خاطرة ,ووصف للصورة الماثلة أمامكم, نافذة ومطلّ بديع.






لم أزل انظرُ الى الحياة من مقبرة الحياة ..

قنينة لم يبقى منها سواء رشفات, وشمعة علمي أتأبطها فتحرقني

لم أزل اتساءلُ عن الوجود, أجبري هو أم عبثي!

مازلتُ أنعق هل ثواني من النشوة تستحق كل هذا الأسى المقيم ؟


من مقبرة الحياة أتشوق الى الحياة,

لم تُكتب لي الحياة يوماً .. فتحت عينيّ على وأد الوجود ..

أحسست بحرقة التراب في مقلتيّ حتى العمى..

فتحت عيني لأرى حتى أُحامي, ولكن سيل التربة كان أقوى من وليد!

عم الصمت ..

لم يعد بصري يفرق بين الدجى والضياء ..

لم يكن هناك سوى الوجوم..

لم يعد سمعي يفرق بين الجلجة والسكون

لم يكن هناك سوى الوجوم..


لم يكن هناك سواء نافذة


من تلك النافذة أراقب الحياة ولا أطالها .. مطلّ من نافذة القبور

أرى السماء والغيوم ولا أحلق فيها .. مطرٌ من قنوط

أتأمل الجبال ولا أتسلقها .. قمة من خنوع

أتروى في السهول ولا أجري فيها .. رحابة من ضيق

زرقة تكسوها الخضرة من كل صوب ..

عرّى الوجود حياتي من الألوان و صبغها بسواد عظيم!



لم يكن هناك سواء شمعة


شمعة تحترق لسبب مقيت ..لم يكن مرامها من الوجود سوى ..

جلاء الظلمة لأرى السواد العظيم

جدار بغيض .. وكأنه دخل في عراك عنيف..

خدش في أعلاه, وجرح في السقف , وكدمة في أم عينيه!

شمعة لئيمة ,, لم تحترق لتضيء ..

احترقت لينبلج البؤس الكبير!


شمعة تحرقني كلما تأبطتها ..

النار هي الضياء واللهيب ..

شمعة أحامي فيها عن نفسي ضد الوجود

أرافعُ في محكمة الدنيا.. هذا ما علمني الوجود

سلبتني حق المرافعة الاولى .. حق الوليد

وها أنا محامي كضبع .. شرس ولا ضمير

أنا النار والنعيم ..


لم يكن هناك سواء قنينة


لم أشرب من أنهار عدن ..

ولم أثمل من خمور الدنيا ..

لم أسكر .. سكرت الصحو..

حتى صاح الوعي مني ..

ارقدي وتمددي .. دعيني استريح

دعيني أتسلل من النافذة ..

الى ذلك المطلّ ..

الى حيث أنتمي .. حرريني

من وعيك السام الى ترياق الحياة الخضراء

أعتقيني من وعيك السامي الى الواضعة

دعيني ألهو ..

قوليها .. فبالكلمة

والكلمة .. دينك وعطيتك


قولي .. طر

وسأطير الى الفردوس .. الى المطلّ البديع!


















هيا

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هيا

تدوينات ذات صلة