إن أسوء ما قد يحدث ربما يحدث الآن وتصبح المقاومة والوقوف مجدداً خياراً الزامياً حينما تشرق الشمس في اليوم التالي!
من الممكن أن يتغير كل شيء في لحظة ما . وربما أشياء أمنا وجودها دائماً حتى أننا لم نفكر ولا لمرة واحدة أننا قد نخسرها .
فقدت سام في بداية الفيلم شيئاً وبشكل مفاجئ ، غير حياتها كليّاً ! في مشاهد رقيقة وشفافة عن شكل الحزن أو الانكسار الذي لا تعود الأشياء بعده كما كانت ، وحينما لم تعد تعتقد سام أن بإمكانها أن تكون سعيدة مرة أخرى لم تعد تجد شيئاً يدعو مغادرة السرير أو استقبال الشمس صباحاً ! بكيت مع كل مشهد حاولت فيه سام مغادرة السرير ، أعرف تماماً شكل الشعور الذي يصير فيه هذا الفعل يضاهي في التعب ما يقوم به عمال المناجم . لن تحتاج لأن تصاب الفقرة السادسة في صدرك بالكسر حتى تستوعب هذا ، ففي كل فقد لشيء اعتدنا وجوده أو رغبنا بوجوده بشدة ولم نتمكن من الحفاظ عليه شكل من أشكال هذا الشعور . عليك ألاّ تطمئن لدوام أشيائك المفضلة .
تأخذ سام محاولات زوجها وعائلتها في مساعدتها على تجاوز انكساراتها على محمل الأذى ، وتشعر بعبئ اضافي كلما حاول أحدهم أن يخرجها مما هي فيه تحديداً في الوقت الذي تشعر فيه أن كل هذا لا يكفي وتطلب منهم أن يتوقفوا فيما يفعلونه لأجلها ، تخبر زوجها بصريح العبارة أن كل ما يفعله لا يكفي ! حتى وجود أطفالها لا يكفي . تطلب من زوجها أن يتوقف عن سؤالها " كيف حالك ؟ " في بعض الأحيان يزيد مقتنا تجاه الأشياء التي نحبها كلّما شعرنا بضآلة أنفسنا ، لكن حب الأخرين يساعدنا على التجاوز في النهاية ، لم ينسى زوجها كلماتها لكنه لم يتوقف عن المحاولة ، يجعلك الحزن أحياناً ترفض أشياء تحتاجها ، الحزن يقلص أهمية رغباتنا .
على مد الأحداث كان لدى سام طفل يشعر أنه المذنب فيما حدث ، يلوذ بالصمت طويلاً فيزداد غضب سام المكبوت ويكبر شعور الطفل بالعقد تستحكم في مواجهته لكل الأشياء الأخرى حتى يصلان للحظة حوار لاتسمح فيها سام لطفلها بالمغادرة حتى يتحدثان في الأمر ويحل تماماً ، ثمة مشاكل كثيرة تتعاظم بصمتنا ، وفي اللحظة التي نكسر فيها جمود مانحمله في قلوبنا يحل الأمر ! وهنا يسلط الفيلم الضوء على جانب آخر في الحديث عن مخاونا واعتقاداتنا كجزء مهم جداً من تصويبها أو حلها .
تجد سام في البطريقة المكسورة صديقة حميمة ، تجبرها على التجول في المنزل وفتح الستائر في الصباح والتفكير في شيء آخر غير حزنها ، قد نجد عزاءنا في أشياء صغيرة جداً تحثنا على البحث عن وجه آخر للسعادة بمجرد أن نقرر التوقف عن النظر لما فقدناه والقاء نظرة خاطفة حولنا ، ربما لن تعود الأمور كما كانت ، ولكن لا يزال بإمكاننا أن نشعر بأننا أفضل حتى ونحن مصابون بالحزن والانكسار .
فيلم لذيذ ، وحميمي ، أثار فيّ بكاءاً شفافاً شعرت بعده أنني أفضل مما كنت عليه
يحدث أحياناً أن تشاهد فيلماً أو تقرأ نصاُ لفرط ما يقابل حالتك المزاجية تشعر أنه قد حصل معجزة !
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات