"مسكّنات الأوجاع: المشي الطويل والانشغال بما يفرح الإنسان" ابن سينا

كل من يستطيع التعبير بشكل أقرب للحقيقة عما يدور بداخله بأي شكل من الأشكال يكون في يديه نصف الحل.

الرسامون والمغنيون بائع الخردة أو طبيب الباطنة حتى، كل أولئك لديهم سمة تختلف في شكلها وتتفق في جوهرها، القدرة على تشبيه ما يرونه او يمرون به بالشيء الذي يستيقظون يوميًا لآدائه،

والتشبيهات في حد ذاتها تحد من شرر المسلّمات الصعبة.

من الصعب أن تخرج كلمة مرت على بالك سريعًا، وما أسهل مفرداتها التي تأتي بدلاً عن تلك الكلمة لأنك نسيتها، أو لأيٍ كان.

لا أعلم الكثير عن الزمن الذي عاش فيه ابن سينا ولكنني أستطيع التخمين أنه لم تكن في الطرقات كل تلك المشتتات الموجودة الآن التي قد تساعد في طرد هاجس أو إيقاف فكرة. ولا أدري بالظبط ما الأشياء التي كانت تسعدهم في تلك الأيام ولكن بنفس الحدس أتوقع أنها لم تكن كثيرة ومتنوعة كالآن، ولكن على الأقل كانت الأشياء على سجيّتها وربما ذلك ما كان يقصده.

ورغم تلوث ما كان مادة للعلاج إلا أنها تبقى قواسم مشتركة تفعل نفس المفعول.

أمشي الآن، أعد خطواتي أو أتأمل الناس، أبحث عما يفرحني ليس لأفرح، وإنما لأعرفه، وأتشتت عن الألم فعلاً.

كل الطرق تؤدي إلى أنه ليس هنالك من "علاج" للألم، كلها أشياء تسيطر عليه لبعض الوقت حتى وإن امتد تأثيرها ليومين أو أسبوع، ترجع لمرجوعك لأن الأسباب لا تختفي في يوم وليلة، لا تستطيع أن تشيح النظر أو تحضر ورقة وقلم وتخطط لحلها على الأغلب،

كل ما خلقه الله جميلاً وشائنًا يذهب لواحده. وتلك حقيقة ككل شيء جميلة وشائنة.

- - -

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات يُمنى سامي

تدوينات ذات صلة