اخترت الفطام التدريجي وكلي يقين أني لن أمنع مشاعر الحزن أو الافتقاد عن ابنتي ولكن يمكنني المساهمة في تخفيف وطأتها عليها.داليا محمود


اجتذبتتي كثيرا القصص المنشورة حول إنهاء الرضع لمرحلة الرضاعة الطبيعية بسعادة وسلام وكلما قرأتهاسرحت بخيالي وراء هذه اللحظة السعيدة للفطام

أي إنهاء رحلة الرضاعة الطبيعية بسلام وهدوء، وبملاحظتي لابنتي وتعلقها بالرضاعة الطبيعية وبسماعي لتجارب من حولي ممن فطمت رضيعها

فطام فجائي أو فطام تدريجي أيقنت أن هنالك حلقة مفقودة، فإما هؤلاء النسوة كن محظوظات جداً بأطفال غير متعلقين بالرضاعة، أو أنهن فقط نسين مشقة الفطام بحلاوة انتهائه،

أو أنهن لم ينسوا ولكن اعتبروا بعض الأجزاء من الصراخ موعا من أنواع السلام!

الحقيقة لا أستطيع أن أجزم أي سبب يدفعهن لرواية القصص هكذا، أو حقيقة الكواليس وراء قصصهن

لكن ما أجزم به لكِ أنك لن تجديني أتحدث عن النهاية الوردية أو أن الأمر بالضرورة سيمضي بسلام ولا أقول أنه مستحيل،

وما سأفعله هو تناول الأمر بواقعية وحيادية قدر الإمكان فنتعرف سوياً على أنواع الفطام وأي نوع يناسب طفلك وما ينصح به المختصون من حيث الفوائد للرضيع

ونتناول بعدها نصائح عامة يمكنها أن تفيدك إذا ما اخترتي الفطام التدريجي كما اخترته،

مع مراعاة أن لكل طفل طباع خاصة وشخصية فريدة وأن كل أم تختلف أيضا في شخصيتها وتفضيلاتها وسأحتكم في سردي لمعلومات ذات مصادر علمية

يمكن تطبيقها أو بالأحرى يمكنك الاختيار منها ما يناسبك ويناسب رضيعك.


أسباب الفطام

ما لا يمكن أن ننكره أن الرضاعة الطبيعية كنز مرسل من الله للأمهات والرضع معا،

نعم هي كنز نشكر الله عليه ولكنه يصعب حمله ويشق على الأم تبعاته وأثره،

بينما تهون الرضاعة على الرضيع الشهور الأولى من عمره،

نعم تُعد الرضاعة الطبيعية مِنحة إلهية إلا أنها فترة مؤقتة لعامين متتاليين وهي كذلك مرحلة لا بد لها من نهاية،

فنجد أن الفطام مسألة تطرح نفسها مع الوقت لأسباب مختلفة:

  • كبلوغ الرضيع عامين كما ينص القرآن وكما تنصح منظمة الصحة العالمية بالرضاعة لعاميين متتاليين.
  • يصبح عمر الرضيع أكبر من عام.
  • صارت الرضاعة مستحيلة للأم لما تلاقيه من مشقة أو أسباب خاصة بها.
  • يفطم الرضيع نفسه من الرضاعة الطبيعية بإرادته.

فبعد أن بينَّا الأسباب المختلفة للوصول لخطوة الفطام فقد يغلب على المشهد سبب واحد منها أو سببين مجتمعين معا

دافعين الأم للتفكير في الفطام،

وقبل أن نندفعي وراء الأسباب أدعوك للتفكير (هل هذا هو أفضل عمر للفطام؟) وأن تطرحي على نفسك هذه الأسئلة:

هل طفلي مستعد جسدياً ونفسياً؟ هل أنا كأم مستعدة للفطام؟

وحينما تجدي أجوبتك الخاصة لكل سؤال من هذه الأسئلة، التي تعبر عنك وعن طفلك وحده

لا طفل غيره، ستقدري على تحديد متى وكيف تفطمي رضيعك.


هل تنتهي الرحلة بالفطام؟

يُقال أن عمر الإنسان لا يقاس بالوقت ولكن بما يختبره من مشاعر في الحياة،

وقد اختبرت مشاعر عدة بفضل الأمومة فرحت وحزنت بسبب الرضاعة، فتحمل الأمومة الكثير من المشاعر في طياتها،

فكنت أجد نفسي أوقاتاً أقدم ما لدي بسعادة ومحبة جارفة تغمرني حتى أنها تلهيني عن التعب والجهد بينما أوقاتا أخرى

يغلب علي الجهد والتعب فلا أرى في الأمومة سوى المشقة،وكذلك تبدلت رؤيتي للرضاعة بين الحالين

فكانت الرضاعة مصدر سعادة أحيانا وأحياناً أخرى مصدر كل المشقة والتعب،

وفي هذه اللحظات الشاقة كان يُلح علي السؤال أهذا وقت الفطام؟

كما أثق أنك عزيزتي الأم تمرين بكل هذا مثلي فيلح عليك نفس السؤال أهذا وقت الفطام؟

أم علي الانتظار أكثر؟ لذا لا أنصحك بأي حال من الأحوال اتخاذ القرار وأنت في إحدى هاتين الحالتين

سواء كان يغلب عليك مشاعر المحبة تجاه الرضاعة أو كنت تشعرين أنها كل التعب والمشقة.

فما ستُقدمي عليه من فطام أو غيره من أي مرحلة أخرى تعني تقدم الطفل نحو خطوة جديدة في حياته،

مما يعني لك تعب وجهد له شكل آخر، فكل خطوة جديدة تعني زرع عادة جديدة لدى الطفل

ومساعدته على اكتساب مهارة فيحتاج منك طاقة ووقت مبذولين للطفل،

لذا لا تنظري للفطام كالخلاص الحتمي والنهاية لتعبك أو أنه الحل السحري الذي سيدفع ابنك إلى الإقبال على الطعام وحبه

بل هو خطوة من ضمن خطوات نمو الرضيع؛ يصل لها عندما يكون مستعداً.

نعم لا يعد الفطام الخلاص النهائي للتعب كما أنه لا يعني نهاية المحبة والعلاقة الدافئة بينك وبين رضيعك.


أنواع الفطام:

فكما بينا اختلاف أسباب الفطام وأنه خطوة سنصل لها في لحظة أو أخرى، سواء كنا ننتظرها بفارغ الصبر أو نخاف من معناها،

بأن أطفالنا كبروا وسيبتعدون عن حضننا، فتتباين اختيارات الأمهات حول كيفية الفطام بين

١.الفطام المفاجئ.

والذي يعني وقف الرضاعة مرة واحدة أيا كانت عدد الرضعات وتوقيتاتها

(حتى وإن لاقت الأم غضبا او رفض من الرضيع في صورة صراخ مستمر لأيام متواصلة).

٢.الفطام التريجي.

والذي يعني وقف الرضاعة تدريجيا، إيقاف رضعة واحدة وانتظار الرضيع ليتأقلم ثم وقف التي تليها

وهكذا حتى لا يتبقى أي رضعة نهائيا.


ولنعلم أنه ليس هنالك نوع فطام سيء ونوع جيد. بل هنالك ما يناسب نمط رضاعة الرضيع

وهنالك ما لا يناسبه ولكي تختاري نوع الفطام،عليك معرفة ما يناسب رضيعك حسب نمط رضاعته

فكل رضيع يختلف عن غيره وما يناسب طفل صديقتك لن يناسب طفلك بالضرورة.


لمن يناسب الفطام التدريجي؟

يقول استشاريو الرضاعة يكون الفطام مناسباً للرضيع عندما يكون مستعداً له جسديا ونفسياً،

كما يبدأ الرضيع بالمشي بنفسه عندما يصبح مستعداً للمشي، ولذا قد يُبدي الرضيع استعداده للفطام بأن:

  • يظل ساعات طويلة دون رضاعة قد تصل لأكثر من ست ساعات.
  • يمضي النهار كله بدون الرضاعة ودون أن يطلبها.
  • يصبح نمط رضاعته مرات قليلة على فترات طويلة متباعدة.

فنرى في هذه الأحوال وكأن الرضيع ينظم رضاعته أو يفطم نفسه تدريجياً دون الحاجة لتدخل الأم

فكل ما على الأم فعله هو السماح له بقيادة الفطام الطبيعي كما يفعل هكذا

ولا تعرض عليه الرضاعة في أي وقت وتستجيب له فقط عندما يطلب

ومع الوقت سيصلا سوياً للحظة الفطام النهائية،

بعد أن تصبح عدد الرضعات محدودة أو تصبح مراة واحدة يمكن فطامه فطاماً مفاجئا.

فيناسب الرضيع صاحب نمط الرضاعة على فترات طويلة الفطام المفاجئ.



قد نجد ما يقوله استشاريوا الرضاعة صحيح فيما يخص الرضع الذين يرضعون مرات قليلة على فترات طويلة متباعدة،

فكأنهم يحققون الفطام التدريجي الذي نقصده وحدهم،

بينما نجد رضع آخرون مُتعلقون بالرضاعة، ويختلف نمط رضاعتهم كثيرا عن أقرانهم من نفس العمر

فنجدهم يرضعون مرات كثيرة على فترات متقاربة حتى وإن كانوا أكبر من عام ونصف،

وفي هذه الحالة تصبح الأم أمام ثلاث اختيارات:

١.أن تنتظر أن يبدأ الرضيع يُنظم رضاعته ويبدأ مسار فطامه بنفسه.

٢.تفطمه فطاما مفاجئا لا يناسب نمط رضاعته.

٣.أن تختار الفطام التدريجي أو بمعنى آخر تحفز الرضيع نحو الفطام التدريجي.


لذا نجد ما نقصده بالفطام التدريجي يناسب جداً الرضع المتعلقون بالرضاعة

أو يرضعون مرات كثيرة على فترات متقاربة، عندما يصبح عمرهم أكبر من عام ونصف.


فالرضيع الذي لازال يطلب الرضاعة على فترات متقاربة، وقد يكون لا يقبل على الطعام ولا يجد له شهية

لتعلقه بالأم وحاجته للتلامس العاطفي الذي يلبيه من خلال الرضاعة،فهي عنده ليست غذاء فقط.

لذا ستحتاج الأم لتحفيز الرضيع نحو الفطام التدريجي فيتوقف عن الرضاعة تدريجيا وتوفر له عادات أخرى تلبي احتياجاته العاطفية

فبالتأكيد لن يناسبه الفطام المفاجئ الذي سيعني له حتما ألما عاطفيا لا افتقاد مصدر غذاءه فقط.



لماذا اخترت الفطام التدريجي؟

في ظل بحثي عن النهاية السعيدة للرضاعة أو لحظة فطام هنية،والتي قرأت عنها قصصا وتجارب عدة،

أيقنت أن جزءا من الإجابة هو اختيار نوع الفطام الملائم لنمط رضاعة الرضيع، والجزء الآخر القناعة بأن للفطام وجه غير سعيد،

فأولاً وأخيرا هو أول فقد يختبره الرضيع، نعم سيفتقد أول جزء عرَّفه بأمه وكان مصدر أمانه وغذائه

ووسيلة تهدئته في هذا العالم،

سيشعر بالطبع ببعض الحزن لفراق ثدي أمه بعد أن اعتاده عاما أو أكثر، وهنا يتجلى وعينا بأن دورنا ليس منع مشاعر الحزن

والفقد الطبيعي إنما دورنا يتجلى واضحاً في تهوين هذه المشاعر وتخفيف حدتها قدر الإمكان

ومساعدة الرضيع في تخطيها بسلام، بإظهار المحبة والتعاطف وتدريج الأمر،

فبدلاً من أن يصبح الحزن صراخا هستيريا وصدمة مستمرة متواصلة طوال ساعات النهار والليل لأيام،

لافتقاد كل الرضعات دفعة واحدة، يمكن حصر الحزن لحزن على رضعة واحدة أو اثنتين

وقت الفطام النهائي (باختيار الأم للفطام التدريجي).

فهكذا وجدت في الفطام التدريجي مواساة لرضيعتي وتهوين عليها من شعور الفقد،

وسعة من الوقت لها ولي للاستعداد للخطوات التالية في سلم نموها كما أنه يتميز بمميزات عدة للأم.


فوائد الفطام التدريجي للأم

١.إتاحة وقت أكثر لتقبل التغيير بالتدريج لكلاً من الأم والرضيع.

٢.لا يسبب صدمة عاطفية كالفطام المفاجئ.

٣.تتجنب الأم التهابات الثدي الناتج عن تجمع اللبن لتوقف الرضاعة مرة واحدة كما يحدث بالفطام المفاجئ.

٤.يقلل من حدة التقلبات المزاجية لدى الأم نتيجة لتغير مستوى الهرمونات المصاحب للفطام،

فمع الفطام التدريجي يتغير مستوى هرمونات الأنوثة بالتدريج بدلا من أن يتغير بحدة للتوقف عن الرضاعة مرة واحدة.


لذا إذا كنت ستختاري الفطام التدريجي لأي من الأسباب السابقة والفوائد المذكورة لك ولرضيعك

فسيفيدك جدا متابعة قراءة المقال والإطلاع على النصائح التي سأذكرها.

و لأكون صادقة معك قد تعانين من إحدى هذه المشاكل رغم اتباعك للفطام التدريجي،

إذا كان الفطام أسرع مما يجب لجسدك وقد تعانين من أحدها أو أكثر ولكن بحدة أقل.


نصائح هامة لنجاح الفطام التدريجي

قبل الخوض في أي من التفاصيل أود أن أؤكد لك أن كل تجربة مختلفة وأن ما ناسب أم ورضيعها قد لا يناسبك؛

وأن للرضع تفاوت في الطباع والأسباب التي يطلبون لها الرضاعة خاصة بعد إتمام عامهم الأول،

وإذا كنت تعانين من صعوبات في تقبل رضيعك للطعام عموماً،

أو انتظامه في الأكل بوجبات معينة يوميا، أو رفضه لأنواع كثيرة من الأطعمة لأسباب مختلفة:


  • كأنه يجد صعوبة في بلعها.
  • أو هو فقط لا يقبلها وسيقبلها في وقت لاحق
  • أو أن الرضيع متعلق بالرضاعة

فنجد أن الرضيع لا زال يرضع لمرات كثيرة على فترات متقاربة لتلبية احتياجاته الجسدية أو النفسية،

فهنا يجب أن نقف على الأمر ونقيم الوضع حسب عمر الرضيع ونحدد أفضل ما يمكن فعله،

فسأقسم النصائح لقسمين:

١.الرضيع أكبر من عام وأصغر من عام ونصف (من عمر اثنى عشر شهر لثمانية عشر شهر)

٢.الرضيع أكبر من عام ونصف وأصغر من عامين (من عمر ثمانية عشر شهر لأربع وعشرين شهر)



١.الرضيع أكبر من عام وأصغر من عام ونصف (من عمر اثنى عشر شهر لثمانية عشر شهر):

يُعد هذا العمر تحدي للأم فلازال الرضيع أصغر من وقف أي رضعات أو التفكير الجاد للفطام

وكذلك يكون أكبر من أن يظل يرضع كمولود حديث الولادة، لذا تقف الأم حائرة في اتخاذ قرارها لمواجهة تعلق الرضيع بالرضاعة،

فدعيني أنير لك عزيزتي الأم بارقة أمل فيُعتبر هذا الوقت فرصة ذهبية للتمهيد للفطام التدريجي وتثبيت عادات صحية؛

تُلبي احتياجات الرضيع النفسية والجسدية مزاحمة لأثر الرضاعة ودورها في حياة الرضيع، فنبني مع الرضيع بهدوء عادات جديدة

لتزاحم تلك العادة الراسخة منذ ولادته (الرضاعة) مثل:

  • تثبيت موعد ثابت لوجبات الطعام،

يمكنك البدأ بتثبيت موعد وجبة واحدة أساسية كالفطار أو الغداء وسيتشجع الرضيع أكثر ويقبل على الطعام

إذا كانت الوجبة التي تجتمعون جميعا عليها، ويُعد تثبيت موعد للوجبة أمر فعال وموثوق النتيجة

فقد أثبتت الدراسات أن الجوع مرتبط بإشارات يرسلها الدماغ للمعدة، فمع تكرار نفس الوجبة يومياً بنفس المعاد،

سيطلب الرضيع مع الوقت الطعام في نفس الموعد.

  • تخصيص وقت خاص تقضيانه سوياً،

والوقت الخاص يعني وقت محدد يمتاز بالتزكيز والمتعة؛ تفعلان فيه أمر يحبه الرضيع بدون مشتتات لنصف ساعة متواصلة،

أعلم أنكم أغلب اليوم سوياً بالفعل وترعينه طوال الوقت لكن حددي وقت خاص بوميا

بدون أن تنظري لساعة أو الهاتف المحمول أو تقومي بأعمال منزلية، وقت خاص تنظرين في عينيه وحده

وتكونان فيه صديقان يستمتعان بوقتهما هكذا سيتيقن الرضيع أن التواصل بينكما لا يعتمد على الرضاعة فقط.

  • حاولي تهدئة الرضيع دوماً دون اللجوء للرضاعة ما دام لم يطلب

فإذا احتاج للتهدئة بعد حادث أو لأمر مفاجئ ألم به، حاولي تهدئته بالغناء أو الأحضان بدلا من عرض الرضاعة عليه

إلا إذا أصر عليها، وبهذا سيتعود أن هنالك سبلاً للطمأنة غير الرضاعة أو التقام ثديك.

  • تعودا على التمشية سوياً

أو قضاء وقتاً بالخارج في الهواء الطلق فسيفيدكما هذا كثيراً.


٢.الرضيع أكبر من عام ونصف وأصغر من عامين (من عمر ثمانية عشر شهر لأربع وعشرين شهر):

تُوصي رابطة الرضاعة الدولية عادة بالانتظار لعمر العام والنصف قبل التفكير في الفطام،

فعند هذا العمر يكون إدراك الرضيع أفضل للأمور ويُمكنه الانتظار وقبول تأجيل الرضاعة حتى تنتهي من أمرها أو حتى دخول المنزل

وهكذا كما يمكنك عرض عليه الطعام كبديل أو إلهائه باللعب، لذا يعد ما بعد العام والنصف وقتاً مثاليا لبدأ الفطام التدريجي،

أي وقف الرضعات بالتدريج واستبدالها ببدائل أخرى كالطعام أو وقت خاص أو الخروج في الهواء الطلق،

وقد يستمر الفطام التدريجي لأيام وشهور أو حتى لعام كامل حسب ما يناسبك أنت ورضيعك،

وأريد أن أطمئنك أنك لست بمتأخرة عن شيء وإن لم تبدأي بتثبيت أي عادات منذ عمر العام،

فإذا ما شارف ابنك على بلوغ عام ونصف أو صار أكبر منه فلازال معك وقت كثير وسعة

لبدأ تثبيت العادات التي ذكرناها كمرحلة تمهيدية للفطام التدريجي بعد عمر العام،

فأنا أيضاً لم أفعلها سوى بعد العام والنصف كخطوة أولى من خطوات الفطام التدريجي وعادت علينا بكل النفع

لذا دعينا نتعرف على خطوات تساعدك في رحلة الفطام التدريجي.


خطوات الفطام التدريجي

١.ابدأي بتثبيت العادات الصحية التي ذكرناها من تثبيت مواعيد الطعام وتخصيص وقت خاص لشهر أو اسبوعين على الأقل.

٢.راقبي نمط رضاعة رضيعك لثلاثة أيام أو أكثر حتى تستطيعي تحديد رضعاته وعددها ورتبيها من حيث الأهمية.

٣.ابدأي بوقف الرضعة الأقل أهمية، واعرضي عليه فاكهة يحبها (مقطعة كصوابع) كالتفاح والجوافة قبل موعد الرضعة بنصف أو ربع ساعة.

٤.انتظري لثلاثة أو خمسة أيام قبل وقف الرضعة التالية، يمكنك الانتظار لأيام أكثر ثقي في غريزتك

واختاري التوقيت حسب ما تطمأنين لاستجابة طفلك لوقف الرضعة السابقة.

٥.ليس بالضرورة استبدال كل الرضعات بالطعام فيمكن استبدال أحد الرضعات بكوب من العصير الصحي بدون سكريات أو استبداله بالوقت الخاص.

٦.إذا ما واجه الرضيع وقف رضعة من الرضعات بالصراخ أو البكاءءالهستيري، أنصحك بإبطاء الخطوات قليلاً فلربما الخطوات أسرع مما يمكنه قبوله.

٧..لوقف رضعة الصباح (إذا كان الرضيع يستيقظ صباحا ويرضع فور استيقاظه)،

احرصي على الاستيقاظ قبله لكي لا تتكاسلي وترضعيه، وبادري بالحكي عما ستقعلانه سويا من لعب عند استيقاظه لإلهائه،

ويمكنك أيضا الاعتماد على زوجك لايقاظ الرضيع صباحاً بدلاً منك، وكذلك في حال استيقاظه بعد القيلولة.

٨.تعد أصعب الرضعات، الرضعات المتعلقة بالنوم كرضعة القيلولة ورضعة قبل النوم والرضاعة الليلية،

لذا احرصي على وقف أي رضعات أخرى قبل البدء بهذه الرضعات، ثم ابدأي بوقف رضعة القيلولة وحاولي تهدئته للنوم بسبل أخرى

٩.في خلال الفترة التي توقفين بها رضعات النهار احرصي على عدم عرض الرضاعة وإذا طلب الرضيع الرضاعة حاولي تشتتيته باللعب والدغدغة

فإذا ما أصر فيمكنك ارضاعه فلا ضير من الرجوع خطوة للوراء،فالسهم يعود للخلف لينطلق بقوة،

فهكذا سيطمئن الرضيع ولن يطلبها على الأغلب ثانية.

١٠.حاولي وقف الرضاعة الليلية (خلال نومه ليلاً) وفري بجوارك زجاجة ماء او كوبه الخاص واغرضي عليه الماء عند استيقاظه ويمكن طعام يحبه يمسكه بيده وسيعود للنوم.

١١..إذا لم تستطيعي وقف الرضاعة خلال النوم يمكنك وقف رضعة ما قبل النوم والرضاعة الليلية دفعة واحدة،

واحرصي على اختيار يوم ملائم به الكثير من الأنشطة وربما الخروج لحديقة عامة مع أطفال آخرين فينام بسهولة ليلاً،

وقد لا ينام بسهولة ويصر على الرضاعة تذكري ان هذه الخطوة النهائية ولا تتراجعي أمام بكاءه ولكن حاولي تهدئته واحضنيه والأفضل أن يحمله زوجك ويهدؤه في حضورك،

لا داعي لابعاده عنك فأنت تفطمينه من الرضاعة لا منك هو في هذه اللحظة أكثر احتياجا لوجودك .


أخيراً يبدو الأمر طويلاّ ومجهداً، ولربما شاقاً وكثيرا سيشككون فيما تفعلين

وقد ينصحونك بإبعاده عنك ليوم أو يومين وسينتهي الأمر، نعم فد تنتهي الرضاعة لكن قد لا ينتهي أثر الصدمة النفسية؛

التي قد تصاحبه مدى العمر بعقله اللاواعي، لا يجب للرضيع أن يفقد الثقة بأهم شخص بحياته (أمه)،

بل احتضنيه وعوضيه حباً وحناناً عن أول فقد يختبره في حياته،ولا أعدك بنهاية وردية فمع التوقف عن الرضعة الأخيرة الباقية أو التوقف النهائي سيصرخ الرضيع ويحتج

ربما لليلة أو ليلتين أو ثلاث، وأؤمن أنه إذا كان التغير مفاجئ فلوعة الفقد والألم لافتقاد المعتاد سيكون أقوى وأكثر حدة ولربما يسبب أثرا سلبيا في نفسه

وأنه ما دامت هناك وسيلة لتخفيف وطأة شعور الفقد على من نحب بالتأكيد سنسعى لهذه الوسيلة،

لذا اخترت الفطام التدريجي وكلي يقين أني لن أمنع مشاعر الحزن أو الافتقاد عن ابنتي ولكن يمكنني المساهمة في تخفيف وطأتها عليها.


كتابة داليا محمود


المصادر

https://www.llli.org/breastfeeding-info/weaning-how-to/



https://babygooroo.com/articles/gradual-weaning-benefits-tips


https://kellymom.com/ages/weaning/considering-weaning/how_weaning_happens/


https://www.verywellfamily.com/sudden-weaning-from-breastfeeding-4140720



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جزاكِ الله خيرًا كثيرا ♥️♥️ساعدتيني جدا

إقرأ المزيد من تدوينات خبرات صغيرة

تدوينات ذات صلة