عند افتتاح مصنع الأفكار في شهر أيار من العام 2018،

تم الإعلان في حينها عن إطلاق منصة للابتكار يستفيد منها الشباب ورواد الأعمال والقطاع الصناعي، وبدأ العمل منذ ذلك الوقت على التعريف بقطاع التصنيع الرقمي، بصفته قطاع واعد احتل مكانة هامّه في العالم بأسره.

وجاء الاستثمار في هذه المبادرة التابعة لمؤسسة ولي العهد على مختلف الأصعدة، بداية من تأهيل فرق العمل، مروراً بالتعريف بقطاع التصنيع الرقمي وأهميته ودوره، ووصلاً إلى ترك أثر تنموي على أرضالواقع تلمسه الفئات المستهدفة.

ومصنع الأفكار هو مختبر تصنيع رقمي، يضم أجهزة ومعدات حديثة ويهدف إلى دعم الابتكار والمبتكرين من الشباب والشابات الأردنيين، ويعمل على تشجيع التعليم التقني وتعزيز منظومة الابتكار في الأردن من خلال الجمع بين الشباب والأفكار، وهو مظلّة متكاملة تجمع الباحثين والدارسين والمبتكرين، وتتيح لهم فرصة تصنيع النماذج الأولية لمنتجاتهم باستخدام التكنولوجيا المتقدمة في مجالات التصنيع الرقمي الذي يضم الطباعة ثلاثية الأبعاد وبحسب أهداف المصنعين سواء كان لتسويقها أو تطويرها.

وفي هذه المقالة، سنتوقّف قليلاً عند دعم مصنع الأفكار للقطاع الصناعي، وهو ما يعني بشكل أو بآخر دعم المستثمرين من خلال تسخير التكنولوجيا المتقدّمة لخدمة أهدافهم، وسنستعرض قصص نجاح لمصنع الأفكار على هذا الصعيد.

القصة الأولى تمثّلت بمساعدة مصنع الأفكار لأحد المستثمرين في القطاع السياحي حيث واجه هذا المستثمر تحدي بعد حصول عطل في أحد ماكينات المنتجع الخاص به، أدى إلى توقف أعمال مشروعه تقريباً، ولم يحصل على المساعدة المطلوبة من المزودين العالميين لهذه القطع، وبقي الأمر على حاله حتى تواصل مع مصنع الأفكار الذي تمكّن من عكس استخدامات المسح الضوئي والطباعة الثلاثية الأبعاد على صعيد المخزون الرقمي أو الافتراضي، وتمكّن من تصميم وتصنيع القطعة المطلوبة، وتركيبها على يد شباب أردنيين مهرة، حصلوا على علومهم ومعارفهم في هذا المرفق الهام.

القصة الثانية لا تختلف عن الأولى كثيراً، ولكنها ساعدت مستثمر أردني يعمل في قطاع بيع الدهانات، وفي التفاصيل، قام مورد أجهزة الخلط بتغيير تصميم الخلاطات مما أدى الى حاجة المستثمر لإتلاف الخلاطات القديمة وشراء عددا كبيرا من الخلاطات الجديدة، ولم يجد مخرج إلا بتصنيع قطعة مسننة لضمان استمرارية عمله، وقام بعدها صاحب الشركة بالتواصل مع مصنع الأفكار الذي تمكّن من تصميم وتصنيع وتركيب القطع المطلوبة، كما تمكّن من التغلّب على التحدي وممارسة نشاطه التجاري بشكل معتاد، وبذلك تمكن من استمرار تقديم خدماته، وخدمة عملائه بشكل مختلف وبسرعه وكفاءه، ووفر على نفسه كلف شراء وشحن ماكينات جديدة.

هذه أمثلة سريعة تمكّن من خلالها مصنع الأفكار أحد مبادرات مؤسسة ولي العهد من مساعدة مستثمرين آمنوا بالأردن كمحط لاستثماراتهم، عن طريق تجاوز سلاسل التوريد، وتوفير حلول جذريةلمشكلاتهم بأقل كلفة ممكنة.

في الختام ندعو المستثمرين وأصحاب المشاريع لزيارة مصنع الأفكار والتواصل مع فريق عمله، والوقوف على طرق دعم المصنع لمشاريعهم، فالمصنع موجود داخل مجمع الملك الحسين للأعمال، ويفتح أبوابه للجميع.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات مؤسسة ولي العهد

تدوينات ذات صلة