اسم المتسابق: ديما محمد أحمد غنايم - فئة المسابقة: الفئة العمرية من (13-18) سنة



200326

دِيما✏️

أنّ تَكونَ حُرًا طَليقَ الأجّنِحة، تحوم في سماءِ عَالمِنا، لا توقِفُكَ قيودٌ ولا تُعيقكَ حواجِز، هذا حُلمُ كلٍ منا، حَيثُ نَجدُ السَعادةَ في وحدَةِ الذات.

وللأسَفِ ليسَ كلُ ما يَتمناهُ المَرءُ يُدرِكهُ، فجَميعُنا مقيدونَ، لأنَ الحُريةَ لا تَقتصرُ فَقطْ على التَعبيرِ برأيك أو الذَهابُ حَيثَما تَشاءُ، الحُرية لها قائِمَةٌ تَنسَدلُ إلى مَسافَةٍ بَعِيدَةٍ صَعبَةُ المَنالِ.

حَسنًا، ما نَحلُمُ بِهِ نَحنُ كــ 'بَشر' قد حَقَقتهُ فَراشَةٌ جَميلَةٌ تُدعى 'إيسُورِيّا'، هَذهِ الفَراشَةُ الخَلابَةُ تَنْتَمي إلى فَصيلَةِ الحُورائياتِ، وتَنتِشرُ في جَنوبِ إفْريقيا وفي أميرِكا الشَماليّة، بعيّدًا عن المَناطِقِ السَكَنيةِ، في المُروج الوَاسعَةِ والجّافَةِ، وهي تَتصِفُ بالسُرعَةِ ممّا يَجعلُ من سِماتِها الحُرِيةُ، حَيثُ أنَهُ إذا حاولَ أحَدُهمُ المَساسَ بِها ستَبتَعِدُ عَنهُ بِسُرعَةٍ هائِلَةٍ، حَتى لا تُسلبَ حُريَتُها ، إذ أنَّها لن تَتحملَ إكتِساحَ مساحَتِها الشَخْصيةِ، وهذِه الفَراشاتُ تَأتي ما بَينَ الحَجمِ المُتوسِطِ والكَبيرِ مما يُظهِرُ تفاصيلَها الساحِرَةِ، وتمتازُ أيضًا بأجنحتِها الرَقيقَةِ، فإن قُمتَ بِلمسِها فَمِن المُحتَمل أن تَتكسر ويَذهب جمالُها الباهِر الذي يَسلبُ الأنفاسَ.


دائِمًا ما تُقيدنا الواجِبات، الأعمال، الأفكار، الأشخاص حتى نَعتقدُ أنَّ حريتُنا أقتُصِرَت على أنّ نُعَبر برأينا على مُواقع التواصُلِ الإجتماعي، نَنسى أن الحُرية هي أن لا نُقيدُ بأشخاصٍ آخَرينَ، بأعمالٍ لا فائِدةَ منها، واجِباتٍ لا نَدري إن كانت تَهُمنا حتى، نَنسى أننا نِهايةً سَتُسلبُ أرواحُنا ونحن لَم نَرى الحُريةَ، لَم نَرى ما بَعدَ الحُدودِ الداكنةِ ولم نشعر بما تُريدُ قُلوبُنا.


وكما نَقولُ أن الحُريةَ شَمسٌ يَجبُ أنّ تُشرِقَ في كُلِ نَفسٍ، فَلِما لا نَحصدُ هذا الشُروق، ونأخذَ مِنه الفَوائدَ، لِمَ لا نَرى هذه الشمسَ الجَميلةَ عن طَريقِ كَسرِ قُيودِنا الخَفيفةِ التي توهَمُ لَنا أنها لا تُحمل، فالحُرية كَنزٌ بينَ أيدينا يجب عَلينا الإمساكَ بِهِ والشعورُ بهِ.


إضافةً، وكما أن للحُريةِ مَذاقَ الحَلاوةِ،فلها طَعمٌ مرٌ يُقابلُ كل لُقمةٍ كَبيرةٍ، فَنحنُ بَشر لَسنا إيّسوريا لدينا قَواعدٌ بَناها مَن لا يؤمِنُ بالحُرية، وقيدَ بِها مَن آمن.

وأيضًا، لا تَدخُلُ معتَقداتِنا الدينية في حُدودِ الحُرية الداكِنة، إذ أنَّنا عِندما نَرتَدي حِجابًا أو نُصلي في مَسجد فهذا يَزيدُ من إيمانِنا بالحُرية إذ أنَّنا نَفعَلُ ما نُريد.


نهايةً، إجعَل حُريتَك نُقطةَ بِدايَتك

وأطلقّ عَنانَ قَلبِكَ لآفاقٍ جَديدَةٍ.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

معاني جميلة ورسالة سامية

إقرأ المزيد من تدوينات مسابقة المقال الأدبي

تدوينات ذات صلة