بعض من مظاهر الحياة في الاندلس قديما عندما كانت للعرب , باسلوبي الخاص وطريقتي ومخيتلي

أين الأندلس


أجلس على ضفة نهر لازوردي اللون تتراقص فيه الاسماك الصغيرة الملونة . تحت شجرة نارنج مثمرة ، اسند جذعي بجذعها . زهور تملأ المكان ، ومبانٍ شامخة في الارجاء. اعانق أوراقي المبعثرة ، ليست اوراق عادية انها اوراق مخطوط عليها بعض من خواطري بخطٍ كوفيّ مغربي . أرفل في ثيابي التي صنعتها لي أمي . ثوب مقصب بخيوط ذهبية . وشال حريري أُخفي به شعري الاسود الطويل السميك .

اشدو وادندن مع طيور الكناري . قد تكون أبرع مني في الغناء لكننا نحن من في الأندلس من علمناها الطرب والشعر . أنظر لملامح وجهي المنعكسة على صفحة الماء. ملامحي الاندلسية عيوني الحوراء ووجهي المستدير ، بشرتي القمحية ميّالة الى البياض ، وشعري الاسود .اضحك بفتور وهدوء ، اخشى ان يسمع احد صوت ضحكاتي الطفولية فتتورد خداي .

يصحبني وقاري بالسوق الكبير ، هنا يباع الذهب وهناك الفواكه ، وفي مكان ما في هذا السوق تباع الازهار . على الجانب الاخر تباع الاقمشة الحريرية والحُلي وهناك ايضا عصبةٌ من الشباب اندلسيين الملامح يسيرون بحوزة كل منهم كتاب ، كل واحدٍ يناظر صفحات كتابه بنهم شديد للقراءة . وهناك شاعرٌ تمجلس في احد الزقاق يلقي شعرا ، فيتغنى بجمال الطبيعة تارةً ، وتارةً أخرى يشكي من شوقه لمحبوبته الحسناء المُستعفة عنه .

اتجه نحو المكتبة الكبيرة التي تَعُجُ بالكتب المُعطرة برائحة الأندلس ، استعير كتابًا جديدًا ، اقف في حيرة بين أي كتابٍ اختار ولأي كاتب هذه المرة . يرشح احد القرّاء النهمين لي كتابا . استعيره وأعود للسير في طُرقات غرناطة . نسمات الهواء العليل تُلوِّح في الأرجاء، تحمل عبق القصر الأحمر على اسفح الجبل ، وشيئًا من جمال أجوائِه . أسير بين الأبنية البيضاء ، انها مبنية بطريقة هندسية اسلامية بديعة ، المنازل والمحاكم , والمجالس, والمساجد .

استمر في السير حتى أصل الديار ، أخي يجالِسُ شاعِرًا في حديقة الدار ، وأمي تطهوا ما لذ وطاب ، أما عن أبي فهو منشغلٌ بأبحاثٍ جديدة تضع نقاطًا على حروف العِلم .


هنا الأندلس , حيث الاسلام و الشعر والعلم . هنا غرناطة . وهنا دياري وديار أجدادي .

farah.r.r

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

رائع بالتوفيق ان شاء الله

إقرأ المزيد من تدوينات farah.r.r

تدوينات ذات صلة