فعلًا أختلاف ثقافات وأفكار يمكن أن يجعلك تعيد النظر في معتقداتك ووجهات نظرك !
ذهبنا لمعايدة جارتنا الألمانية في عيدها مابعد السبعين عامًا
جالبة لها كهدية وشاح خريفي لطيف، ضحكت وفرحت من قلبها، كطفلة في عمر السابعة، ارتدتهُ في ذات الجلسة ولم تخلعه لفترة تلتمس القماشة التي صُنع منها، تتذكر الملابس التي من الممكن أن ترتديها معهُ، المعطف السكري ، والبيج ، وكذلك الرمادي كلهم يناسبون هذا الوشاح، أعطتني بالمقابل حضنًا كبيرًا، وقالب كبير من الحلوة التي جلست ألتهمها بكل حذفيه فنانة في المخبوزات، وكان هناك أنواع عدة، دون خجل قالت لي " كلي كل ما تشتهين أنتِ وصَغيرُكِ دون خجل " وفعلًا تناولت الكثير بسبب شهيتي الكبيرة للحلويات في الحمل.
كانت قد اخرجت لاستضافتنا أفخم أطقمها للسفرة من العصر الفيكتوري، حقًا كانت الأكواب والصحون جذابة بالنسبة ليّ، وسردت لي قصة هذه الأطباق عند معرفتها بأنني من عشاق هكذا موديل، وكيف أنها أجنبية الصنع وما إلى ذلك، أشعرتني الأطباق بأنني سيدة من عام 1890 في زيارة لمنزل أحد أقاربها الكبار في العمر، مقدمًا ليّ كل ما لذ وطاب من حلويات، وأحاديث شيقة عن طفلي ودراستي وحياتي بشكل عام، شعرت بالألفة والراحة، فهنا لا يوجد تقييم للحديث ولا يوجد انتقاد لماذا تكلمت هكذا وما تقصد هنا كل الآراء مقبولة مباحة ومتقبلة، لا تفكر بماذا يجب أن تقول فقد تتحدث بكل حماس حتى عن نوعية الشوكلاتة التي تناولتها البارحة ، أو عن قص العشب، أحاديث عفوية أصوات أقداح القهوة ، وصرير الشوك والسكاكين ومضغ قطع الحلوة، تشعرني هذه الجلسات بأنني دخلت لأحداث رواية ألمانية أو أجنبية عشت هناك فصل قصير يسمى : وقت القهوة وعيد ميلاد الجدة، وخرجت بكل حب مع الكثير من الشكر على الوشاح العادي الذي أهديتهُ لها، ولكنها رأتهُ بأنه غير عادي، رغم بساطته، جعلتني بعدها أفكر مليًا لماذا لا نكون بهذه البساطة!
نفرح بهدية صغيرة رخيصة دون انتقاد صاحبة قائلين " يضرب شو بخيل شو هذا " !
فعلًا أختلاف ثقافات وأفكار يمكن أن يجعلك تعيد النظر في معتقداتك ووجهات نظرك !
نص بسيط ولكنه يشبهني 🍁🍂
#بيداء_الصالح 💙
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات