كيف تصبح أباًحاضرا وفاعلاً؟أثر دور الأب في حياة الرضيع

الأباء قد يكون لهم حرية الاختيار أن يكونوا أباء أو لا،

بالطبع لا أسقط عنهم أبوتهم البيولوجية أو مسؤوليتهم عموما تجاه أبنائهم بهذه الجملة

،فكما قالت ماريا منتسورى "على الأباء والأمهات أن يحملوا مسؤلية أبنائهم على أكتافهم "،

لكن هم لديهم الإختيار أن يًفعلوا هذا الدور فيعترف بهم الأبناء كأباء أو لا يفعلوه.

ولأوضح أكثر:

الأم عادة لا تملك الاختيار كلية منذ أن حملت بطفلها

فهو يخرج للعالم يعرف صوتها ورائحتها ويتعلق بها كأمانه ومصدر غذائه ولا يعرف أباه،

في هذه اللحظة تتجلى حتمية الإختيار أن تكون أبا أو لا ،

أن تحمله بين ذراعيك وتعرفه على نفسك وتتواجد معه لحظة بلحظة قدر الإمكان،

ألا تكتفي بدور المُعيل لأسرتك وتصبح فردا حاضرا بكل إنتباهك ليس كزوجا لأم أبنائك بل كأبا لهم،

تصبح أبا حاضرا وفاعلا وأن تعلم دور الأب في حياة الرضيع .


أهمية الأب في حياة الرضيع .

قد لا تدري ما أهمية هذا . أو تتساءل ماذا يُمكنك أن تفعل لهم؟

أو تحدث نفسك بأنه لم يأتي دورك بعد؛

وأن كل ما يحتاجه طفلك الرضيع ملازمة أمه ورعايتها. لكن حضور الأم لا يُغني عن حضور الأب،

تتناول الكثير من الدراسات الحديثة أثر دورالأب في حياة الرضيع؛ خاصة منذ الأيام الأولى،

، فيختلف كثيرا الرضيع الذي تفاعل مع أباه أول ثلاثة أشهر في حياته عن ذاك الذي لم تُتاح له هذه الفرصة.

فنجد أن أثر دور الأب في حياة الرضيع يتنوع بين أثره الاجتماعي والشعوري وكذلك تطور الرضيع الإدراكي كما سنوضح لاحقاً.

وعندما نتعرض لأثر دور الأب في حياة الرضيع أو على مدى حياة طفله عموما،

فإنا لا نطلب من الأب التفرغ التام فنحن نعي أن الأب يقضي أغلب يومه في العمل،

ولكن تواجدك ولو لساعة واحدة يومياً تترك أبلغ الأثر في حياة طفلك.


الفرق بين الأم والأب؟

إن تواجد الأب في المنزل يحقق توازن قد لا ننتبه له، فطباع الرجال عادة تميل للحركة وتحدي الصعاب وأيضاً إعلاء القيم التنافسية.

بينما تميل النساء للخوف والحذر والاحتياط.

فتحمي الأم طفلها وقد يزداد حرصها فتمنعه من الكثير من الأمور خوفا عليه،

بينما يدفعه أبوه للتجارب الجديدة مُنميا لديه روح الإقدام

مساعدا إياه على التعلم واستكشاف كل ما هو جديد مما يساهم بشكل جلي في تطوره الإدراكي.

إن تواجد الأم والأب سويا يحقق التوازن.

فإذا ظل الطفل مع الأم وحدها لربما أصبح جبانا أو إذا ظل مع أبيه وحده أصبح مقداما دون أن يحسب المخاطر.


أثر دور الأب في حياة الرضيع

نشر في دراسة بحثية بصحيفة الصحة العقلية للرضع أنهم قد أخضعوا أطفال في الثانية من عمرهم لإختبارات إدراكية فكانت النتائج مذهلة،

فالأطفال اللذين لعبوا مع أبائهم في شهورهم الأولى حققوا نتائج في الإختبارات الإدراكية أعلى من أقرانهم

الذين غاب عنهم أبائهم مما يوضح أثر الأب في التطور الإدراكي للرضيع. فكما تساهم عدة عوامل في التطور الإدراكي للرضيع فإن دور الأب لا يمكن تجاهله.

ولا يقف أثر الأب عند التطور الإدراكي للرضيع فحسب، بل يمتد إلى صحته النفسية؛

فتواجد الأب فقط يُحسن من صحة الرضيع النفسية ويخفف من شعوره بالتوترات المحيطة،

وسنذهب لأبعد من هذا ونذكر الدعم النفسي الذي يقدمه الأب للأم في فترة الحمل حيث توضح الأبحاث أهميته

فهو يُوفر بيئة آمنة لولادة الرضيع ويقلل من شعور الأم والجنين بالتوتر من الضغوطات المحيطة

مما يضمن سلامة صحة الرضيع النفسية.

كمايعزز وجود الأب من تفاعلات طفله الإجتماعية عند الكبر:

فإذا كان الرضيع ذكرا فهو يحظى بهذا على مثال جيد لتفاعلات الرجال في العالم،

بينما إذا كانت الرضيعة فتاة فوجود الأب يجعلها تتعرف على الجنس الآخر

ويجعل لديها قابلية أفضل لتكوين علاقة زوجية مستقرة في المستقبل.


تفعيل دور الأب في حياة الرضيع

قد تتساءل كيف تفعل دورك في حياة رضيعك، دعني أساعدك ببعض النصائح:


أولا: فعل تواجدك كأب في حياة رضيعك منذ اللحظة الأولى،

احضر ولادة رضيعك وكن أول من يحمله من بعد أمه،

ولا تكتفي بحمله فقط بل أنصحك بأبعد من هذا

قم بملامسة الجلد للجلد (أي ضعه عاريبحيث يكون جلده ملامسا لجلدك العاري).


ثانيا: تحدث معه وإقرأ له بعض القصص

فالرضيع يتعرف عليك من خلال صوتك،

كما تؤكد بعض الدراسات أن ما يميز الأباء على الأمهات أنهم يتحدثون باللغة كما هي ولا يميلون لتبسيطها,

مما يُثري لغة الرضيع ويساعده في مهارات التعلم بالمستقبل.


ثالثا: اعتني به وحممه بنفسك وغير له حفاضاته

فعندما توفر له احتياجاته الأولية سيرتبط بك أكثر ويلجأ لك عند الحاجة.


رابعا: عندما يبكي أو يكون غير مرتاحا حاول تهدئته،

مع الوقت ستجد طريقتك الخاصة لتهدئته وحينها ستكون ملاذه الآمن بين الغرباء.


خامسا إذا كان الجو رائعا بالخارج اصطحبه في نزهة قصيرة.


فلأختم الكلام بأن الكثير من الأبحاث منذ السبعينات

توضح أن دور الأب لا يقتصر أثره على حياة الرضيع كرضيع فقط

بل يصل مداه لفترة المراهقة ومن ثم حياته كراشد، فلا تفوت هذه الفوائد عليك وعلى رضيعك.


refrences



https://www.childandfamilyblog.com/child-development/fathers-influence-child-development-2/



https://www.imperial.ac.uk/news/179268/dads-involvement-with-baby-early-associated/

https://www.webmd.com/parenting/baby/dads-role-babys-life

https://www.sciencedaily.com/releases/2017/05/170509083936.htm


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات خبرات صغيرة

تدوينات ذات صلة