قصة خيالية من تأليفي مقتبسة من فيلم موعد على العشاء تصف شعور الخيبة والخذلان

العشاء الأخير !


ليلة قاسية !


في ليلة ماطرة عاصفة، تحولت السماء فيها إلى اللون الأسود ،المطر لم يكن رقيق لم يكن هادئ كان عاصف محمل بالرعد والبرق والخوف والصرخات ، صوت الرعد يرن بصوت عال في اذني ، الطقس بارد اصابع يدي تتجمد لا املك معطف او وشاح او قبعة ، لا املك اي شيء لا املك شخص تدفئني كلماته ، كنت اسير بدون هدف لا اعرف الطريق ، لا ادري اين هي وجهتي اتخبط عيني لا ترى الا غبار ، مشتتة ضائعة ، تسقط مني دموع كالسيل تلامس وجنتي وعنقي ، لا اعلم اهي دموع فرح ام حزن لا اشعر بشيء سوى الفراغ ، ليس لدي امل ولا سبيل ، اتعثر بالحجار فاسقط ،وارتطم بالاشجار انهض واتابع السير ،إلى مالا نهاية ليتني اعلم إلى إين ؟! متى سوف اتوقف ؟! لا اعلم هل تستطيعون تخيل ان تمضي في طريق معتم وغامض لا ترى فيه سوى انوار السيارات الهائجة ، اتعلم معنى ان تفقد سبل العودة لا اظن انك تذوقت علقم التيه ، اتابع المضي في ممر لا صوت فيه سوى صوت البكاء ، ثم اصبحت خطواتي ثقيلة يداي يرتجفان عيناي ترى نقاط سوداء ثم اكاد اسقط وفجأة يمسك بي رجل ينقذني من الهاوية ، اعارني معطفه ووشاحه طمئنني بكلماته رافقني دربي ،سار معي امسك بيدي و رافقني خطواتي الحائرة ، نعم كنت غير متزنة فكان عكازي نعم كنت مرتبكة وفاقدة للوعي لكن ما اجمل ان تفقد وعيك برفقة من تحب ،وانت تعلم انه سوف يسندك ويكون بجانبك دائما حينها شعرت بالامان الذي فقدته والأطمئنان الذي تلاشى من امامي والدفئ الذي لم اشعر به منذ زمن اعتنى بي وراعاني ،كان لطيف جدا معي كان كل شيء فيه حنون كان رجل بمعنى الكلمة .


العشاء الأخير :

في اليوم الذي تتمناه اي فتاة يوم الزفاف تزوجنا لكي نكون جزء واحد ،لنضم قلوبنا سويا لنكون شخص واحد نتشارك الالم والفرحة الخسارة والفوز، وكل شيء كل شيء لكن لم يحدث شيء من هذا قط ، تذوقت اشد معاناة في حياتي جسدي يملؤه الكدمات والجروح الجدالات والمصادمات اصبحت يومية ،جميع الالام انا من تحملتها وحدي ،ذلني واهانني لكن مع الاسف كان موطني ليس لي سواه لا املك عائلة او منزل لا ادري من اين جئت؟،كيف اعود ؟ولمن؟ لا ادرك شيء قط عني لذلك استباح الضرب والسب وتلذذ بكسري داخليا وخارجيا شوهني حطم طموحي وآمالي من هو ؟! اهو من ظننته سوف يعوضني ، سوف يخبرني من اكون سوف يحبني ولا يتركني ابدا ، لقد كرهت كل شيء من بعده نفسي وعالمي والحياة بأكملها ، انا مقيدة به ولا مفر منه الا اليه ، يوما يعتذر لي ويبكي ويوم يعذبني ، ياله من اهوج مضطرب ومجنون ، ولكي انتهي واتخلص من هذا العذاب من هذا الخراب من هذه الكآبة فعلت ما كان يجب ان افعله منذ زمن ، ذات يوم طلب مني ان اطهو له وجبته المفضلة وهي مفضلة لي كذلك احضر لي الباذنجان والطماطم ومعجونها ،صنعتها بكل يأس وهم وحرقة الوجم في وجهي والشجن في صوتي، ثم وضعت في صحني السم وبعد ذلك قدمته على السفرة لكي اقتل نفسي واختفي من هذا العالم المريع ،وحين بدأت بملئ ملعقتي ورفعتها على فمي بكل استسلام طلب مني ان اطعمه من تلك الملعقة اجبته بالرفض لكنه الح ،اطعمته وانا مرتعدة ،ثم اكملت صحني بدأ يتألم ويتوجع ويصرخ حيث انتشر السم في جسمه وانا كذلك انبطحنا ارضا ، فقال لي اخر كلماته انا احبك سامحيني على ما فعلته يا الهي كيف له ان يحبني وانا من قتلته وقتلت نفسي لأنجو منه ، ثم قضي علينا بذات الطريقة بذات السبب وانا الآن احدثكم من تحت الرمال .

ندى سمير

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

وإياك عزيزتي شاكرة رأيك 🌹

إقرأ المزيد من تدوينات ندى سمير

تدوينات ذات صلة