هاتِ حبّات القهوة أصيّرها لك شراب شعرٍ دافئ بنكهة عساك تحبّها ، وتعالَ نجلس عند رصيف شارع المحكى أسرد إليك قلادة الحكاية .






ليتني أستطيع الفرار من عاصفتي التي صنعتها بيدي، أو ليتني أهنأ بالنوم في غابة الذكريات التي أشعلت فتيل بركانها .. ثمّ ليت الليت تكون عابرة سبيل وتغادرني باكرا .. صباحا أو مساء لا فرق فالتوقيت ها هنا يعيد نفسه فتختلط الصباحات مع المساءات والأفراح مع الأتراح ! ..


النسيان في هذه الغابة يا صاحبي سجين مظلوم في وادِ الليل البهيم ينادي كل من يعرفه وما من مجيب ، أما صديق ذاكرتي العجوز عكاز الأدب..لا يبرح واحته .. ويسدل كل ليلة على سجن النسيان ستائر النوم .. ويبدأ برنّ أجراس الشعر ...



وغابت الشمس


الليل ، القمر ، النجوم ... غيوم الدرب الرمادية التي تشبه القطن والقلم السخيّ .. الطيور ، الأشجار ، الورود ، السماء .. والشمس التي هي شمس عالمي .. كلّهم كانوا يحاوطون تيجان القلب بشتى الصور ويمخرون في بحر الذكريات ..


تلك الشمس هبة الله التي لا أقدر على العيش دون نورها.. وفي الآن نفسه لا تقدر هي على المكوث بين ثلوج القلب وزخات الحب .. غابت وتركت قلبي يسيح شوقا وتارّة أسفا ..


لقد كانت الشمس في قلبه وقلبي معا .. ما اشتقت لها بهذا القدر من الظمأ المختلط بملح عبرات الدنيا وشوائب الدهر ، ما اشتقت لها بقدر هذا الانتحار العظيم من على شرفة الأرق ..

وكحرص مرور عقارب ساعة بين وهلة وأخرى راكضة لاهثة، لمجاراة نبضات قلب مؤرق كان حرص الكوابيس والأحزان على المكوث في القلب ليل نهار .. وها قد فاضت أوعية أيامي بعبق الذركرى ، دون انتظار لقاء .. دون التماس النجاة على حبل قارب العودة.. دون اتكاءٍ إلى حائط الأمل.. دون محادثة قلبٍ ذوى ودماغ مضرج بحمّى الحنين .. حنينٍ لكل شيء ولأجل شيءٍ ما يتيه في الأعماق.. شيء يخفق بجدران القلب بقبضة من نور فيفوح منه مسك الأمنيات ❤ وعسى أن يكون لهذه الأمنيات توأما في قلب توسّدت نوره !

ولكن الشمس قد غابت حقا ولم أستطع مجاراة حزني بدواء يخدر مقلتيّ..



اختاري أحد المرّيَن



كلاهما مُرّ ، أن أغادر واحة الذكريات وأحرر النسيان خلسة.. لأتجرع مرارة سجن آخر ألا وهو سجن الحسرة والندامة والفقد .... أو أن أمخر مع سفن الشعر ثم أتيه في عمق الأدب .. حتى يبكي القلب فيَبكِيه القمر ! ..





الثانية بعد منتصف اليأس78419868499367280



كانت الكتابة غرقاً ونجاةً من الغرق


كانت الكتابة وما زالت غرقا ونجاة من الغرق في اللحظة ذاتها ، فليمخر الشعر في واحة البحر .. إن الشعر لن ينفد .. فدموع المقل السجينة لا تبرح شلال الأمنيات ترجو وترجو وترجو .. حتّى يأتي الرجاء ..


تراه سيأتي .. أم سيُقفَل باب الليل الثانية بعد منتصف اليأس ؟!






هبة الله

أ . ق . ح


هبة محاشي

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هبة محاشي

تدوينات ذات صلة