هل فكّرت أنك لست هنا وعليك البحث عنك هناك؟! تساؤلات وشكوك لتصل إلى اليقين!
هذا الروتين الذي اخترعناه لأنفسنا باتَ قاتلاً، وكأننا نسجنا حولنا سياجاً من خيوط العنكبوت.
هو سياجٌ واهن، لكنه يوحي بوحشة الاقتراب منه؛ لذا قد نختار الابتعاد عنه على القيام بنقضه!
حديثي هذا إلى ذاك الغريب.. الذي إن لم يتفهمني؛ فعلى الأقل لن يثير جدالاً أبلَهَ معي.
مرحباً أيها الغريب..
هل تعلم معنى أن يراكَ الجميع إلا نفسك؟
أن تكون حاضراً معهم وبينهم، وغائباً عن ذاتك؟
مألوفاً لأرواحهم، وغريباً عن روحك؟
هذا الشعور مؤذٍ، وهذا الأذى تجمّل حتى صار مُعتاداً!
أتسألني ما الذي نخشى ضياعه؟
ربما كان أحقّ أن تسألني: ما الذي نخشى أن نعثر عليه؟
نحن يا غريب فقدنا طريقتنا في تعاطي الحياة كما يجب، تُهنا عن الدرب، ولا ندري بأيّ ساعةٍ كان ذلك ولا حتى أين!
نتمسّك بكل ما نجده أمامنا، ونقنع أنفسنا بأنه الخيط الذي سيعيدنا حيث كُنّا!
وما يحصل لنا هو أن نتوه أكثر، فنهلعُ أعمق، ثم نغيب مهلاً ولا نستيقظ.. لكِنّا نظن بأنّنا فعلنا!
والمضحك في كل هذا أنّنا لا نعلم إلى أين نريد الرجوع، ولا نتصوّر ما الذي ينتظرنا هناك.
ومع ذلك فنحن في جهادٍ بين أن نمسك بكل الخيوط التي نجدها أمامنا، وبين أن نغيّر طريقة سَيرِنا.. فنتقافز مثلاً كجربوعٍ لطيف؛ بدَل أن نسير على أقدامنا كَفِيل!
أخبرني يا غريب..
ما الذي ستقرّره لو كان ذلك سبيلك الوحيد لِأَن تحيا؟
أيّ خوفٍ ستختار أن تواجه؟
ضياعكَ أم العثور عليك، في ظلّ انعدام المعرفة ومجهولية المصير؟
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات