سورة الكهف من أكثر السور التي ألهمت العلماء والأدباء والمفكرين، أحاول استخلاص بعض الفوائد من تدبر المعنى العام للسورة ومقاصدها، وستكون في سلسلة بأمر الله
القانون الأول: ما عُرف الله إلا بالله، وما حمد الله مثل الله .
في آخر آية من سورة الإسراء، قال تعالى: "وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ" ، ثم بدأ سورة الكهف بأن حمد نفسه، وذلك لاستحالة أن يدرك العبد حمد ربه كما يليق به، لكن الله من كرمه نسب لعباده أفعالا وأقولا، وقبلها منهم. بل وأعطاهم الأجر على ذلك. فتأمل في عطاء الله ! . في صحيح مسلم؛ في حديث يعلم فيه أبو موسى الأشعري الناس كيفية الصلاة، فقال: إن الله قال على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: (سمع الله لمن حمده). وعندما قال رجل في الصلاة - كما في صحيح البخاري وغيره - بعد ربنا ولك الحمد، فزاد: حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، فأخبره النبي الكريم أنه رأى بضعة وثلاثين ملكا، يبتدرونها أيهم يكتبها أول. انظر كيف يحتفي الملك سبحانه بكلمات، نكررها كل صلاة، وكما ختم ابن القيم كتابه "جواب في صيغ الحمد" نقول: فَالْحَمْد لله بمحامده الَّتِي حمد بهَا نَفسه وحمده بهَا الَّذين اصْطفى حمدا طيبا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يحب رَبنَا ويرضى.
القانون الثاني: الكتاب القيّم نعمة.
بين الله سبحانه النعمة في إنزال القرآن بأن وصفه بأنه قيم، فقال تعالى : "قَيِّمًا ".وهذا معناه الآتي:
1- كتاب مستقيم، بمنهج واضح، فيه اعتدال، فلا إفراط ولا تفريط، ولايتغير في مقاصده.
2- كتاب يقيم الأمة، ويصلحها، وهو قائم مرشد يدل على صلاح الدنيا والآخرة.
3- كتاب يؤكد على قيم العدالة والإحسان والرحمة والتعاون والتسامح، وغير ذلك.
القانون الثالث: البطولة أنواع.
ليست البطولة فقط بأن تكون قائدا عظيما كذي القرنين، فقد تكون البطولة في طلب العلم، أو في استعفاف فقير. (للحديث بقية)
التعليقات
جزاكم الله خيرا يدكتور. الله يحفظك