مذكرات ربما أحب قراءتها في سنوات قادمة لأن الجرح التألم، أو لا أحب لأنه اتسع.لا أدري

الحبوب التي وصفها لي طبيب العظام قبل أسبوع لم أكن أدري أنها الشيء الوحيد الذي سيساعدني في أيام قادمة لن أميز فيها بدايتها من نهايتها.

كأشياء كثيرة تقريبًا، كل ما كان يأتي دون توقع كان غذائي الذي أناله أخيرًا بعد معدة خاوية. نوع القوة التي لم أجد لها اسم حتى الآن التي تأتي تمامًا في اللحظة التي أكون فيها على يقين أنها تلك التي

ستنهني،

نسيان كل شيء في وقت معين من اليوم،

والفرصة المعدومة لتذكره ساعة قبل النوم، لأنني، الحمد لله، أنام الآن سريعًا.

بين الامتنان والسؤال المتكرر لمَ،

والمصائب التي لا تنتهي واحدة حتى تبدأ أخرى جديدة أعتى وأشد، والحلول فيما بينهما، والحلول الوسط، وأحسن أسوأ الاحتمالات.

الوسادة التي تحملت رأسي الثقيلة أثناء النوم وصراخي في قلبها حينما أكون مع الأسف واعية.

دعائي الذي لم ينقطع في تراويح وتهجد رمضان، ويقيني الذي لم أكن أدري مصدره،

والعكس من كل دعائي الذي أعيشه الآن.

الحكمة التي لا أتمنى أكثر من أن أبلغها، أملاً مني أن يخفف ذلك من وطأة أشياء ظهرت واختفت دون تفسير، وأخرى كنت أطلبها بإلحاح وأسعى لها بكل قوتي، ولم أنالها رغم ذلك.

لا أدري بالتحديد إن كان في عدم بلوغي إياها، هو في حد ذاته حكمة أم أنها كلها أوهام تكبر في رأسي كلما فكرت فيها، وحلها الوحيد هو التظاهر بأنهاغير موجودة.

أغلب أيامي أظل في منطقة اللاوعي التي تقتلني كلما أدركت في أي ساعة من اليوم أنني فيها، أشياء لا تسعفني الكلمات في وصفها لشخص حتى لو كان علاجي في يديه،

أظل أفك رموز وشفرات لا أدري من أين أتت، وحينما أفكر في التسليم أو الاستسلام أجد أن الدنيا في خراب قبل أن أفعل ذلك أصلاً.

لا تؤلمني الآلام لذاتها، ولكن تؤلمني كثيرًا فكرة أنني رجعت لشعور أضعت ثلاث سنوات من عمري فيما لا أدري لكي لا يرجع لي فقط، تخليت عن كل علامات الطفولة والحياة في سبيل اكتساب وعي كافي فقط لكي لا أذهب إلى نفس المكان مرة أخرى، وفكرت في كل الأسباب التي من الممكن أن تجعلني أرجع، وفي طريقة لكل واحدة منها، وغلبتني نفسي رغم ذلك، للمرة الألف.

إن كان هنالك شعور بشري واحد أتمنى لو لم يكن موجودًا فسيكون بالتأكيد الندم، شعور لا تتناسب سرعة وجوده مع مدى جسامته وأثره الذي لا يخفف منه مما خلق الله شيء.

إن لم يكن الندم الذي راود قابيل وغير ذلك من القصص المماثلة فهو بالنسبة لي واحد من أوجاع الدنيا المكتوبة على ابن آدم التي تشغل حيزًا كبيرًا جدًا في قصته، دون تفسير.

ننتظر فقط أجرًا في حياةٍ أخرى على تحمله.


- - -

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات يُمنى سامي

تدوينات ذات صلة