الموضوع جدا مهم ويخفف من التوتر جدا عندما نبذل جهد كبير ولا نحصد نتائج كبيرة
السعيّ فقط
نحن مسؤولون عن السعيّ فقط،" وإن سعيك لسوف يُرى "
سوف أتحدث عن موضوع لهُ فترة يسبب ليّ الضيق، ورأيت بأنهُ يُسبب الضيق للكثير، وهو السعيّ وراء النجاح بكل ما فينا من طاقة، والإنهيار أخر الطريق لسبب عدم حدوث أي نتائج؟!
من تجربتي كنت شخص يسعىّ وراء النجاح في مجال الكتابة، في محاولاتي لأن أكون الكاتبة الأكثر مبيعًا، وفي محاولاتي لأكون شخص مؤثر على السوشل ميديا، وفي محاولاتي بأن أكون طالبة ناجحة، ابنة ناجحة، زوجة ناجحة، والسعيّ رحلة جميلة، لم يتسنى ليّ الاستمتاع بها بسبب تفكيري المغلوط بأن كل سعيّ وراءه نجاح حتمي وفوريّ، ولكنني لم أحصد ولم أحصل على النجاح الذي اتمناه، اكتئبت، بكيت، حزنت، لُمُتُ نفسي، والمجتمع، والكوكب، وفي النهاية لُمتُ السعيّ بحد ذاتهِ، غيرت الخطة، النتيجة بعيدة، أو قليلة، أو معدومة، وفي الأوقات كبيرة، ولكن السعيّ أكبر فيجب أن يكون النجاح والنتلئج أكثر، لا نتيجة، اكتئاب.
كانت هذهِ دورتي في السعي وتجربتي فيه، تجربة صعبة وقبيحة وجميلة أحيانًا، كنت أريد نتائج سريعة تحقق ليّ الاستحقاق المنقوص الذي أشعر بهِ، فقامت هذهِ النتائج بدحضهِ كاملًا، ورأيت بأن الحالة هذهِ عند جميع من يسعون لتحقيق شيء ما، يرفع استحقاقهم وتقديرهم لذاتهم، مثل إذا بعت كتبي سوف أكون شخص مُقدر ومحبوب وإذا لم أبع فأنا الخِلاف، وهذا كلام مغلوط وتفكير مغلوط كليًا، وللأسف تأخرتُ لكتشفت القصة، كلمتني كاتبة ناشئة تريد نشر رواية لها، ولكن كمية الخوف والتوتر من رفض الدور لها والقراء أكبر من شغفها وحبها بالكتابة فقلت لها باختصار ليس كل الدور جالسة تنتظركِ وتنتظرني وتنتظر من يكتب لها، وليس كل القراء كذلك ينتظرون أن يقرؤونا، لا أنتِ مسؤولة عن السعيّ، أما النتائج بيد الخالق، فكم من شخص مشهور لا يُعرف ألا بعد موته؟!
فان خوخ الرسام الشهير الذي عانا توحد وفقر واكتئاب حاد، ومات وحيدًا في منزل في منطقة نائية، كان فنان مصاب بأمراض في بصرهِ، ولكن عند موته نشر أخوه لوحاتهُ فعرفه العالم وخلد اسمه التاريخ، مقدر لهُ الشهرة بعد موتهِ، وغيره الكثير من الكُتاب والفنانين بكل أصنافهم، فلم أعد مسؤولة عن المبيعات، ولا القراء الذين يحبون ما أكتب، صرت مسؤولة عن نفسي ما أحب أن اكتب، وما أحب ان اقرأ، والشهرة تحصيل حاصل، ربما بعد يوم وربما بعد 100 عام، السعيّ سوف يُرى وحاشا ربنا العظيم الكريم ذي الطول أن ينسى جُهد عبد حتى في قيامهِ في ليلة باردة ليتوضأ لصلاة الفجر،تلسعهُ الماء ببردوتها تكاد توقف قلبهُ، يجلس بكل خشوع يصليّ، يدعو دعوة تؤرق قلبهُ، فتُستجاب، والسعيّ قد رآه خالق السعيّ، فكافأهُ في الوقت المناسب نفسيًا وعقليًا، وجسديًا للساعيّ.
اسعوا في الأرض فأن ربنا ربٌ كريم يعطي لكل ذي سعيٍ سعيهُ .
بيداء الصالح بتوقيت السعيّ .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات