لا شيء يبقى كما هو، لا حال واحدة للأشياء، كلها قابلة للتبدل

تمضي الأيام بوتيرةٍ واحدةٍ على عجل، تُنسيك من كُنت البارحة. مرامُك، أحلامك، أوقاتك الرّغيدة، أثمن ذكرياتك، جميعها عرضة لتصبح منسيّة وسط انشغالك في خضم هذهِ الأيام، برُمحك الخشبيّ ودرعك المتشققة، تنسى من كنت قبل تلطُخك بهذا الوحل.


لم تعد هنالك متعة في الطّريق، والرّفقة تتبدل بأحوال لم تعهدهم بها قبلًا، لكنّك لا تأبه بذلك كلّه، فأمست هذهِ الأيام معركتك الخاسرة، لم تعد تشتهي أرغفة أحلام طازجة تليق بفمِ الحياة، ولست المنتظر بأملٍ للغد، لن تعدو بعد اليوم لأيّ طائرة، فالرّياح عاتية وطائرتك ورقية هشّة.


ربّما تكمن المُشكلة في أخذك لكلّ الأمورِ والأحداث بمنتهى الجدّية، لذلك تقبّل أنّ الطّرق تحيد عن المسار الصّحيح أحيانًا، أنّك عرّضة للنسيان. تقبّل أن جميع خططك لن تكون ناجحة في بعضِ الأوقات، أن الأحبّة قد يغادرون الرُّدهة مُبكرًا تاركين خلفهم خلوًّا قد لا يمتلئ.


أقول من يدري؟ رُبّ ضارّة نافعة، ولكن اعتادت أمي أن ترُدني كلَما سمعت ذلك منّي قائلةً:" ربُّ الخير لا يأتي إلّا بالخيرِ"، آمل أن نجد الخير في كلَ ما نجابه، أن نجِد اللين وسط القسوة ، ألّا تكون كلّ معاركنا خاسرة ، على الأقل أن نكسب أنفسنا، أن يتخلل النّور دروعنا، أن نجد محطاتٍ أخرى لنخبز لها أرغفة بحُبّ، أن نعدو مجددًا خلف طائراتٍ بألوان مُشعة فلعلَها، لعلّها تحمل شيئًا من آمالنا المتبقية. فلا شيء يبقى كما هو.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

آمين لهذه الأُمنيات.

إقرأ المزيد من تدوينات زينب المدني

تدوينات ذات صلة