اختلافنا أحيانًا عمن يحيطون بنا يشعرنا بضياع وقلة ثقة بكل شيء

أنظر في مرآتي الآن، أدقق في تفاصيل وجّهي حيث أقترب أكثر إلى المرآة، ما هذه الغيمة السوداء الجافة من المطر التي تحيط بعيناي، وما هذه القشرة الخشنة التي تغطي أنفي ولماذا هناك حفرتين في خداي وماذا يحدث لي. لا أريد رؤية نفسي من قريب مرة أخرى فأنا من بعيد جميل ومشع، لا أريد أن أواجه هذه العيوب مجددًا.


أنظر في مرآتي الآن، لا أرى أي عيب فأنا مشع للغاية اليوم بالتحديد رغم البيئة الملوثة المحيطةُ بي فأنا لا أعرف لماذا يظنون بإني لست طبيعي! صدقًا هل أنا لست طبيعي ومختلف؟ لا أظن ولكن نفوسهم المريضة غير المتقبلة تحاول تلويث ما أنا عليه الآن أهٌ لو كنت أحيط نفسي باشخاص مثلي تماما فأنا برغم انفصامتي المتعددة إلا أنني مميز عن غيري، أتعلم أنت النجمة المضيئة في سواد حياتهم وأنت الزاد الكثير على رزقهم.

لا لا أظن أنني بالغت في وصف نفسي، ولكني لم أبالغ بل لم أكن واضحًا.


أنظر في مرآتي الآن، ويلفتني شحوب وجهي ففي الفترة الماضية كنت متعبًا من شدة العمل وسوء معاملة البعض لي، فلماذا كل العالم المحيط بي بهذه الحدّية والجمود؟ بالرغم من أن الحياة لا تستحق كل هذه المبالغات، فعلى سبيل المثال البارحة رأيت ذلك الشخص الذي يدعي الكمال غاضبًا على فتاة في عمر ابنته قد ضربت سيارته بشكل غير مقصود ولا يوجد أي ضرر عليهما او على السيارات فقررت أن أذهب لأتحدث معه لتهدئة الخلاف ولكني في طريقي إليه اعترضني أحدهم وقال لي: لقد أشتقت إليك أين كنت مختفي كل هذه الفترة، فقلت له: من أنت؟ حيث قال لي: أعتذر لقد ظننتك فلان.

دقيقة لماذا أتحدث الآن عن الذي رأيته الارحة ليس مهم.


أنظر في مرآتي الآن، من أنت؟ وكيف عدت؟ ولماذا عدت أصلًا؟ فيخبرني: أنا أنت عندما كنت صغيرًا أنسيتني؟ فأخبره: لا لن أنساك فقد كنت جميلًا إلى فترة معينة ولكن بعد ذلك أصبحت ضعيفًا كــأعواد الأشجار في فصل الخريف وهذا لا يناسبني الآن فيخبرني: عدت لأقول لك كفى تدميرًا لذاتك واجه ما تشهر به! فأخبره: ومن قال لك أنني لم أواجه ولكن مواجهتي لم تكن كافية وشعرت بعدها بـِ تعبٍ نفسيٍ مضاعف فأنت لا تعلم ما عانيته لأنني مختلف عن الجميع بالرغم من أنه ليس ذنبي، بكيت، صرخت، طلبت المساعدة ممن هم حولي وذهبت لطبيب نفسي، وأنت أين؟ لقد تركتني وحيدًا في وسط كل هذه الحروب والصراعات الداخلية. فيخبرني: أقلها لقد ذهبت إلى طبيب نفسي هذا شيء جيد كيف أصبحت؟ فأخبره: هل أنت غشيمٌ عننا لقد أوهمته أنني بخير فقد كان مزعجًا وليس جيدًا إلى في إعطاء الأوامر فكنت أريد أن أتخلص منه لأرضي رغبة غيري.

آهْ سأمسح المرآة على أمل اختفائك.

لماذا أصبحت دراميًا فقد كنت طفلًا جامحًا لم أمر بأي شيء محوري أو صادم، أم من الممكن أن أكون قد مررت؟ لا أتذكر ولكني لماذا خلقت مختلفًا هل توجد حكمة أم هكذا الحياة عشوائية فوجود ذلك الشيء في حياتي متعب، متعب لروحي الذي أشعر أنها تلوَّثت ولازالت تتلوث بالأحداث العشوائية لتي أمر بها والأشخاص الذين لا يشبهوني، أم يشبهوني؟ لذلك أنا بجانبهم الآن، أم أن الذي جمعني بهم هو معاناتنا فهُم يعانون من الأختلاف أيضًا. ماذا أقول؟ ولماذا أفكر بكل هذه الأشياء؟

أنا أملك عائلة جميلة جدًا ولكن لماذا أريد أن أهرب منهم؟ هل أنا جيد في عملي؟ غير مهم هل أنا أحبه؟ ماذا أريد؟ ربما أريد جسد ممشوق ورائع ووجه مشع! هل سأشعر بالسعادة هكذا؟ ولكن لا أريد أن أكون مرغوبًا بشكل جنوني فأنا كالعملة النادرة لا يستطيع أي شخص عادي أن يملكها، أحسد أصدقائي على وجودي أو لا أحسدهم فهل لو صادقت نفسي سأكون سعيدًا وممنونًا. متى ستأتي ساعتي؟ لماذا اسأل كل هذه الاسئلة؟ فأنا عشت اثنتا وعشرون سنة من حياتي لم أستطع أن أجيب. ولماذا سأجيب أصلًا؟ فانا خلقت هكذا وسأموت هكذا ولكن ما بينهما الكثير من الأحداث التي سأمر بها.

أشعر أن عمري ضاع وأنا أبحث عن اجابات كما ضاع يومي وأنا أنظر إلى المرآة. ولكن لا سأنظر مرة أخرى.


أنظر في مرآتي الآن حيث إني أرى وجه قاتمٌ وجسد هزيل بلا روح، أكره وأحب كل شيء بالوقت ذاته، سعيد وحزين بنفس اللحظة، نظري مشتت بين ذلك وذلك وذلك تـــــــــــــــــائهٌ بين ما أعيشه في عالمي الافتراضي الذي أتمنى حدوثه، وما هو موجود على أرض الواقع، لقد هرمت وأنا في مرحلة الزهو والانطلاق، فإشاراتي لازلت منذ معرفتي باختلافي حمراء، واقفًا على قارعة طريق التغيير ولكن السؤال هل أحتاج أن أتغير فعلًا أم أنني جيد كما أنا؟


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

mallk fella
انا من قام بكتابتها، هذه الخاطرة من تأليفي

من صاحب هذا كتاب

إقرأ المزيد من تدوينات عبدالله عثمان | Abdullah Othman

تدوينات ذات صلة