اسم المتسابق: آيات عبدالله محمد الرقيبات - فئة المسابقة: الفئة العمرية من (13-18) سنة



يتناقل الناس يوميًا المئات من الأخبار، والمعلومات مجهولة المصدر، وهذا ما يعرف بالشائعات: وهي المعلومات التي يتم تداولها دون الاستناد إلى مصادر موثوقة، مما يؤثر سلبًا في كثير من نواحي الحياة الاجتماعية.

تؤثر الشائعات في فكرك دون أن تعي ذلك فالإنسان عندما يقرأ الخبر، أو المعلومة مرات عدة، سيؤدي ذلك إلى تغيير منظورك الفكري بطريقة تدريجية، وكل هذا التغيير لن يكون لصالحك أبدًا، وليس لصالح المجتمع كذلك الامر؛ لأنه تغيير سلبي تغيير من الرقي الفكري إلى التخلف الفكري، ومن التطور إلى الجهل، ومن التدين إلى الإرهاب، ومن الصحة إلى المرض ،ومن الذكاء إلى الغباء...

إن الإنسان ليس إلا مجموعة من الأفكار، وللأسف الأغلبية العظمى من هذه الأفكار مكتسبة، نعم هي مكتسبة من كل شيء حولنا،" وتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر" نحن نكتسب أفكارنا من المجتمع، ومن الكتب، ومن مواقع التواصل الاجتماعي، ومن التلفاز، أنت لست إلا كتلة هائلة من الافكار؛ لذلك لا تجعل الشائعات تؤثر على نفسك طهر ذاتك كل ليلة من أثر ذلك السم، قد لا تشعر بوجودها ولكنها كالرواسب تمامًا تشكل بداية طبقة رقيقة، وتتكدس فوق بعضها إلى أن تسيطر على عقلك بأكمله؛ لذلك حاول الحصول دائمًا على المعلومات، والأخبار من مصادرها الموثوقة؛ لتقي نفسك من شر ذلك السم.

الإرهاب وما أدراك ما الإرهاب: إنه غزو للعقل، وتحريف للدين، وتغيير للمعتقدات أما السبيل الأمثل لنشر الإرهاب فهو الشائعات، نعم يا عزيزي، فبإمكان أي جماعة إرهابية الآن أن تقوم بنشر حديث موضوع عن رسولنا الكريم بأن من يتشدد بدينه ويفرض الإسلام على الأمة يضمن دخول الجنة، وفي مثل هذا الوضع، وعندما يقرأ تلك المعلومة شخص ذو إيمان ضعيف سيصدق الأمر، وسيعمل به ظنًا منه أنه يسير للجنة بفعله ذلك، ولكن خاب ظنه، وخسر دنياه وآخرته، وهل يريدون إلا تشويه ديننا، وإظهاره بصورة بشعة، ولكن ما دمنا حريصين على التأكد من كل نص تتلقاه عيوننا سنكون بعيدين كل البعد عن خطر الإرهاب.

في ظل الظروف الراهنة، وأثر انتشار فايروس (كورونا) المستجد، نجد أن الشائعات قد حجزت الموقع الأضخم من اهتمام أفراد المجتمع، نعم لقد مات الكثير قبل وصول الوباء إليهم، وذلك بسبب الخوف الذي خلفته الشائعات في نفوس الناس، يجب علينا ألا نتهاون في صحتنا، ونحافظ عليها، وأن نتوكل على الله بعد الأخذ بالأسباب طبعًا، واتباع إجراءات السلامة العامة، وهنا يستحضرني شعر ينسب إلى علي بن أبي طالب يقول فيه: " دوائك فيك وما تشعر وداؤك منك وما تفكر" كم من مريض شفي من مرضه؛ لأنه ظل يخبر نفسه باستمرار أنه سيهزم هذا المرض؟ وكم من مريض مات؛ لأنه ظل يخبر نفسه أن المرض قد استوطن جسده، ولا مفر منه وأنه ميت لا محالة؟ هل ترون اختلافًا بين هذا وذاك سوى أن كليهما قد ردد في نفسه مئات المرات بضع كلمات، وهذه الكلمات قد تحولت إلى مجموعة من التوجيهات التي يقوم بها العقل، وكما قلتُ سابقًا نحن مجموعة من الأفكار، وعلينا انتقاء أي الأفكار تلك التي ستحدد شخصيتنا، وستؤثر على صحتنا.

إن الشائعات تهدم لا تبني، تدمر لا تصلح؛ لذا علينا تجنبها قدر الإمكان، وأن نحاول بقدر استطاعتنا أن نصدها، وأن نترصد لها، ونجعلها تقف عندنا، ولا نتداولها فيما بيننا. إن للشائعات مخاطر وآثار لا يمكن عدها، كن نقطة التحول في المجتمع وانشر عدوى الوعي والثقافة أينما حللت.

إقرأ المزيد من تدوينات مسابقة المقال الأدبي

تدوينات ذات صلة