اسم المتسابق: ساجدة محمد يوسف القريني - فئة المسابقة: الفئة العمرية من (6-12) سنة



خلقَ الله الإنسان وبثَّ فيه من روحِهِ و ذلَّلَ له الأكوان ، فشيَّدَ بتقديرِ الخالقِ أعرقَ الآثارِ ، وحوى علماً وأربى الفكر والأجيال. كلُّ الإنجازاتِ بدأَت صغيرةً بفكرةٍ وهدف ، وكلُّ الانتصارات كانت هواجس أحلام .

ما الذي يجعلُ الفكرةَ عظيمةً خلاقة ؟ والأحلامَ واقعًا براقا ؟ إنّهُ طعمُ الحياةِ لديك وسرعةُ أهدافك. طعمُ الحياةِ لن تتذوقَهُ إلا عندما تجدُ قيمةَ نفسِك ، وتدركَ أنَّك جرمٌ صغيرٌ وأثرٌ كبيرٌ خالدٌ في هذا الكون . أيقن أنّك بصغير الأمور تعلي من قيمتك ، بجبرِ خاطرٍ ، بمساعدةِ محتاجٍ ، بسرورٍ وبسمة ، بعطاءٍ دفّاقٍ يلمُّ شتاتَك لتكونَ نموذجًا من نفسِك ليس كالأخرين ، وإنجازًا عظيمًا ليس له مثيل .

ابنِ نفسَكَ من الداخل ، احوِ شتاتَ الفكرِ والعواطفِ ثم أدرْ مقودَ قلبِك لترى أن جمال الجوهر أنبت فيك أملا ، وأن حبَّ الغير رواكَ شغفًا وهدفًا . ستبدأ بناتُ افكارِكَ بالتَّدفقِ ، وأمواج النّهى بالتّلاطم ، وستبصرُ عواءً حولَكَ وأناسًا ضدك، يكفنوكَ بثوبِ أحلامهم وشهادةِ حطامِهم ويهبوكَ نقصًا مماثلًا لما في داخلِهم .

لذلك ..تعلّق بفكرتِكَ وحلمِكَ وأوصد مسامعك ، اسعَ لهدفِكَ و خطّط له مصمّمًا الظّفرَ به ، ولا تكن مختالًا أو مغرورًا، ابدأ من حيث أمكنَك، من أبسط عمل أو أصغر فكرة وتدرّج إلى العلياء ساعيًا ، ارتفعْ برفقٍ فالطير إنْ حلّقَ صغيرًا ضعيفَ الإمكاناتِ سقطَ وسُحق . اعمل وخطّط وارسم قمةً لا ترضاها لغيرك ، كن عظيمًا في العمل وأبدع ، أخلص وأعطِ من جنباتِ قلبِك من حبِّك وشغفِك وسطّر لك بصمةً لا تتلاشى بصدقك .

ستبصرُ روحَ الجمالِ حولَك ، ولذةُ الإتقان ستزهرُ روحَك ، وسترى عندها دقةَ البناءِ وجهدَ الباني وإخلاص المسؤول ، وستوقن أنَّ عملَ المعلمِ صعبٌ ومنهك وأنّ روحَهُ بعنفوانِها تنيرُ دروبَ جيلٍ آتٍ ، سترنو بجهادِ هاوي القممِ طالبِ العلمِ ورافعِ العلمِ يُمضي ساعاتِ يومِهِ في حانوتِ العلمِ ويختمه بين الدراسة والعمل ؛ ليكونَ نعمَ ذخرٍ لهذه الأمم ، سيتجلّى حبّ الطبيبِ في قلبك وستحيا دورَ البسمةِ معه بإخلاصِه ، بكلِّ دواءٍ يقدّمهُ ، بكلِّ علاجٍ يخطّهُ ، وبكلّ دعاءٍ يرسلُهُ ، يعيشُ مع مريضِه في عسرهِ مبشرًا له بيسرٍ سيطلُّ مع ضوءِ الفجرِ ويضمّدُ جراحَ الأمسِ . كن أنت واصنع حلمًا مختلفًا يليقُ بك ، ستلمعُ بشغفِك وحبِّك ، بنورٍ أضاءَ أرجاءَ قلبك ، وحلّق بكَ بين الغيومِ إلى النّجوم تغرد .


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

بالتوفيق إلى الامام

إقرأ المزيد من تدوينات مسابقة المقال الأدبي

تدوينات ذات صلة