الحياة كالمضمار وحلمك هو النهاية إن توقفت عن الركض لن تدرك حلمك أبدا، فلا تقف عند نقطة الصفر وإنطلق الآن.

عند خسارتك لحلمك الذي تحبه والذي لطالما أردت الوصل إليه تشعر أن تروس الدنيا قد توقفت.. تفقد الحياة معناها، تتوقف الأرض عن الدوران وتجف الأبحر والأنهار وحتى ادمع الأعين.

تصبح كطفل صغير فقد أحب دمية الى قلبه، تصبح سجينا بين قضبان حزنك.. وعيناك تفقدان القدرة على البوح بما يختلج صدرك.. يتخللك حينها خوف من كل ما حولك.. من الناس.. مما ستعيشه في الغد القريب أو البعيد.. خوف من نفسك ومن تحملك للمعاناة والألم وحتى تحملك للشعور بالخوف.


ولكنك تولد مجددا بروح وقلب وحياة جدد ومعهم حلم جديد آخر بنته لك أيامك والصعاب التي واجهتها في طريقك.. عندما تترك نقطة الصفر تصبح شخصا آخر أكثر ثقة وأكثر قوة وطموح وامل.. تتغير نظرتك للحياة بتغير المواقف التي تواجهها..


قديما قال الزعيم مصطفى كامل:

"لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس"

ولكنه لم يكن يعلم أن تلك الجملة قد اختزلت بداخلها مفاد الدنيا كلها.


عند اليأس تذبل زهور عقلك وتتلبد سماؤك بالغيوم فتتوارى خلفها شمسك ومعها بسمتك.. يتأخر بزوغ النهار وتضيق بك الدنيا بما رحبت.

تخذلك يداك المرتجفة وصوتك المتقطع وعيناك الهاربتان من نظرات من حولك.. تخفي ألمك وحزنك خلف جملة "أنا بخير" التي ترددها كلما سؤلت عن حالك.. لكن دائما ووسط كل ذلك لا بد أن تشرق شمسك مرة أخرى فتجد يدا قد مُدت لتنتشلك من ذلك الظلام.. تجد من يعيدك إلى الدنيا ويعيد إليك ثقتك بذاتك وبالحياة وبالناس.


وسط كل الأسى والألم تجد من يفتح لك الآفاق فيلج عندها النور الى سنواتك المعتمة المملؤة بالألم والدمع.. يعيد لك بسمتك ويعيد الألوان لحياتك.. يملأ روحك طمأنينة وأمان وسعادة فتبدأ بكتابة صفحة جديدة في روايتك ويبدأ قلبك بنظم لحن جديد من وقع نبضاته التي أعيدت حديثا للحياة.. لحن يعيد لأيامك رونقها ومغزاها..


ستلاقي صعوبات في طريقك لتحقيق حلمك لكنك عندما تتشبث بما تحب ستمتلك القوة الدافعة لتحقيق جل أحلامك مهما تكبد ذلك جهد أو عناء.

الإمساك بيد من يؤمن بك وبحلمك يجعل الصعب يسير وإن كان هو العبور عبر النار ذاتها.


أحلم وأطمح وأرسم في خيالك حياة أخرى أكثر بهاء وروعة، وصدق أنك ستصل إليها مهما طال الطريق.

ستسقط وتحزن وتتألم وتواجه عواصف عدة منها ما يغير سبيلك ومنها ما يساعدك في الوصول لهدفك بصورة أسرع..


ستبكي.. ستتألم.. ستتسأل لم انا!؟ لم كل هذا الأسى!؟ وقد تظن أن حياتك قد توقفت عن المسير وأن أرضك ما عادت تدور، ربما تصب وربما تخطئ لكن آمن أن في كل مرة ستتعثر فيها وتسقط أرضا عليك أن تنهض مرة أخرى وأسرع من المرة السابقة.. ليس لذاتك فقط بل لمن آمنوا بك ولمن رأووا فيك قدوة وأسوة لهم.


عليك أن تستمر مهما كان ذلك صعبا وحتى إن اضطررت للبدء من جديد من نقطة الصفر في كل مرة.. وتأكد أن الأحلام تنتهي بالاستغناء عنها ولا تنتهي بالتعثر والسقوط مهما تكرر.

أنت من يقرر كيف ومتى ستكون النهاية.


ما دمت حيا ترزق وقد منحك الله القدرة على الشهيق والزفير تأكد أن اليأس خيانة لحلمك ولكل من أحبك وآمن بقدرتك.

لا تتوقف عن الركض فالمضمار مازال طويلا.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات داليا أحمد

تدوينات ذات صلة