...............................................................
سأشير إلى هذه الفترة الصعبة ب "الفرصة"؛ لأنها كذلك!
سبب شعورك بالضياع والفراغ والملل طبيعي جدًّا؛ خصوصًا إذا كنت معتادًا على الإزعاج والصخب، أو ربما أنت شخص اجتماعي جدًّا (تستمدّ طاقتك من حولك)، أو ربما أنت معتاد على الإنشغال وليس الإنتاجية (أو حتى مهووسٌ بالعمل)! أيًّا كان السبب، فالعامل المشترك أنه كان لديك روتين يومي واضح، واليوم فقدته!
أنت تريد أن تخلق روتينًا "يوميًّا" خاصًّا بك حسب أولويّاتك وأهدافك! الفكرة هي أن تبني جدولًا جديدًا لحياتك الطبيعية "الجديدة"!
في الأسفل سأشارك معك روتيني اليومي في هذه الفترة وبعض الأفكار التي أتمنى أن تلهمك ولو قليلًا!
- هذه الفترة هي فرصة لمراجعة (إعادة النظر) في "قِيمك" و"أهدافك" و"أولوياتك" في الحياة. أنا متأكّدة أن الكثير تغيّر في هذه الأسابيع القليلة!
- استغلال هذه الفرصة بالعزلة عن الناس، كما يقول جون ماكسويل في كتابه "قوة إمكاناتك": "العزلة هي وجه العملة الاخر للإبداع. إنّنا نحتاج إلى الإلهام من الدّاخل كما نحتاج إليه من الخارج". العزلة هي إسكات كل الضجيج الذي حولك والجلوس مع نفسك وأفكارك فقط. أنا أعرف أن هذه الخطوة ربما صعبةُ على الكثيرين؛ السبب هو أننا اعتدنا وجود الإلهاءات وأصبحنا مدمنين عليها. متى اخر مرة جلست فيها بدون هاتف أو موسيقى أو تلفاز. فقط أنت وأفكارك؟
- ولتعزيز مفهوم العزلة، منذ شهرين تقريبًا بدأت بممارسة عادة التأمّل؛ هي ببساطة أن تجلس وحدك تغمض عينيك وتكون "واعيًا" فيم تفكّر بالإضافة إلى عدم التلاعب بأفكارك؛ لا تجبر نفسك على التفكير بشيء معيّن، فقط كن واعيًا فيم تفكّر! هذه العادة ساعدتني جدًّا بالهدوء، وتقليل التوتر ورؤية بعض الأمور بمنظور مختلف! بإمكانك البدأ بخمسة دقائق ثم زيادة الوقت تدريجيًّا.
- استغلّ هذه الفترة بقضاء الوقت مع عائلتك. حاول أن تتحلّى بأكبر قدر من التعاطف والإنسانية؛ خصوصًا في هذه الظروف مع خلق أجواء مرحة ومريحة في المنزل للقضاء على أجواء الكآبة والملل (كن مبدعًا في خلق جوٍّ امن ودافىء في منزلك). في الأسفل فكرة من الأفكار التي طبقتها:
- خصّص ساعتين لتعلّمك أونلاين. تذكّر، هذا الوقت سيمضي، وعندما تعود الحياة لطبيعتها أتمنى أن لا تكون ممّن سيندم على كل دقيقة أضاعها، خصوصًا أن هناك الكثيرين يستغلّون وقتهم في تطوير مهاراتهم والحصول على شهادات بينما أنت تأخذ "استراحة"!
- ممارسة تمارين بسيطة يوميًّا لمدّة عشر دقائق على الأقل، وبذلك تنشط دورتك الدموية وتزيد مناعتك وتحافظ على صحتك! تذكّر، ستكون هذه هي حياتك الطبيعية الجديدة لبضعة أسابيع.
في الأسفل بعض التمارين البسيطة (بوزن الجسم فقط دون الحاجة إلى معدّات) في اللينك، هناك العديد من المواقع التي توفّر تدريبًا عن بعد مع "مدرب/ة شخصي/ة محترف/ة"، حتى لو لم يكن بمقدورك الانتساب، فبإمكانك الإشتراك في قائمة البريد الإلكتروني الخاصة بهم، سيكون هذا كتذكير لك طوال الأسبوع!
- استغلّ هذه الفرصة بالقراءة، نوّع في المواضيع التي تقرأها. الموقع في الأسفل تستطيع تحميل الكتب العربية والإنجليزية :https://www.pdfdrive.com/
(مكتبة الإسكندرية أتاحت البارحة فرصة تحميل كتبها القيّمة بصيغة pdf نظرًا للأوضاع الحالية، الرابط)
- لا تنس أن تخصّص وقتًا كافيًا للمتعة: مشاهدة فيلم أو برنامجك المفضل ، طبخ وجبة لذيذة أو ممارسة إحدى هواياتك،
- مارس الامتنان والشكر لكلّ النعم التي تملكها. أظن أنك الان قد أحسست بالنعم، وأنه ما من شيء مؤكّد في هذا العالم! وأن الوسيلة الوحيدة لنبقي على ما نمتلكه هو الشكر والامتنان والإحساس بقيمة ما نملكه وعدم أخذه كمُسلّم؛ لأنه ليس كذلك. ابدأ من اليوم بشكر - بالفعل والمواقف - كل من أنت ممتنّ لوجوده في حياتك، لصديقك الذي يعطيك جرعة الإيجابية، لأختك الحنونة ولِحبّ والدتك الغير مشروط!
- ماذا إذا كنت مدير شركة؟ هذه فرصتك لتتواصل مع عملائك المحتملين وعملائك الحاليين حتى. قدّم لعملائك شيء مجاني سيفيد عملهم في هذه الأزمة أو بعدها، بإمكانك ترتيب اجتماع على Zoom على سبيل المثال لمناقشة أهدافهم بعد هذه الأزمة وما هو دورك. بالنسبة للعملاء الجدد، أنا أحفّز مندوبين المبيعات بالاتصال بعملائهم المحتملين؛ تذكّر: لا أحد سيتّصل بهم في هذه الفترة، فعندما تنتهي هذه الأزمة سيتذكرونك على الأرجح (وهكذا نكون قد حللنا أحد المشاكل الأساسية لفريق المبيعات!)
- العديد من الشركات تستغل هذه الفترة بتذكير عملائها بوجودها وإضافة قيمة لهم، عن طريق إعداد دورات أونلاين قصيرة مجانية أو webinars. العديد من الشركات تستمرّ بمقابلة وتعيين موظفين جدد virtual hiring للعمل عن بعد!
اخرج من هذه الأزمة شخصًا أقوى!
أتمنى لكم ولعائلاتكم السلامة والصحة وراحة البال، ودمتم بود،
التعليقات