متى يُمكن العودة للعلاقة الحميمية بعد الولادة؟ كتابة داليا محمود

تجلسان سويا كأب وأم، وكأسرة مكونة من ثلاثة أخيرا، فرحين بالطبع بالرضيع، مُرهقين كذلك من العناية به أغلب الوقت،

صارت ابتسامتكما مرهونة بابتسامته، ولا تعرفان الراحة إلا براحته، ولربما مع مُضي الوقت بدأتما تنظران لبعضكما متسائلين

متى ستعود حياتنا لطبيعتها، أوحتى أقرب ما يكون للطبيعي

، متشوقين لوقتكما الخاص سوياً وحدكما دون مُقاطعة بصراخ أوبُكاء مفاجئ،

نعم في لحظة أو أخرى سيطرق هذا التساؤل بابكما سواء بعد أيام أو أسابيع أو أشهر،

تختلف بالطبع طبائع البشر وما يشغلهم، و لا يُمكن لأحد أن يتجاهل احتياجاته الأساسية (سواء كانت العاطفية أو النفسية أو الجنسية) لوقت طويل.


فمازلتما بشريين تحتاجان للراحة ومازلتما زوجين تحتاجان للأنس ببعضكما والحفاظ على علاقتكما قوية،

وتتوقان للدفء ببعضكما فيظهر سؤال متى يُمكن العودة للعلاقة الحميمية بعد الولادة؟


متى يُمكن العودة للعلاقة الحميمية بعد الولادة؟

بالطبع يختلف السؤال عند المرأة عن الرجل،

فالزوج يشغله عادة العودة للعلاقة ويغلبه الحماس ،

بينما الزوجة قد تشغلها تفاصيل أكثر مثل : متى ستسمح صحتها الجسدية بالعودة للعلاقة الحميمية؟ وكيف ستكون العلاقة الحميمية بعد الولادة؟

وهل ستكون العلاقة الحميمية مؤلمة أم لا؟ وقد تكون على العكس تماماً لا تعبأ للعودة للعلاقة الحميمية أو تفكر بهذه التفاصيل وتنفر من أي تلامس جسدي بينها وبين زوجها،

فتختلف الأحول من امرأة لأخرى فيمكن أن:

١.تخاف من العودة للعلاقة الحميمية بعد الولادة.

٢.تنفر من العلاقة الحميمية وأي تلامس جسدي.

٣.تتساءل عن ما يساعدها على العودة للعلاقة الحميمية وكيف ستكون.


لذا سنتعرف معاً على أسباب هذه الأحوال الثلاثة لنعرف الإجابة بالتفصيل المطول معاً عن متى يمكن العودة للعلاقة الحميمية بعد الولادة

وكيف يكون الأمر أيسر وأفضل لكلا الزوجين.


أما عن الإجابة الدقيقة لسؤال متى يُمكن العودة للعلاقة الحميمية بعد الولادة فيُوصي الأطباء بالانتظار (على الأقل) لما بعد أربعة أو ستة أسابيع من الولادة،

وإن انتهت فترة النفاس قبل ذلك والتي تختلف من امرأة لأخرى،

كما أنصحك بمراجعة طبيب النساء قبل اتخاذ هذه الخطوة.


لماذا تخاف المرأة من العلاقة الحميمية بعد الولادة؟

بقدر ما ترتبط الولادة بالبهجة والفرحة بوصول الرضيع وإضافة فردٍ جديدٍ للأسرة،

وشعور المرأة بمشاعرمختلطة من السعادة وكونها أما لأول مرة،

إلا أن الولادة لا تزال ترتبط بالألم، سواء كانت الولادة مهبلية أوطبيعية (فاختبرت المرأة آلام الطلق وخروج رأس الجنين من المهبل)

أو كانت الولادة قيصرية (فالجرح يؤلمها لفترة طويلة بعد الولادة وتحتاج إلى أسابيع للتعافي منه)

فتتجنب المرأة بطبيعة الحال أي أمر قد يسبب لها ألماًمن جديد، فتحتاج لفترة طويلة من التعافي وتخطي ذكرى الألم الذي سببته الولادة.


فتخاف المرأة من العودة للعلاقة الحميمية بعد الولادة؛ لما تعرضت له من ألم أثناء الولادة وأيضاً في الحمل،

خاصة إذا لم يكن حملها سهلاً أو عانت من عدم الراحة (أو بعض الآلام) خلال ممارستها العلاقة الحميمية في الحمل

، فتحتاج المرأةإلى التعافي من آثار هذه الآلام جميعها، هذا فيما يخص آلام الماضي ،

أما في المستقبل (أي ما بعد الولادة) فيقف توقعها للألم أثناء العلاقة الحميمية كحاجز نفسي بينها وبين اتخاذ الخُطوة الأولى،

ولا ننفي هنا أن العلاقة الحميمية بعد الولادة قد تكون بالفعل مؤلمة للمرأة،

خاصة إذا لم تنتظر هي وزوجها الوقت الكافي لتعافي الجسد من الولادة

كما ينصح الأطباء بالانتظار لما بعد أربعة أوستة أسابيع من الولادة،

وقد تظل العلاقة الحميمية بعد الولادة مؤلمة

بعد مرور ستة أسابيع أو تكون مختلفة عن السابق -إن لم تكن مؤلمة- لعدة أسباب

دعونا نتعرف عليها سويا...



لماذا قد تكون العلاقة الحميمية بعد الولادة مؤلمة؟


١.ضعف التوتر العضلي للمهبل

يستعد جسد المرأة طبيعيا خلال الحمل للولادة خاصة بالشهر الأخير،

فيتمدد كلٌ من عنق الرحم والمهبل استعدادا للولادة، ويعودان لوضعهما بعد الولادة بمرور الوقت،

ولكي يستعيد المهبل توتره العضلي وينقبض الرحم لحجمه الطبيعي

تحتاج المرأة إلى الكثير من الوقت للتعافي سواء كانت الولادة طبيعية أو كانت الولادة قيصرية

ففي كلتا الحالتين قد تمددت أعضاء جهاز المرأة التناسلي خلال الحمل.

لذا سواء كانت الولادة طبيعية أو قيصرية فستحتاج المرأة لنفس الوقت الذي ذكرناه للتعافي

قبل محاولة العودة للعلاقة الحميمية بعد الولادة.


٢.جرح الولادة

سيساعد هذا الوقت في التئام جرح الولادة القيصرية أو التئام شق العجان إذا كانت الولادة طبيعية

مما يقلل من احتمالية تعرض المرأة للألمخلال العلاقة الحميمية.


٣.جفاف المهبل

دعينا لا ننسى انخفاض مستوى هرمون الاستروجين من بعد الولادة

الذي يسبب جفاف المهبل فتكون العلاقة الحميمية مؤلمة للمرأة.


لماذا تنفر المرأة من العلاقة الحميمية بعد الولادة؟


تلد المرأة ويأتي الرضيع لا يعرف سوى أمه، ويتعلق بها فهي مصدر أمانه وغذائه،

فتنشغل به كثيرا وتصبح مُتخمة بالمهام الكثيرة الخاصة برعاية الرضيع وحده والسهر به،

مما يؤثر على نومها وقد تظل تعاني لأشهرمن قلة النوم والذي يُعد أيضاً سبباً في نفورها من أي أمر

يحتاج جهداً إضافيا منها كالعلاقة الحميمية،

ولايقف الأمر عند هذا الحد بل تتضافر كل ذرة في جسدها لخدمة هذا الضيف الذي حل بحياتها جديدا،

فينخفض هرمون الإستروجين ويرتفع هرمون البرولاكتين لأجل تلبية احتياج الرضيع واستمرار الرضاعة الطبيعية،

ويُسبب ارتفاع كلا الهرمونين انعدام الرغبة الجنسية لدى المرأة

خاصة أول ثلاثة شهور بعد الولادة،مشكلاً بهذا وسيلة دفاعية أخرى للجسد

لتمنع حدوث أي حمل جديد يؤثر على تعافي الأم ورعاية الرضيع حديث الولادة.


فتجد أغلب النساء ينفرن من العلاقة الحميمية لأشهر بعد الولادة،

وقد يصل الأمر لأن ينفرن من أي تلامس جسدي وبالطبع يتفاوت الأمر من امرأة لأخرى،

ويعد هذا الأمر طبيعيا للأسباب التي عددناها ألا وهي:


١.الانشغال برعاية المولود.

٢.قلة النوم والشعور بالضغط.

٣.انعدام الرغبة الجنسية لانخفاض هرمون الإستروجين.

٤.تعرضها لصدمة الولادة التي تحدث ل٤٪؜ من النساء من الولادة.

٥.رفضها لجسدها بعد الولادة، فبطن الولادة قد تحتاج أشهر أو عاما كامل ليتخلص الجسد منها.



نصائح عن العودة للعلاقة الحميمية بعد الولادة:

من المهم أن نعي أن تَفَّهُم كل من المرأة والرجل لطبيعة المرحلة،

وما طرأ على جسد المرأة سيساعدهما بالطبع على تقديم العون والدعم لبعضهما كما يجب،

كما سيجنب كلا الزوجين الخوف الدائم من أن الطرف الآخر غير سعيد أو لا يرغب فيه بعد الآن مما يهدد العلاقة ككل،

فبمعرفة كل ما وضحناه في المقال وبالصبر والتفهم وبعض الخطوات البسيطة من كلا الزوجين تجاه بعضهما؛

سيتمكن كلا الزوجين من تخطي المرحلة بهدوء والعودة للعلاقة الحميمية بعد الولادة حينما يصبح الأمر ملائماً لكليهما.


لذا حديثي لك أولاً أيها الزوج الكريم

بألا تنس في خضم سعادتك بالفرد الجديد حماسك للعودة للحياة الطبيعية بما فيها علاقتكما الحميمية، أن:


١.زوجتك تحتاج منك كل يد مساعدة لتخفيف أعباء رعاية المولود عنها

فالحِمل الذي يحمله اثنين غير الحِمل الذي يحمله شخص واحد.


٢.أنها تحتاج للتعافي لستة أسابيع كاملة قبل أي محاولة منكما للعودة لعلاقة الحميمية بعد الولادة.


٣.تحتاج زوجتك إلى ثلاثة أشهر أو أكثر لتزداد لديها الرغبة الجنسية

نتيجة لارتفاع هرمون الإستروجين من جديد، لذا هي لا ترفضك ولكن تمر بتغير طبيعي.


٤.يحتاج جسد المرأة لأشهر ليعود لشكله السابق ويفقد وزن الحمل،

فتحتاج زوجتك منك الدعم و الكلام الحسن والمدح الدائم والتأكيد أنك لازلت تحبها وتراها جميلة ومرغوبة.


٥.وأخيرا بالطبع تحتاج منك الكثير من الصبر والمحبة، والطمأنة،

حتى تعبرا سوياً هذه المرحلة المؤقتة دون أن تتأثر علاقتكما بأكملها أوتتحولا لغرباء وشركاء في السكن فقط.



أما عنك عزيزتي الزوجة المتسائلة عن ما يساعدك في العودة للعلاقة الحميمية بسلام،

فدعينا أولاً ننتبه لحقيقة الجنس عند المرأة أوكيف تستثار المرأة عادة،

فمعرفة حقيقة وأصل الأمر عندك في الماضي هو نفسه الحل للعودة من جديد،

فالعلاقة الحميمية عند المرأة تعتمد كثيراًعلى أفكارها وقبولها النفسي

لذا من المهم مساعدة نفسك في تهيئتك النفسية للعودة للعلاقة الحميمية ويمكن هذا بالنصائح التالية:


١.التخلص من الأفكار السلبية التي تُعيق عودتك للعلاقة الحميمية،

واجهي مخاوفك وجدي لها حلولاً.


٢.تجنبي الاستماع للقصص السلبية من النساء الأخريات عن العلاقة الحميمية بعد الولادة.


٣.زوري طبيبك وتأكدي من استعدادك الجسدي للعودة للعلاقة الحميمية.


٤.اطلبي المساعدة من الآخرين وخذي قسطاً من الراحة كلما سنحت لك الفرصة،

فالتعب وكثرة الضغط عائق من ضمن العوائق.


٥.احرصي في نهاية اليوم أو في وقت لقاءكما الحميمي على التركيز في اللحظة

وعدم التفكير في طفلك ورعايته أو ما عليك فعله من شئون المنزل

فهذه الأفكار كفيلة بمنعك عن العلاقة.


٦.احرصي على تبديل ملابسك -قبل النوم- بملابس أنثوية مريحة وجميلة،

لا تذكرك بأعباء اليوم أو تلتصق بها رائحة آثار لبن الرضيع.


٧.يمكنك استخدام زيوت طبيعية كزيت الزيتون لترطيب المهبل

لتجنب الألم الناتج عن جفاف المهبل للأشهر الأولى بعد الولادة.


۸. تقبلي أن جسدك يحتاج للتعافي فترة قد تصل لعام،

وقد لا تعودين لوزنك السابق قبل أشهر.



ومن المهم أن تتذكري عزيزتي أن هذه فترة مؤقتة لن تستمر طوال العمر

ومع الوقت ستعودان كما كنتما قبل الولادة ومن الممكن أفضل مما كنتما

فكثير من التقارير الطبية تؤكد أن كثير من النساء يستمتعن بالعلاقة الحميمية بعد الولادة

أكثر مما كن يستمتعن قبلها.



قد تتساءلان لما كل هذا يهم؟ ولما علينا اتخاذ هذه الخطوات؟

فدعانا لا ننسى أن العلاقة الحميمة ماتزال نقطة هامة يدور حولها الزواج وتقوي علاقة الزوجين، وتَحُول دون الكثير من المشاكل بينهما؛

فهي تلبي احتياجاتهما الجنسية وكذلك النفسية، فلا يمكن تجاهل مثل هذا الأمر.





كتابة داليا محمود







المصادر



https://www.healthline.com/health/pregnancy/sex-after-birth#tips-for-a-healthy-sex-life

https://www.parents.com/parenting/relationships/sex-and-marriage-after-baby/how-to-have-great-postpartum-sex/

https://www.medicalnewstoday.com/articles/308480#takeaway


https://www.whattoexpect.com/family/6-common-sex-after-pregnancy-problems-and-solutions



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات خبرات صغيرة

تدوينات ذات صلة