يتذمر بعض القادة من قلة المبادرات والإحجام عن استخدام الصلاحيات ..
عندما تنتشر المبادرات التي تترجم إلى إنجازات تنتعش المنظمات .. فهي دلالة على حيوية المنظمة وانشغال أفرادها بتطويرها المستمر دون حاجة لتمزيد من التوجيهات أو القرارات .. وفي كثير من الأحيان يكفي تفعيل الصلاحيات المفوضة ليتسارع الإنجاز ويتحسن الأداء .. لكن لماذا قد يتباطأ استخدام الصلاحيات أو يتوقف تدفق المبادرات؟
إن تشجيع المرؤوسين على تفعيل الصلاحيات و توليد المبادرات شئ محمود ، لكن ما قذ يتبع ذلك من مراجعة للقرارات أو توقيف للمبادرات قد يكون له أثر عكسي ..من حق القائد بالطبع أن يعدل المسار و ينقح القرار لكن التعديل الذي يقتضي عكس الاتجاه أو التنقيح الذي يصل إلى الإلغاء المصاحب بتأنيب مغلف بالتوجيه قد يوقف المرؤوس عن البت في القرارات أو تفعيل المبادرات خاصة مع التكرار..
من أسباب حدوث هذه المواقف غموض الاستراتيجيات - إن وجدت - و التواصل الضبابي بشأنها أو فضفاضية التكليفات أو بطء تحديث المعلومات لغياب نظام مترابط يمكن المسؤول من تسيير و متابعة سير الأعمال بأدنى التدخلات .. فيزيد ذلك من فرص استمرار المبادرات ويقلل من تكرار جمل " قلت ألف مرة" أو " كنت واضحًا وضوح الشمس" ومثيلاتها..مما قد يؤدي بالموظف لانتظار التوجيهات المكتوبة والتكليفات الموثقة للإقدام على تنفيذ الأعمال أو اتخاذ القرارات.. وقد يلجأ الحريصون على الإنجاز للاتصال المتكرر للاستفسار والاستئذان للتأكد من أنهم لا يخطون بأقدامهم على ألغام ..فهم لايريدون أن يحبطوا مرؤوسيهم أو يشعروا بالحرج المتكرر أمامهم بعد أن قاموا بتكليفهم أو بتوا في شؤونهم، أو حل فرق العمل التي قاموا بتشكيلها أو الموارد التي قاموا بتخصيصها ..
من حق القائد بالطبع أن يعدل المسار و ينقح القرار لكن التعديل الذي يقتضي عكس الاتجاه أو التنقيح الذي يصل إلى الإلغاء المصاحب بتأنيب مغلف بالتوجيه قد يوقف المرؤوس عن البت في أي موضوع أو المبادرة وخاصة مع التكرار..
ينتج عن ذلك تزايد أو استمرار للأحمال على القائد الهمام مهما حاول أن يقلصها أو يفوضها..ويدخل القائد ومن حوله في دوامة التراشق الضمني بالتهم..فهو يرى فيهم بطأً قد يفسر بالتقاعس وهم يرون فيه تشبثاً غير مبرر بالسلطة المقيدة لحراكها..وحتى لو تحركوا فقد لا يفتأ يذكرهم بأنه صاحب السبق في المطالبة بالمبادرات التي حال عليها الدهر..قد يظن القائد أنه بذلك يشجعهم على تسريع الحراك لكنه على العكس قد يزيد من حالة الإحباط..فهم لايستطيعون تذوق أبسط النجاحات أو الشعور بفخر طرح أي من المبادرات ..فالفجوة بين توقعاته وإنجازاتهم مستمرة بالاتساع مهما تسارعت المحاولات ..
العجيب أن من يتذمرون من تلك الأوضاع قد تجدهم يقومون بنفس تلك الممارسات وماهو أشد منها مع مرؤوسيهم دون أن يشعروا .. فتتغلغل نتيجة لذلك الضبابية والمركزية..والتباطؤ و التلاوم..والإحجام عن المبادرات و التلكؤ في صناعة القرارت..بين كافة الطبقات..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات