كميّات مرتفعة من السكر المضاف في المنتجات المخصّصة للأطفال الصغار (0-3)، معلومات أكثر في هذا المقال عن مسميات السكر وخطره،ونصائح لتجنبه في غذاء طفلك
كشفت آخر الدراسات عن كميّات مرتفعة من السكر المضاف في المنتجات المخصّصة للأطفال الصغار (من أعمار 0-36 شهر)، بعد فحص المنتجات المخصصة لتلك الأعمار مثل حبوب الإفطار والسناكات والعصائر و الحليب، مما دفع منظّمة الصحّة العالميّة ومنظمة الصحّة في انكلترا إلى التأكيد على أهمية الانتباه للمعايير المحددة للكمية المسموح إضافتها من السكر لمنتجات الأطفال، و تجنب استهلاك الأطفال لكميّات كبيرة منه، وذلك لارتباط تناوله بزيادة الوزن و مع العديد من المشاكل الصحيّة.
وعلى الرّغم من الرّقابة الشّديدة على منتجات الأطفال الرّضع، التي تمنع تجاوز الحد الأدنى لمستويات المواد السّامة في طعامهم (كالزرنيخ و الرصاص والزئبق)، والالتزام بمعايير صارمة في التعقيم والنظافة، إلّا أنّ السكر لا يصنّف كمادة سامّة من قبل منظمة الغذاء والدواء FDA، ولهذا لا يوجد مايمنع من إضافته لطعام الأطفال.
نصف عينات منتجات الأطفال احتوت على 30% من السكر
خلُصت نتيجة مسح عينات الأطعمة الغذائية للأطفال التي أجرته منظمة الصحة العالمية، إلى أنّ نصف العينات في بعض البلدان قد تجاوزت الكمية الموصى بها من السكر الحر (المضاف) بثلاثة أضعاف، والقليل جداً من تلك المنتجات التي لم تتجاوز الكمية الموصى بها والمحددة ضمن معايير المنظمة.
تسميات مختلفة للسكر
تعريف السكر الحر "Free Sugar"
للسُّكر أشكال ومسميات مختلفة، وعليه فسّرت منظمة الصحة العالمية "السكر الحر" بأنه السكر المضاف بأي أشكاله ومسمياته كالسكروز، والمالتوز والفركتوز، وأيضا مركزات الفاكهة، و عصائر الفاكهة المضافة، و العسل و مستخلص الصبار و الرز البني و سيروب الذرة و الميلاس (دبس السكر البني) وأيضا دبس التمر بالإضافة إلى أي نوع آخر من الدبس والمحليات ومن ضمنها محلي ستيفيا.
وسبب ذلك التصنيف هي خصائص مركبات السكر التي لا تختلف كثيراً باختلاف أنواع المحلّيات، فإذا ما قارنّا بين العسل وسكر المائدة، سنجد بأنّ العسل أكثر قيمة غذائية من السكر لاحتوائه على فيتامينات ومعادن، ولكن كلاهما يؤدي إلى ارتفاع مستويات سكر الدم بسرعة فائقة، وبناء على ذلك يجب استهلاكه بشكل محدود، بالإضافة إلى مراقبة كميات أي نوع من المحليّات التي تصنف كسكر حر،
أما الفاكهة فتستثنى من التصنيف.
السّكر ليس سُمّاً قاتلا
لايعد السكر سيئاً بحد ذاته، فهو مركب طبيعي متواجد في كثير من الأطعمة المفيدة و الثمار الطازجة و التي تعد مصدراً أساسياً للسكر الأحادي الغلوكوز (سكر العنب)؛ مصدر الطاقة الوحيد لخلايا الجسم في الحالة الطبيعية، ولكن المشكلة تكمن في تركيز السكر ومعالجته ليتحول إلى سكر المائدة بشكله الأبيض المعتاد ثم إضافته لأكثر أطعمتنا، ومنها مايتم استهلاكه يومياً كالخبز وصلصات الطماطم، وبالتالي لامناص من استهلاك كميّات زائدة من السكر ،
ولنقرب ذلك بمثال ثمار البرتقال، فإنّ تناول أربع ثمرات منها في وجبة واحدة، ستُشعر بالشبع، عدا عن فوائدها وغناها بالألياف الصحية، أما خلافه إن شُرب عصير البرتقال، فسيدخل للجسم كميّة مركّزة من السكر لاتُشعر بالشّبع لوقت طويل، وذلك لأن السكر يتحرّر من خلايا الثّمار عند عصرها أو هرسها وبالتالي لن يتم الحصول إلا على حريرات كثيرة مقابل قيمة غذائية ضئيلة ومدة شبع قصيرة.
مضار تناول السّكر بشكل زائد عن حده:
- أثبتت دراسات كثيرة ارتباط كثرة استهلاك السكر بخطر زيادة الوزن والبدانة المفرطة Obesity والتي تزيد من إمكانية الإصابة بمرض السكري النوع الثاني.
- -يهدد صحة الأسنان ويؤدي لتسوسها.
- يسبب فقدان شهية عند الأطفال ونمط غذائي فقير بالعناصر الغذائية اللازمة لنموهم بسبب كثرة تناول الحلويات.
- يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
- قابلية الإدمان على السكر.
- عدم تقبل الأطعمة الأخرى: يُعتقد أن تناول الطفل للأطعمة المحلّاة بكثرة سيطوّر لديه تفضيل دائم لهذا النوع من الأطعمة، وبالتالي إلى زيادة استهلاك السّكر.
نصائح لوقاية الطفل من السكر المَخفي
- البيانات التغذوية: إلقاء نظرة على جدول الحقائق التغذوية لمعرفة كمية السكر التي تكون من أصل النشويات في المنتج، فإذا كانت: ~ 5 % أو أقل فهي كميّة منخفضة وآمنة.
~ 20 % أو أكثر تعتبر كميّة مرتفعة.
ومن المفيد أيضاً إلقاء نظرة على المكونات، فإن كانت عبارة عن مواد طبيعية كالحليب والفواكه واللحم فهذا يدل على أن السكر الموجود هو سكر طبيعي وليس مضاف.
- ترتيب المكونات على الملصق: فعادة تُبدأ المكونات بالمكون الذي يشكل أكبر كمية من المنتج، وتنتهي بالمكون ذي الكمية الأقل، فإذا كانت تبدأ بالفركتوز مثلا فهذا يعني أن السكر هو الكمية الغالبة في المنتج.
- بعض المنتجات تحتوي معلومات بألوان إشارة المرور الضوئية : الأخضر يشير لمحتوى سكر قليل ويليه اللون البرتقالي ليشير لكمية سكر متوسطة.
- من المهم الانتباه لحليب الأطفال الرضع Formula واختيار المنتج الذي يكون اللاكتوز (سكر الحليب) هو المكوّن الرئيسي له ليكون مشابها لحليب الأم، إلّا إن كان الطفل بحاجة للحليب المُعالج بتفكيك البروتين Hydrolyzed Formulas.
- الحذر من حليب الأطفال المخصص من عمر السنة و مافوق، ومنه ماهو مُدعّم بالفيتامينات والمعادن، لاحتوائه على السكر المضاف بحسب مركز حماية المستهلك في ألمانيا، ولا ينصح بتقديمه للأطفال لعدم وجود دراسة علمية تثبت وجود فوائد إضافية له تفوق الحليب البقري المعتاد، لذا يُفضّل تعويد الطفل على شرب الحليب البقري الطبيعي المبستر من عمر السّنة بدلاً من حليب الأطفال المعالج والمُصنّع.
- الحد من تناول الوجبات السريعة والمشروبات المحلاة والعصائر والحلويات قدر ما أمكن، وتحديد أوقات وكميّات لتناولها.
- اختيار البدائل الصحيّة ويفضل المحضّرة في المنزل.
- تجنب تحلية طعام الطفل أو مشروباته بأي نوع من المحليّات.
- عبارات مثل يحتوي"سكر طبيعي" أو" بدون سكر مضاف" لاتعني بالضرورة أنّ المنتج لايحوي السّكر، فيقصد بها غالباً السكر بشكله الأبيض المعتاد، وبإلقاء نظرة على المكونات و الجدول الغذائي سيُعرف ما إذا كان يوجد أي نوع من المحليات الأخرى.
- البدء بتقديم الخضار للطفل الرضيع عند بداية تقديم الطعام الصّلب له بدلاً من البدء بالفاكهة.
المحليات الصناعية وبدائل السكر ليست بديلاً جيداً
وهي التي تضاف للمنتجات المُخفّضة السعرات الحرارية أو "صفر حريرات" مثل Diet Cola، تتميز هذه المحليات بدرجة مذاق حلوة تتجاوز مئات أضعاف حلاوة سكر المائدة، ولذا ينصح بتجنب إضافتها لطعام الأطفال حتى لا يعتادوا المذاق شديد الحلاوة، علاوة عن أن تناولها وتناول السكريات الكحولية لايجب أن يتجاوز كميّات معينة لتجنّب التأثيرات الجانبيّة المرافقة لاستهلاكها.
منع السكر بشكل نهائي سيفاقم المشكلة:
لا يمكن منع الطفل من تناول السكر إن لم يمتنع الوالدان بأنفسهم عن تناوله، ويزيد من صعوبة الأمر أن البيئة المحيطة غير مهيّئة لذلك لأنها تصنف كبيئة مُهيّئة للسمنة Obesogenic Environment، مما يجعل قَطع السكر من غذاء الأطفال والحرمان منه أمراً مجهداً للطّفل والأهل في ظلّ وجوده في كلّ مكان وسهولة الحصول عليه،
وينصح أيضاً بتجنب عبارات مثل السكر سم قاتل أو طعام سيء أمام الأطفال لما يسبب ذلك من مشاكل سلوكية غذائية عند البعض، فكيف يكون سُمّاً و نتناوله؟
أهمية برامج التوعية و التوعية الذاتية
من المهم التزام الشركات ورياض الأطفال والمدارس بالمعايير المقرّرة من قبل المنظمات لنوع وكمية المكونات المضافة إلى غذاء الأطفال، والتعاون مع أخصائي التغذية والرعاية الصحية في تحسين نوع الغذاء وأنماطه، وبات من اللازم الاهتمام ببرامج التوعية الغذائية المناسبة للأطفال، التي توعي الطفل إلى مضار الاستهلاك الكبير للسكريات وغيرها من الأطعمة المضرة، وتدريبه على القيام باختيارات ذكية للأطعمة والبدائل، ليكون واعياً بذاته لما يأكل.
فالسكر لا يعد سُمّاً بحد ذاته بل الكميات التي يتم تناولها هي التي تحوّله إلى سُمٍّ خطير، ويعد المذاق الحلو من الأطعمة المحببة للكثيرين، فلا يمنع تناول السكر والحلويات بكميات مدروسة ومختارة بعناية من المحافظة على الصحة بشكل جيد، وأول مايقوم به الطفل هو محاولة تقليد والديه ، فالطفل يفضل تناول مايتناولونه هم دون الاهتمام بنوع الطعام، وسيطلب مافي أيديهم بغض النظر عن كونه فاكهة أو بسكويتاً، فكان أول مكان يبدأ منه تعلم الغذاء الصحي والاعتياد عليه هو منزل الطفل بلا شك،
دون أن نتجاهل دور البيئة المحيطة وأهمية التعاون لتحسينها وجعلها بيئة مهيّئة للحفاظ على الصحة.
المصادر:
WHO, Pubmed, Nature, German Federal Ministry of Food and Agriculture’s (BMEL) , Journals, (مركز Harvard حماية المستهلك الألماني)Medical School, Verbraucherzentrale
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
Rawaa Ko شكرا جزيلا
مقال مفيد ونصائح مهمة ..وخصوصا التي تجعل الطقل يختار لنفسه الافضل والصحي من الطعام