حينما نملك عددًا لا متناهٍ من الألوان، لماذا نحصر أنفسنا ما بين الأبيض والأسود؟!
عقب كلِّ ليلةٍ معتمة مقفرة يأتي فجر باسمٌ يُريح الرّوح، يتلو محطّات الحزن الخالية ويأخذنا بحافلة جميلة إلى الأرياف البسيطة والسعيدة، كيف ستشعر بالوحدة؟ ومعك النسائم اللطيفة، تمسح وجنتيك بخفة هائلة، كيف ستحسُّ بالملل؟ ومعك الأزهار الجميلة، تتراقص بتناغمٍ مع معزوفة الرياح، وكيف ستجزعُ وتحزن؟ ومعك أصوات الطبيعة، زقزقة العصافير ، صوتُ خرير المياه، حفيفُ أوراق الشجّر .
كم من الأفراح كانت مختبئة خلفَ السدائل الحزينة؟، دعونا نعلّل أنفسنا، ونأمل، فكما هناك زهور تنمو على قوارع الطرق، دون اهتمام أو رعاية، كذلك فرحتنا ستساق إلينا، فمن أشدّ الأشياء بؤسًا، تولد أكبرُ الأشياء فرحًا.
الحياة لوحة فريدة جدًا، مليئة بالألوان المختلفة، الجميلة والقبيحة، فتارة تدخل فيها إلى أشد ليالي الزمن عتمة، وتارة تخرج إلى أشد صباحات الكون انفراجاً وراحة، قد تمشي في أضيق أزقة الحياة وأكثرها حزنًا وفقراً، فتخرج إلى أكثر سهولها وضاءً وانبساطًا، ربّما تبتلّ أيضًأ بأمطارِ مخيّبة، فتسعدك الغيمة التي أمطرت عليك يأسًا بجمال قوس المطر.
إيّاك أن تجزع عند المحطة الأولى، فقطار الحياة ينزلنا في محطات عديدة، تارة تكون قاسية، تارة حزينة، وتارة أخرى سعيدة، وقد تكون جالساً إلى نافذة القطار، تتأمل ضجرًا ما فات من محطات كئيبة، وأثناء يأسك وحزنك، تفوّت أجمل وأسعد محطات الحياة!.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات