وجدت هذه الرسالة في أحد الأكواخ داخل الغابةِ ويبدو أن أحد الضحايا قد كتبها قبل أن يتم أكله من قبل آكله لحوم بشرية

حسناءُ مخيفة

تائهاً أمامَ دوامةِ أحرفِ اللغةِ العربيةِ . شاردًا في تلك الصفحةِ البيضاء. لقد سَئِمت الأسطر الفارغة مِن انتظارِ حركةِ قلمي عليها . ثم فجأةً تحركَ قلمي وتوقفت دوامة الأحرف وبدأتُ بنظمِ الشعر. عند سماعي ذلك الصوت الرقيق، يقول:

" كوبٌ منَ القهوةِ إذا تكرمت".

رفعت مُقَلَتي لِأرى ذلك الملاك، بعينين زَرقاوين وخُصلاتِ شعرٍ من الذهب، تتطاير مع نسماتِ الهواء ،عروق بارزة على الكفين .لَمْ ارَ مثل هذا الجمال في حياتي. أشعر بشيءٍ يجذبني اليها، قوةً كبيرةً تدفَعُني للسيرِ خَلفها. ابتسم ثغري. وبدأت قدماي بالتحرك دونًا عن إرادتي ، لقد تبعت تلك الحسناء دون أن تنتبه ودون أن أعي خطورة ما افعله، أو حتى سببه.

وصلتْ الحسناء على مشارفِ الغابةِ القريبةِ من المقهى . تعجبت لسيرها نحو الغابة لكن لم ءأبه بالسبب وواصلت اللحاق بها ، وصلتْ الحسناء لكوخ في منتصفِ الغابة ، دلفته ولم تحكم اغلاق الباب خلفها. تساءلتُ في نفسي كيفَ لملاكٍ مِثلها أن يَشُقَ طريقه خلالَ الغابةِ دونَ خوفٍ وكيفَ لها أن تقطن في هذا المكان المفزع ، استمريت بالسير حتى وصلتُ إلى أحد نوافذ ذلك الكوخ المخيف رأيتها. لمْ أرَ ذلك الملاك، بل رأيت وجهًا ملطخًا بالدماء ..كثيرًا من الهياكلِ العظميةِ على الارضية . ثلاجةٌ مليئةٌ باللحومِ البشرية .

كتمتُ خوفي وتمالكت نفسي عن الصراخ. أردتُ الهروب لكن أوقفني صوتُ صريرِ الباب الذي فُتح . كتمتُ أنفاسي وأغمضتُ عيناي ، لافتحهما وأمامي تلك الوحش مبتسمةً بأنياب مخيفة يقطرُ منها الدم . لقد كانت تعلم بوجودي .هي من استدرجني بتلك القوة الغريبة . حاولتُ الهروب لكن الأرض كانت تتكور من تحت قدماي . إنها تفوقني قوة . بل تقوفنا نحن معشر البشر وها انا اكتب ببعض من الدماء على الارضية انتبهوا.

___

وجدت هذه الرسالة في أحد الأكواخ داخل الغابةِ ويبدو أن أحد الضحايا قد كتبها قبل أن يتم أكله من قبل آكله لحوم بشرية....فرح رواشدة

farah.r.r

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات farah.r.r

تدوينات ذات صلة