في مفارقة بين جيل وآخر ، أشياء تعرف على حقيقتها وتظهر

أظن أننا في حقبة الأشياء التي تطفو ، العالم يصير محيط ، والأفكار والأشخاص والآراء تنقسم ما بين جيل نوارس يصفق بجناحيه وسط الماء ، وجيل يفضل التجديف في قارب آمن . الآن نشاهد سقطة الفكر كما لو أنه غرق وأفكار الجيلين تطفو وتتشابك في شكل أشبه بالعراك، فلا النوارس تحلق ولا القوارب تغرق !


نحن نقف على ماء ، أعظم الأفكار لا تأخذ إلا ومضة حتى تختفي وتجيء أخرى ، السيئة والحسنة منها وكل الأشياء مرئية على السطح ، والحقيقة أن مواقع التواصل الاجتماعي هي المحرك الوحيد للمياه الراكدة ، لولا أن حدث هذا لما عرفنا بعضنا كيف يفكر تجاه بعضنا الآخر ، جميعنا الآن هنا نتحدث من دون حواجز الخجل أو الأخلاق أو المسافات ، جرّب أن تراقب منشوراً أو تغريدة مطروحة في قضية معينة ، تجد حرب فكرية ! تبطل ما كنا نعتقده عن تقدمنا في تقبل الرأي الآخر ، وحقوق المرأة ، والعدالة والدين والانفتاح وتضيف ألف عام آخر على رجعيتنا . نحن لم نكن نعرف من نحن ، الآن فقط صرنا نتواجه في لقاءات فكرية حقيقة وإن كانت تؤدي إلى التصادم غالباً فالحقبة ما زالت فيبدايتها ولم نصل بعد إلى إدراك مايحدث ، بدأنا نعرف والمعرفة تسبق الإدراك بألف خطوة وأما الإصلاح فالطريق إليه ما زال طويلا


ثمة خوف كامن في الحقائق ، وشريحة كبيرة من المجدفين من القوارب الآمنة لم تستطع تقبل الأمر فتطلق على مايحدث اسم فتنة بشكل مطلق، ما زلت أتساءل إذا ماكان قول الحقائق فتن؟ أم أن علينا حقاً أن نعرف ما يحدث وراء الأبواب المؤصدة ، أو أن نسمع لمرة واحدة من أفواه ماعرفناها إلا خرسى ، أن نتقبل الجميع على ذات المنصة ونصغي لجميع القصص حتى تلك التي نكره سماعها .لماذا يقلق الناس حيال تكاثر المساوىء التي تظهر ولا يكترث أحدهم لكونها حقيقة ، يا عزيزي إن الأشياء المفتعلة ما كان لتكون مالم تكن موجودة فعلاً حتى وإن كانت على شكل فكرة في رأس أحدهم .


ما زال إطلاق الأحكام مبكراً جداً ، والمقارنة بين جيل لم يعرف إلا الصمت وجيل آخر ولد على مسرح مقارنة عقيمة ، المواقف تتبدل كل يوم ،والأبطال بألف وجه والحقائق تختلط .

أرجوك دعنا نختار بأنفسنا ، دعنا نعرف أولاً ولا تقل عنا تائهين ، التيه يقود إلى البحث عن طريق ووجودنا لوقت طويل في غرفة مغلقة لايعني بالضرورة أنها مكان آمن ، ولا يعني أننا لا نود البحث عن وجهة ، نحن لم نكن نعرف من الأشياء إلا وجه واحد والآن ربما بدأنا بالبحث عمانريد .

أظن أنه من التافه أن تستمر في إخباري أن القمر مضيء ، عليك أن تدعني أرى انعكاسه لوحدي ولو على زجاجة مكسورة .


NADIA

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

لكن الجيل القديم يعطي نصائح تخفف من
الوقوع في الخطأ لذا نسمع وننصت لهم
ونجرب

إقرأ المزيد من تدوينات NADIA

تدوينات ذات صلة