ّ" لا ترفع الحياة قبعتها للجبناء " .. بهذه العبارة أصف تدوينتي هاته.. فنحن في حرب دائمة يا عزيزي .. لا تفنى إلا بفنائنا جميعا..
حديثي اليوم لا يخص جنسا عن آخر..ولا فئة عمرية عن أخرى..ولا طبقة اجتماعية عن غيرها..حديثي اليوم يهم كل إنسان مهما اختلفت ظروفه..ومهما تباينت خلفياته..
أدرك عميق الإدراك احتمالية مخالفة البعض لرأيي..بل ربما قد تكون ضرورة لا احتمالية ..و إن يكن فالأمر إن دل فإنما يدل على خطوة جريئة نحو الرقي بأفكارنا فبالإختلاف نسلط الضوء على دواخلنا و نعطي الإنطلاقة للتقدم..و تبقى وجهة نظر ليس إلا..
حياتنا قطار تنطلق صافرته مع أول صرخة لنا..و يوقف محركه عند آخر نفس لنا..لكنه وككل قطار يمر بمحطات ..و نحن من نختار محطتنا..وهنا يكمن الإختلاف فقبل أن نستقل القطار في الواقع نكون على علم بالمحطة المفترض نزولنا عندها..أما في قطارنا هذا ..فالأمر مختلف تماما..قد نتوقف عند أي محطة بأن نختار أن تكون نهايتنا عند ذلك الحد ..أما القطار فمستمر لا ينتهي بانتهاء أحدهم ولا يتوقف مسايرة لأحد تعب من حياته ورغب بأخد استراحة..
لا أبدا لا تجري الأمور كما نرغب دائما..ولن تنتظرك الحياة لتلتقط أنفاسك..نعم نحتاج من وقت لآخر لوقوف مؤقت ..لكنه مؤقت لا غير..ستزورك المشاكل نعم..سواء في دراسة أو عمل أو غيرها..ستنهار ..ستستسلم..ستفشل..ستختنق في قطارك ذاك..و قد يصل بك الأمر إلى اختيار المحطة الموالية لتختم بها رحلتك..قد لا يكون اختيارا لوضع حد لأنفاسك..لكنه قد يكون اختيارا لسجن نفسك في ظلام أفكارك..أو لغرقك في أعماق ماضيك المنتهي..أو لبقائك بين هواجسك..
تختلف الكلمات و يبقى المعنى واحدا..لم إذا نفضل الموت أحياءا على الحياة زمن الموت؟؟..لم لا نبصر النور حين يلفنا الظلام و لا نتوقع إلا رؤية هذا الأخير؟؟..
فنلبي بذلك مطامع الأعداء ..و نشبع غليل الأعين المتلهفة للحظات ضعفنا ..و ماذا ينتظر منا العالم إذ ذاك ؟؟ أن نبلل علب المناديل و نشاهد المسلسلات و نبكي خيبتنا أو فشلنا..؟؟ عفوا..لكنه سيتعرض لخيبة أمل قريبا إذا...
مجرد نظرات الشفقة أو الإستمتاع التي سترمقنا حينئذ تكفي لتشعل فتيل الشمعة بداخلنا من جديد..إضافة إلى ذلك ماذا سيضرنا إن نحن وقفنا من جديد و أعلنا الحرب على الإستسلام؟؟..ففي المقابل لن ينفعنا هذا الأخير بشيء..بل سيأخذ منا الكثير و سيكتب عنا في صحيفة التاريخ بخط أحمر " مجرم ارتكب جرما في حق كرامته و جبان لم ينتقم من الظروف التي أخضعته "..بل ربما قد يتجاوز ذلك لأن يقرر أن تكون كلمة نعينا في جنازتنا " لم يكن محاربا بما يكفي لذلك استحق الموت "...
فهل تقبل إذا بهذا القدر من الذل؟؟..الفشل ليس عيبا ..نعم..لكن العيب أن نقبل بالفشل..فتريحنا حالة الكسل و الخمول وتسلينا عبارات المواساة و أصابع تشير إلينا بالضعف..
بينما بدل ذلك سيكون حريا بنا أن نفتح اعيننا ليس على أطلال الماضي..و إنما عين على حاضرنا لنعيشه.. و عين على مستقبلنا لنستشرفه..
كيف لنا أن ننسحب من سباق الحياة لمجرد عثرة أو حتى سقطة..في الوقت الذي نسمع فيه ان بشرا من طينتنا سقطوا مئات بل آلاف المرات..أتراهم أتوا من كوكب آخر ؟!!..أم ولدوا بقوى خارقة ؟؟!!
إنها فقط بذرة زرعت بداخلهم كالتي نحملها أيضا.. أما نحن فأهملناها حتى عادت من حيت أتت..و أما هم فبكل نهوض لهم و إشراقة بعد ليل مظلم..سقوها بأملهم ..و أحيوها بتفاؤلهم..فنمت إلى أن أزهرت و أزهرت معها طريقهم..
هكذا كانوا و هكذا وجب أن نكون..فإما أن نختار السقوط إلى المالانهاية ملقين اللوم على ظروف لا حول لها و لا قوة و على حظ جميل لا يعرف سبيلا إلينا..أو أن نختار الإستمرار و تسلق جبل النجاح و نذكر أنفسنا دائما بجمال المنظر من الأعلى حتى و إن تعثرت أقدامنا و عدنا بضعة أمتار إلى الأسفل..
و لكم واسع النظر !!
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات