حياتنا تمر سريعا؛ لذلك نحتاج بين الحين والآخر وقوفا مؤقتا

تتراكم خيباتنا كثيرا؛ من أناس كنا نحسبهم أقارب. واستنتجنا أنهم كما يقولون عقارب مسننة ؛ خيبات لكثرتها تحطم سلم توقعاتنا تحطيما مسبقا دون حكم عادل ؛ لكنها بالأحرى تكون قد شكلت سلما عاليا للتوقعات التي كثيرا ما تطير في سبيل شيء لا معنى له .


لذلك بين الفينة و الأخرى يجب الوقوف وقوفا مؤقتا لحين استعادة نفس جديد من أجل المعركة القادمة والتي ستطيح بنا شر إطاحة حتى وان كانت سلسة في الأول إلا أنها قد تطيح بك إلى قاع سحيق؛ قاع يعدم كل كلماتك عدما دون شفقة ودون رحمة؛خيبات تسحبني وتحبسني داخل دوامة اللا حقيقة ؛ دوامة تحيلني على ماض بالكاد أتغافل عنه أحيانا. لأنه كثيرا ما يعيش في أكثر من نفسي . يخالجني وكأنه حبيب سابق. يحكمني كما لم أحكم من قبل.


وقفة واحدة؛ كانت كفيلة بارجاعي إلى سنوات الضياع؛ سنوات كنت تائهة؛وحيدة؛ مفتقرة إلى كل معاني الثقة والانسانية؛ سنوات كان الغضب والعنف مسيطران على حياتي. سنوات كان العقل سيدها والقلب مقمع ومنفي في ذاكرة النسيان .سنوات كنت أخطو خطوة بعد ألف حساب؛ كنت أراجع حساباتي ألف مرة قبل أن أتنفس الصعداء .


بعد وقفتي المؤقتة؛ والنظر إلى حالي الان . أدركت كم تغيرت كثيرا؛ تغيرت بسرعة لم ألحظها بتاتا. أفكاري؛ مبادئي؛ تطلعاتي؛ ملامحي حتى ابتسامتي تغيرت ؛ كمن مر عليها دهر من الزمن. اعتزلت سعادتي ورفاهيتي بحثا عن روح تجرني نحو سراب قاتل هادم يحطمني تحطيما؛ ورغم هذا كله لا زلت في طريقي أبحث عني؛ لا أعلم هل تهت أم أنني أمر على نفسي ولا أجدني أو الأصح لا أعرفني.


وقفة مؤقتة واحدة كفيلة بكشف حقائق مخيفة ؛ حقائق كنت أتمنى لو أنها بقيت سرابا ووهما أمر عليه لحظات دون أن أقف عليها. لكن الاهم أنني أبحث رغم أن هذا أرهقني كثيرا إلا أنني سأبقى أحاول حتى آخر نفس؛ ساحاول أن أجدني وأظن أن هذا هو المبتغى من الاساس. سعينا في البحث عنا وعن روحنا وسلامنا الداخلي الذي سيقودنا إلى المالانهاية والعجيب في الأمر أننا نعلم أنه لا نهاية لهذا السعي ومع ذلك نستمر ونقف لحظات مؤقتة لنكمل بعدها . عجيب أمرنا حقا ....



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات زينب الكامل

تدوينات ذات صلة