إن لكل نجاح هناك من خلفه عشرات وربما مئات التجارب والقصص التي وصلت بعد ذلك بصاحبها إلى حكمة ومعرفة كانت قادرة على مجابهة ومواكبة هذا النجاح الذى ينتظرها
لكل قصة عبرة وعظة ، وفى معاني القصة التي سنتناولها معا فى هذه الجلسة الهادئة الكثير والكثير من المعاني ربما نحن سنعبر فقط لنلتقط شيئا بسيطا من معانيها الكثيرة.
فى سورة البقرة تأتي إلينا قصة طالوت ، وفي هذه القصة مشهد فى غاية الأهمية هو ما سنتطرق إليه فى هذه القصة ألا وهو قول طالوت للجنود إن الله مبتليكم بنهر ، ولعل هذه الحكمة من القصة قد اقتبستها من شرح للدكتور مصطفي محمود فى العلم والإيمان ، ولكن من وجهة نظرى هو أن الجانب الآخر أو الزاوية الأخرى التي يتوجب علينا النظر منها إلى حكمة هذه القصة أن هذا النهر سيقابل كل إنسان في حياته ، وهى محطة فى غاية الأهمية ولكن على هيئة أشكال مختلفة.
فأكمل طالوت وقال فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده ، هي هكذا الحياة تختار أن تصبر حتي تأتي بالنتائج المرجوة والمكافأة والثواب بعد جد طويل وعناء كبير أو أن لا تقدر ولا تستطيع التحمل فتشرب من نهرك ، وهنا تأتي المتعة الزائفة والزائلة لتطغى عليك فما تلبث إلا أن تستيقظ وتفق على خطأك أن اخترت أن تكون على الجانب الخطأ والجانب الخاسر والذى فيه إيثارك بإستعجالك للأمور قبول مكسب قريب وخساره بعيده المدى.
فشربوا منه إلا قليلا نعم يجب علينا أن نعلم أن فى هذا الموقف ليس بالسهل إختيار الصواب ، والخوض فى طريق صحيح ليس أمر هين على نفس أمارة بالسوء وعلى نفس متحدية لك فيجب ترويض النفس جيدا ، ويجب تهذيبها ومعرفة أن الحكمة تقتضى خوض الأمور التي لا تحب وتحمل مالا ترغب فى سبيل الوصول إلي ما تريد وتحقيق ما تسمو إليه ، وكأن هذا هو تهيئة لأمر سيحدث يجب عليك أن تكون قادرًا ومناسبًا بما يكفي لمجابهته وتكن جاهزًا وقويًا من الناحية النفسية ، لذلك كان هذا النهر هو بمثابة إختبار لهم قبل المعركة فما أن تمكنوا من تخطيه واجتيازه بنجاح حتي كتب الله لهم النصر فى هذه المعركة فكن من القليل الذين كانوا أمام النهر ولا تكن كغيرهم ممن شربوا فلم يكونوا منهم ولم يحظوا بما حظوا .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات