المناعة الخاصة من هذا السم ولكن هذا السم لا يقتل بل ينقل العدوة فضحية اليوم سيصبح متنمراً غداً.
فهذه البيئة السامة لديها نظام إداري متأصل وهيكل تنظيمي مقدس لا يمكن المساس به، يتيح لهم التنمر والإيذاء النفسي بشكل قانوني وسلس، فهم يفرضون أفكارهم، يحجبون أصوات المعارضة، ويقتلون أي أمل في التقدم الوظيفي و/أو الاستفادة المعنوية والمادية.
يقولون إن الشباب هو المستقبل، ولكن كيف سنكون المستقبل إن تم إقفال افواهنا بالقوة، كيف يمكننا أن نتعلم وأن نتطور عندما يكون من يعلمنا هو من بحاجة للتعليم أصلاً، فلا توجد لديهم أي قناعة بأن الشباب قادر على قيادة نفسه، فهم يخافون أن يفقدوا هذا الكرسي فهو يعطيهم القوة المفرطة لممارسة تنمرهم وتفريغ طاقاتهم السلبية على الآخرين ولكن الى متى؟
النظام الإداري والهيكل التنظيمي
إن النظام الإداري ينبع من بيئة فوضوية بشكل متناسق أطلق عليها اسم" الفوضى الممنهجة" فهي منظمة، متناسقة وتختبئ خلف أسوار عتيدة من قوانين وأنظمة قديمة وبالية ولا يوجد لها أي تطبيق فعلي على الواقع، فالنظام الإداري مترهل، وقديم ومتخلف عن التكنولوجيا وكل ما هو جديد من أفكار ونظريات، فكل العالم يتطور ولكننا لا نقوى على التطور علماً بأننا نملك الأرضية والأدوات المناسبة لتجعلنا نتطور وبشكل سريع ولكن من يبطئ هذا التطور هو النظام الإداري، فعلينا استبدال هذا الحصان الكبير والهزل بمحرك نفاث جديد ليطلقنا الى المستقبل.
المشكلة الرئيسية التي تفتك في نظامنا الإداري كالنمل الأبيض بهدوء ومن الداخل، هي التزمت بالأفكار الخاطئة وتطبيقها بأسلوب التهديد، فالإدارة هي ليست فقط شهادة وليست خبرة عملية بل هي مهارة، فالإدارة تتطلب مهارة القيادة فأن لم تكن قيادي، كيف ستقود جنودك في أرض المعركة، كيف ستقدو بحارتك في البحر وكيف ستقود سفينتك؟ فأنتا كمدير وقيادي لست وحيد، لست في برج عاجي وقراراتك تأثر بشكل مباشر في حياة آخرين يعتمدون على شخص لا يوجد لديهم أي ذرة من الثقة ولكنهم مجبورون على الموافقة لأن هذه هو نهج الإدارة المتبع " الدكتاتورية".
للأسف أغلب المدراء ومن يعتلون العروش في مؤسساتنا العامة والخاصة هم من أقل الأشخاص تأهيلاً للقيادة والإدارة ولكن اسم العائلة، العلاقات، والمصالح هي من تضعهم في هذه الأماكن المهمة والتي تؤثر على مستقبلنا جميعاً ولكن ماذا يمكن أن نعمل لوقف هذا النزيف القديم في جسم الدولة؟
إن الدكتاتورية الممارسة علينا من قبل هؤلاء القوم قوية، وضاغطة، فلا يمكننا التنصل من الموافقة و/أو الإتباع الأعمى مما يحفز مبدأ التنمر، فنحن هدف سهل، وهم جاهلين، حاقدين، مهددين، فعندما تكون فارغ من الداخل وانت تعرف هذه الحقيقة ستبذل جهدك لإخفاء هذه الحقيقة حتى لو أضطر هذا الإخفاء بأن تضحي بشخص في المقابل لإقناع الجميع بأنك الشخص المناسب لهذا المكان.
"فهو كتأثير الدينمو، ما يمارس عليك تمارسه على غيرك"
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات