"لك الحمد إن الرزايا عطايا وإن المصيبات بعض الكرم. ألم تعطني أنت هذا الظلام وأعطيتني أنت هذا السحر؟"
أدعو فيما بعد التحيات الأخيرة دائمًا لأنني أغلب يومي يؤلمني رأسي من الصداع النصفي،
وحينما أصلي في المسجد ويطيل الإمام في السجود أطبق عينيّ بقوة لأنني لا أستطيع تحمل وضع رأسي أكثر من ثلاث ثوانٍ على الأرض، رغم أنني أتيت منها، وسأرجع إليها،
ورغم أنني قرأت العديد من المقالات الطبية التي تحث على السجود المطول كأول حلول الصداع، ولكنك تدري وهم لا يدرون.
في أيامٍ أخرى، لا أدعو أصلاً
اكتفي بالنوم غالبًا على السجادة بفم مغلق وذهن شارد،
أفكر أنك تعرف كل ما يضيق به صدري ولا ينطلق به لساني
وأنك وحدك، رأيت ما حدث ليلة أمس، وما تركته عندي آخر خسارة، وما أتذكره رغم أنني لا أود ذلك،
تعرفه جيدًا لأنك قدرته، وأنت كفيلٌ به.
وربما ياربي يقين أنه هناك من يعرفك عين المعرفة ويشعر بك في جوف الليل هو في حد ذاته علاج، يؤنسني أنك هنا وتؤنسني كل الإشارات التي تؤكد ذلك حتى لو كانت أحيانًا تأتي في هيئة ابتلاءات، سبحانك.
أبدأ في شيء، اتعب، فأنهيه في عجلةٍ لا تحبها
أفكر أحيانًا في نظرتك لي، أبدأه مرة أخرى بطاقةٍ لا أدري مصدرها، لاهيةً تمامًا عن أي تعب.
أغضب كثيرًا ويأتي بعد ذلك قرار مني، أكبر وأقسى مني
ثم أفكر في اللحظات التي تأتيني فيها بهواء خفيف فأبتسم، ولأنني أحتاج ذلك أنسى الغضب، تدريجيًا.
أسير في طريق وبعد أن أقطع نصفه أرجع لأنك لن تحب ما رأيت، ترزقني بعدها بآخر مُمهد، أو رضا نفس، وقوة بصيرة.
وهذا ما أنتظره منك في كل أيامي ولا تردني فيه خائبةً أبدًا.
أقف دائمًا في المنتصف ما بين شكرًا يارب على الأوقات التي تدلني فيها واستجيب، وسامحني يارب على المرات التي تأتي فيها الإفاقة متأخرًا،
والمرات التي لا تأتي فيها.
وفي أول ذلك وآخره أنت تدري، الجملة التي أحدثك بها كثيرًا حينما لا أجد ما أقوله، ولا أجد فيما أتيتني به الحكمة منه، أو حينما أتألم كثيرًا وأنا أدري أنه ليس هنالك من علاج، غير أنك تدري.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات