اسم المتسابق: رشيد رضوان صباح الخليفات - فئة المسابقة: الفئة العمرية من (13-18) سنة



الحبُّ كلِمةٌ عامّة ، شاملة ، وواسعة ، يقتصِرها كثيرٌ منّا على معنًى ضيّق ومحدود .

بالحبِّ تستمرّ حياتنا وتستقيم ، فالحبّ أساس التوازُن في هذا العالم ، ولولا الحبّ ، لانتهى المطاف بكثير من الأشياء في الحياة إلى الزوال .

زرع الله في بني آدم منذ بدء الخلق غرائز ، وأوجد فيهم طبائِع ، تتناغمُ معًا لتشكّل وتكوّن الهيئة الإنسانيّة ، فكلّ شخصٍ منّا هو مزيجٌ مهولٌ من المشاعر والأفكار ، ما يجعل من الإستحالة بمكان أن يوجد شخصان على الأقل ، يخلوان من الفروقات التي تجعل كل واحدٍ منّا مميزًا عن الآخر ، مهما كان التشابه كبيرًا ، وأحدُ هذه المشاعر ، الحبّ.

لأنّ الله يحبّك ؛ استيقظتَ هذا الصّباح ، رغم ما اقترفتْ يداكَ بالأمس ، لأنّك تحبّ وطنَك ؛ سادَهُ الأمنُ والوئام والسّلام ، لأنّك تحبُ الحياة ؛ كنتَ لتُصارع الغرقَ طلبًا للنجاة ، لأنّك تُحب المال حبًّا جمّا ؛تركض وراءَه ، لماذا تنهمِرُ دموعك يا صاح؟ أليسَ لأنّك أحببت شيئًا فلم يكن لك؟ أم لأنّك فقدت شيئًا تحبّه ؟ أم لأنّك شعَرت بحبًّ غامرٍ وسعادة كبيرة ؟

لا شكّ أن الحبّ صفة مشتركة في كثيرٍ ممّا نقوم بهِ ، أحببتَ تلك البذلة فاشتريتَها ، وأحببتِ ذلك الفستان فاقتنيتِهِ ، لأنّك تُحبّ أمّك تقبّلها ، لأنّك تُحبّ الشجرَة التي في فناء بيتِك ، تهتمّ بها لأنّك تحبّ وتحبّ وتحبّ ، القائمة تطول ، لكنّك -كما أعتقد - بتَّ تعرفُ وتدرِكُ أن الحبّ هو المكوّن الرئيس ، في كثيرِ من أفعالنا .

هذان الحرفان ، لهما قدرةٌ هائلة على تغيير مجرى كثيرٍ من أحداث حياتِنا ، فالحبّ يجعلنا نفعلُ أشياءً ، ويثنينا عن فعلِ أشياءَ أخرى .

نُحِبّ المال فسرقنا ، نحبّ حرّيتنا فتجاوزنا الحدّ فجعلناها على حسابِ غيرِنا ، ولم نكترث ، نُحبّ الشهرة فغيّرنا حقيقتنا ، بحثًا عن كمالنا، نُحبّ شهواتنا فمنحناها القدرَة على التحكم فينا ، نحبّ السُّلطَة والنفوذ ؛ فأضفنا راءً في وسط حبّنا ، فجعلنا حبّنا حرْبًا على غيرِنا ، أحببنا أنفسنا وأُعجِبنا بآراءنا فكرِهنا من اختلف معنا ، نُحبّ الحياة الدنيا -بشهادة خالقنا- فنسينا عاقبتنا .

إنّ الحبّ متمرّد ، قويّ ، صعبُ المِراس ، إن لم نتحكّم فيه ونضبطهُ ونضعْهُ في مكانِه الصّحيح ، سيتكفّل هو بوضعنا في المكان الخاطئ ، وإن لم نوجّهه إلى مساره الصّائب ، سيأخذُ منحنياتٍ خطيرة ، قد تؤدّي بنا إلى الهلاك .

هل لا زلتَ تحسبُ الحبّ مقتصرًا على أنثى ؟ ولا زلتِ تحسبينه مقتصرًا على ذكر ؟ الحبّ عالمٌ كامل ، الحبّ أكبر ، الحبّ حياة .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

ماشاء الله.. أحببتُه، استمرّ! 🤛🏻🤜🏽🪐🌈

إقرأ المزيد من تدوينات مسابقة المقال الأدبي

تدوينات ذات صلة