تدوينة من أجل ضرورة الصمت في بعض الأحيان؛تم نشرها قبلا في جريدة الصباح من كتابتي

كل شيء كان سيكون بخير؛لو أنكم التزمتم الصمت. كنت سأعيد المحاولات مرات كثيرة دون ملل أو كلل؛ لو لا أن أحدهم قال لي في المرة الأولى؛ لن تنجحي فلا تتعبي نفسك وتفقدي طاقتك. كنت سأستمر في طريقي نحو الأمام لو لا أن أحدهم أخبرني أنني سأتعثر أثناء طريقي؛ لولا أنهم أخبروني بأني سأواجه مصاعب أكبر مني ولن أقدر عليها. كنت سأكون ممتنة وسعيدة وأنا أزف أحد أخباري المفرحة لصديقتي المقربة؛ لولا أن ردها وتعبيرها كان مخذلا جدا ومحطما للآمال. كنت سأتكبد عناء السهر لساعات طويلة من يومي وأواجه أرق ليالي حالكة الظلام؛ لا ينيرها سوى ضوء مصباحي الخافث، كمن يتشبث بقشة وسط تيار ساخط معاكس؛ لولا أن أحدهم دخل عني إلى غرفتي؛ وأخبرني بكل جرأة مجردة من كل الأحاسيس بأنني لن أنجح.


كنت أود أن أبقى بذلك الشغف؛ حتى وإن لم أنجح في تجربتي الأولى؛ لولا أنهم رمقوني بنظرات إحتقار واستهزاء؛ وكأني أصنع من نفسي أضحوكة . كنت سأبقى بنفس القوة والتوهج الذي بدأت به؛ لولا أن الآخر بادلني بعدم الإهتمام والامبالاة ولم يكترث لتفاصيل قصتي وحكايتي. كنت سأتخلص من كل شعور سلبي وانتقاد في غير محله؛ لولا أن أحدهم كلما رآني ذكرني بالماضي وذكرياته.


الآن، بالرغم من أنني أؤمن بنفسي أكثر من ذي قبل، وبما أنني أصبحت أكثر عونا لنفسي، وأضحيت لا أهتم بانتقاداتكم السلبية المتواصلة؛ ولا أعبأ كثيرا بما يقال من حولي. إلا أن هذا لن ينسيني كلماتكم المحزنة والجارحة؛ وانطباعاتكم المخزية . فتقييمكم لما أفعله لن يجعلني أحيد عنه، بل سيجعلني أعانقه بكلتا يدي وألتزم به. وحكمكم السريع على أفعالي وأقوالي لن يحبطني بتاتا ،ولن يجعلني أتراجع عن مواقفي ،وثرثرتكم المتواصلة لن تحبطني مجددا ولن تؤثر في سلبا، فمادمت تجد من يعارضك ويمنعك من المضي؛ فاعلم أنك في الطريق الصحيح.


لكن؛ لو أنكم التزمتم الصمت؛ حثما سيؤثر إيجابا. الطاقة الإيجابية تمنح القوة والراحة والدعم النفسي والمعنوي لإعطاء المزيد. لو أنكم التزمتم الصمت؛ يكفي حينها أنني لن أخوض التجربة بروح منطفئة وخائبة؛ ولن أنتظر نتائجها بقلب منفطر وحماس مكسور وطاقة مستنفذة.

كل شيء كان سيكون بخير؛ لو أنكم التزمتم الصمت.

قليل من الصمت لن يضر



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات زينب الكامل

تدوينات ذات صلة