النجاح؛ لا يكون دائماً بممارسة عملٍ ما، بل هو حُب المساعدة والتعلق بالوطن والأرض والتمسك بالقضايا.


عن مبادرة "كنا وما زلنا"


يوثق إبن مدينة القدس الشاب طارق البكري بآلاف الصور عدداً من القرى والمباني الأثرية، وحكايات الناس، وذكرياتهم الفلسطينية العتيقة، ضمن مبادرة تحمل عنوان “كنا وما زلنا” التي باتت مصدر أمل للمهجّرين من وطنهم.


عاش البكري حياته في القدس للمرحلة الثانوية، وانتقل إلى عمّان بهدف دراسة تخصص هندسة الحاسوب ، وفي أيام دراسته لاقى العديد من الأسئلة حول فلسطين، كونه يستطيع التنقل داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما جعله يفكر في حال كل فلسطيني لم يستطع أن يرى أرضه، أو يشعر بالحنين لها، ومن هنا جاءت فكرة التوثيق، وعندما عاد الى فلسطين تبلورت الفكرة لتصبح مبادرة تُقرب اللاجئين الفلسطينيين بالشتات لوطنهم الأم.

طرق التوثيق


استطاع البكري أن يخدم ويعطي الأمل للكثيرين من خلال توثيقه بالطريقة غير التقليدية والتي يقدم فيها خدمة إنسانية لأصحاب الأرض الأصليين من خلال رصد لمبان ومنازل وقرى فلسطينية قديمة، واستخدام الوسائط المتعددة في التوثيق.

لم تقتصر فقط على الصور، بل أصبحت عملية بحث في التاريخ والأسماء من خلال التواصل مع أصحاب الأراضي الأصليين حتى وإن كانوا مهجّرين، فيقوم بالمتابعة معهم للوصول الى الأرض، أو المنزل، أو حتى شجرة يذكُرها أحدهم، ليرسلوا له ما لديهم من صور قديمة للمكان، ويقوم بتصوير المكان بصور حديثة.


حتى وإن كنت لا تستطيع ان تصل للأراضي الفلسطينية، وكان حلمك بورقة شجر،أو تراب من أرضك، سيعمل طارق البكري بكل جهده لإيصاله لك أينما كنت.


رحلة التوثيق


أصبحت “كنا وما زلنا” أحد أكبر مشاريع التوثيق المرئي التي تشارك القصص الفلسطينية في جميع بلاد العالم، وخلال ثمن سنوات من التوثيق، تعددت وتنوعت القصص، واحدى القصص المؤثرة التي واجهها، قصة الفتاة التي اتجهت من عمّان ل فلسطين لزيارة القدس ويافا، في أثناء تجوالها مع البكري، لفت انتباهه وجود كيس كبير في حقيبتها، ولكنه لم يسأل ماذا يحتوي بداخله، وأثناء التجوال، فاجأها البكري بأنهم داخل قريتها المُهجرة منها "السوافير"، فسرعان ما علمت فتحت حقيبتها وأخذت الثوب الفلسطيني الذي كان بحوزتها، وارتدته، ل تكلم جدتها وتقول لها "أنا هنا، في سوافير، مرتدية الثوب التي هُجرتِ من قريتك وانت ترتديه"!، فهذا الثوب عاد الى نفس مكانه، بعد أعوام، ومن ترتديه من جيل آخر.


يعلم طارق أن القصص لم، ولن تنتهي، وسيواصل مبادرته لمساعدة أكبر قدر من الناس، ويعمل على إثراء المعلومات التاريخية لدى المتابعين.


بقلم هبة سكجها



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مِنْ الدَاخل

تدوينات ذات صلة