في حضرة الأنوثة نصمت وندع مشاعرنا تقودنا لانسانيتنا

رأيتها جالسة خلف النافذة

وبدت لي سارحة ذابلة

لا أنكر

فقد جذبتني طلتها،

تسريحة شعرها،

الشال المُلقى على كتفها.

وتساءلت بيني وبين نفسي:

أتراها تشعر بالبرد؟

حينها سرى تيار دافيء على حواف عالمي

واقتربت من نافذتها.

لوّحت لي

كأنها تعرفني كل العمر الذي مضى

اقتربت من نافذتها

فتبسمت لي

ولوّحت بيدها داعية إياي دخول عالمها.

يا لهذا الجمال،

جسدها مقطوعة موسيقية

يتوه فيه لحن الكمان

وجهها لوحة متناسقة الألوان

غبت عن وعيي للحظة وفكرت

كم هي مذهلة

فتحت لي الباب

وخطوت متردداً

فهمست في أذني:

لا تخف فأنت في حضرتي

فاحت نسائم عطرها ممتزجة بأنوثة لم أعهدها

احمّر وجهي نشوةً

ونظرت في عينها سائلاً:

هل يمكنني رسمك؟

بدت ملامح التردد ترتسم على محياها

وبعد برهة قالت:

نعم يمكنك!

سألتني ما اسمك

فأجبتها سلطان

شعرت بقوّة لم أعهدها سابقاً

وكأني امتلكت مفاتيح كل الأماكن والأزمان

أمّا هي فاسمها يونيو

قالته هكذا ببساطة وانسياب

وبمنتهى الرقة والحنان

تلمست تضاريس وجهي بأناملها الناعمة وقالت:

متى نبدأ

حددنا مواعيد ثابتة أذهب إليها منتشياً لهفة

وفي كل مرة كانت تجربتي مثيرة للغاية

فأصبحت مواعيدي معها أروع انجازاتي

وعندما اكتملت اللوحة سألتني:

دعوتك لاكتشاف عوالمي لكنك تمنّعت.

فقلت لها:

لو أنّي لمستك لكنت لآخر عمري تشردت.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ميسون أبوزغيب

تدوينات ذات صلة