اسم المتسابق: لين محمود عاشور غوشه - فئة المسابقة: الفئة العمرية من (13-18) سنة



جَمِيْعُ النَّاسِ تَقُومُ بِاستِعْجَالِ النَّتَائجِ ، وَ مُحاوَلَةِ تَخَطِّي المَراحِلَ التَّمهيدِيَّةِ ، وَ عَدَمِ التَّفكيْرِ بِأهميَّةِ المَراحِلِ الأولَى وَ الخُطُواتِ البَسِيطَةِ الَّتي لَها أثَرٌ كَبيْرٌ عَلى نَتائجِهِمْ وَ نَجَاحاتِهِمْ ، فَعَلى الإنسانِ أنْ يُدرِكَ أَهمِيَّةَ هَذهِ المَراحِلِ ، وَ أنَّهُ لَنْ يَسْتَطيعَ تَحقِيقَ النَّجاحِ إذا قَامَ بِتَخَطِّي هَذِهِ المَرَاحِلِ ؛ فَهِي سَبَبٌ رَئيْسٌ مِنْ أسبَابِ النَّجاحِ ، وَ لَا شَكَّ أنَّ النَّفْسَ تَفْرَحُ عِنْدَما تَرَى لَحْظَةَ نَجَاحِهَا وَ فَوْزِهَا ، وَذَلِكَ لِأنَّ النَّجاحَ لَا يَأتي بِسُهولَةٍ ، وَ لَنْ نَسْتَطِيعَ تَحْقِيْقَ النَّجَاحِ إذا مَا كَانَ الإنْسانُ صِبوراً ، فَالإنْسانُ عَجُولٌ فِي طَلَبِ النَّصْرِ وَهَذا خَطَأٌ كَبِيْرٌ ؛ لِأنَّ الصَّبْرَ سَبَبٌ مِنْ أسْبَابِ النَّجَاحِ ، وَ التَّسَرُّع هُوَ صِفَةٌ فِي سُلُوكِنَا ، وَ هُوَ خَطَأٌ كَبيْرٌ عَلَيْنَا أنْ نَتَغَلَّبَ عَلَيْهِ وَ نُحَقِّقَ النَّصْرَ وَ الفَوْزَ .

فَالعَجَلَةُ تُؤَدِّي إلى قِيَامِ الأَشْخَاصِ بِتَصَرُّفَاتٍ دُوْنَ أَنْ يُفَكِّرُوا فِي عَوَاقِبْهَا ، وَ مِنْ ثُمَّ يَنْدَمُوْنَ عَلى كُلِّ مَا صَدَرَ مِنْهُمْ ، وَلِهذَا فَالعَجَلَةُ مِنْ أَكْثَرِ الصِّفَاتِ المَكْرُوهَةِ للإنْسَانِ ؛ لِأَنَّهَا تَدْفَعُهُ إلى القِيَامِ بِتَصَرُّفاتٍ غَيْرُ مَقْبُولَةٍ ، تُزْعِجُ مَنْ حَوْلَهُ ، وَ تُسيءُ إِلى نَفسِهِ وَتُقَللُ مِنْ شَأنِهِ .

فَالإِنْسَانُ يُحِبُّ الخَيْرَ لِنَفْسِهِ ، وَ يُحَاوِلُ طَوالَ الوَقْتِ تَجَنُّبَ الوُقُوعِ فِي الخَطَأ ، وَ مِنَ الأسْبَابِ الرَئيْسَةِ الَّتي تَجْعَلُ الإنْسَانَ يَقَعُ فِي الأخْطاءِ وَ يُصْبِحْ غَيْرُ قَادِرٍ عَلَى تَجَنُّبِهَا هِيَ قِلَّةُ التّرْكِيْزِ وَ عَدَمُ الثِّقَةِ بِالنَّفْسِ ، لأَنَّ الأَخْطَاءَ المُتَكَررةَ نَتِيْجَةَ تَسَرُّعِهِ تَجعَلُهُ يَظُنُّ طَوَالَ الوقْتِ أنَّهُ سَيَبْقَى فِي هَذِهِ الأخْطَاءِ طَوَالَ حَيَاتِهِ ، وَ لَكِن هَذَا غَيْرُ صَحيْحٍ ؛ لِأَنَّهُ إذَا فَكَّرَ وَ اسْتَعَادَ ثِقَتَهُ بِنَفْسِهِ فَإِنَّهُ سَيُحَقِّقُ النّجَاحَ وَيَنْتَصِرُ عَلى هَذا الفِكْرِ ؛ لِأنَّ التَّفكِيْرَ المُسْتَمِرَّ بِالأخْطَاءِ يُؤدّي إلى الوُقُوعِ فِيْهَا مِرَاراً وَ تِكْرَاراً ، وَأَمَّا إذا فَكَّرَ فِي طُرُقِ النَّجَاحِ وَ الابْتِعَادِ عَنِ الأَخْطَاءِ فَإنَّهُ سَيَنْجَحُ ، وَ خُصُوصاً إذا قَامَ أحَدٌ بِتَشجِيْعِهِ وَ الوُقُوْفَ بِجَانِبِهِ ؛ لِأَنَّ هَذا يُسَاعِدْهُ عَلى اسْتِعَادَةِ ثِقَتِهِ بِنَفْسِهِ ، وَ النُّهوضِ لِيُكْمِلَ طَرِيْقَهُ فِي النَّجَاحِ وَ الانْتِصَارِ ، وَهذا لَنْ يَتَحَقَّقَ إلَّا بِالعَمَلِ الجَادِّ وَ السَّعْي ورَاءَ النَّجَاحِ وَعَدَمِ الاسْتِسْلامِ ، فإذَا قَامَ بِالاسْتِسْلَامِ أو أَرادَ النَّجَاحَ بِسُرْعَةٍ دُوْنَ المُرُورِ بِالمَراحِلِ الأولى فَإنَّهُ سَيَسْتَمِرُّ فِي الفَشَلِ مَرَّةً تِلْوَ الأُخْرَى ، أَمَّا إذا حَاوَلَ مِرَاراً وَ تِكْرَاراً وَصَبَرَ فَإنَّه سَيُحَقِّقُ النَّجاحَ وَهَذا مَا يَطْمَحُ إليْهِ كُلُّ إنْسَانٍ أيْنَمَا وُجِدَ وَأيْنَمَا كَانَ ؛ لِأَنَّ السَّعي وَرَاءَ النَّجاحِ مِنْ صِفَاتِ الإِنْسَانِ النَّاجِحِ ، وَ لَنْ تَسْتَطِيْعَ تحْقِيْقَ النَّجاحِ إلَّا بِالصَّبْرِ وَ عَدَمِ اسْتِعْجَالِ الأُمُورِ ، فَمَثَلاً إذا قَامَ المُزَارِعُ بِقَطْفِ الثِّمَارِ قَبْلَ مَوْعِدِ قَطْفِهَا فإنَّهُ لَنْ يَسْتَفيْدَ مِنْهَا شَيْئَاً وَسَوْفَ تعُودُ عَلَيْهِ بِالضُّرِّ ، أمَّا إذا انْتَظَرَ لِمَوْعِدِ قَطْفِهَا فإنَّهُ سَيَجْنِي مِنْهَا ثِمَاراً صَالِحَةً لِلأكْلِ ، وَكَذَلِكَ الإِنْسانُ إذا قَامَ بِالتَّسَرُّعِ وَ الاسْتِعْجَالِ فَإِنَّهُ سَيَسْتَمِرُّ فِي الفَشَلِ ، وَ لَنْ يَسْتَفيْدَ شَيئاً ، أمَّا إذَا فَكَّرَ وَ صَبَرَ عَلَى تَحْقِيقِ النَّجَاحِ فَإِنَّهُ سَيَنْجَحُ وَ يُحَقِّقُ مُبْتَغَاهُ وَمَا يَسْعَى لِلوُصُولِ إِلَيْهِ وَ بِهَذَا يَكُوْن قَدْ سَلَكَ جَمِيْعَ الطُّرُقِ وَ صَبَرَ حتَّى حَقَّقَ نَجَاحَهُ .

وَ خِتَاماً فإنَّهُ يَجِبْ عَلَى الإِنْسَانِ ألَّا يَسْتَبِقَ الأَحْدَاثَ ، وَأنْ يُحَاوِلَ قَدْرَ الإمْكَانِ تَحْقِيْقَ مُبْتَغَاهُ ، وَ لا يَتَسَرَّعَ وَ أنْ يَتَحَلَّى بِالصَّبْرِ وَالسْعِي وَرَاءَ هدَفِهِ ، فَلا يَسْتَسْلِمْ مِنْ أوَّلِ مَرَّةٍ بَلْ يَنْهَضْ لِيُكْمِلَ طَرِيْقَهُ فِي تَحْقِيْقِ النَّجاحِ ، لأنَّ مِنْ أهَمِّ أَسْبَابِ النَّجَاحِ هُوَ أنْ يَسْتَمِرَّ الإِنْسَانُ فِي المُحَاوَلَةِ وَ التِّكْرَارِ ، وَ لَا يَسْمَح لأيِّ شَخصٍ أنْ يَجْعَلْهُ يَفْقِد ثِقَتَهُ بِنَفْسِهِ أو يُشَتتِ انْتِبَاهَهُ ؛ لِأَنَّ الثِّقَةَ بِالنَّفْسِ وَ التَّرْكِيْزَ مِنْ أهَمِّ أسْبَابِ النَّجاحِ .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

يا مشاكس

رائعة، كل التوفيق

لينو شتقتلك خالي الله يوفقك

إقرأ المزيد من تدوينات مسابقة المقال الأدبي

تدوينات ذات صلة