في الغربة يشعر الإنسان بالوحدة والشتات ولكن لا يجب أن يمنعه ذلك من البحث عن الخير، ذلك الخير..

في ظل المآسي التي نعايشها في العالم العربي و الإسلامي، كثير منا اضطر لترك أهله و أحبابه و العيش في وطن غير وطنه، بين ثقافة لا تشبه ثقافته، وأجبر عل التحدث بلغة غير لغته، فاته مكرهاً كثير من الأفراح وحتى الأتراح، و لربما تعرّض لصدمة ثقافية من كبر الاختلاف بين ما ترعرع عليه من مبادئ وأفكار و ما رآه في ذلك البلد الجديد البعيد، و شعر بالإحباط و الحزن و تشتت الهوية، و كأنه وُضع قسرا في سجن كبير لايعلم متى الخلاص منه، جدرانه تخنقه وتشعره بالوحدة و كأنه انفصل عن الخارج و لم يعد يشعر بالحياة، و يسأل نفسه بين الحين و الآخر "أين أنا؟ و متى و كيف أتيت إلى هنا؟".


لانعلم أين الخير

ولكن في كل أمر نحسبه شراً بناء على مفهومنا نحن البشر، هنالك خير قدّره الله لنا، لا يعلمه إلا هو، لذلك حاول جاهداً أن تبحث عن هذا الخير الذي يَسَّرك الله له، لربما كان ذلك بلاء لتلجأ إليه سبحانه وتنيب إليه، لربما ليُمكِّن لك في الأرض كما مكّن ليوسف عليه السلام، حيث خرج عبداً من بئر قُذف فيه من قبل إخوته، الذين مكروا به، ليصبح عزيز مصر ، لربما ليبعدك عن شر كان سيفتك بك، أو لتعمّر الأرض، لتنقذ نفساً من النار، لتدعو إلى دينه و شريعته، لإعلاء كلمة الحق، لربما لمستقبل بلدك الذي ستبنيه عندما تعود أو يعود أبناؤك، لأسباب كثيرة ابحث عنها.. عن هذا الخير و لاتعجز و لا تدع نفسك حبيس الحزن و الشوق بل اصبر و احتسب، و اعمل و تعلم لآخرتك قبل دنيتك و هذا لا يحتاج لأن تكون في وطنك، فما الأرض إلا كلها لله ..

وصدق الله العظيم:

(وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۚ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) [آل عمران – الآية 109]

قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [الأعراف-128]





ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

نعم كتبت مافي قلبي ..رزقك الله من خيري الدنيا والاخرة
" وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم "

إقرأ المزيد من تدوينات هبة البغدادي البارزي

تدوينات ذات صلة