ماذا لو أمكننا تصنيف الناس.. ثلاثة إصناف.. ماذا لو أمكننا الغوص وسط أرواحهم جميعا… و استعارة عقولهم ربما..

استيقظ الحالمون من يقظة نومهم ليجدوا النائمين يبحثون عن حلمهم..و الحالمين ينفضون غبار نومهم.. و المستيقظين يحلمون باستيقاظ آخر.. فالنائمون و يا لكثرتهم أفاقوا على صفعة الحياة بالأمس أو اليوم أو ربما فعلوا ذلك غدا.. أفاقوا و عقاربهم تدور في الإتجاه المعاكس.. أفاقوا على جلبة أفكارهم و صراخ أرواحهم.. و لأنهم أطالوا النوم فقد كانت شمس التغيير قد أشرقت ملايين المرات دون ان تشرق عليهم.. و أيام الثورة قد حلت ملايين المرات دون ان تمر عليهم.. و رياح التطور قد هبت ملايين المرات و قلبت مدارات الكواكب دون ان تزعزع فيهم شيئا.. و لما أفاقوا لم يبحثوا إلا عن حلمهم.. حلم تائه بلا أساس و لا غاية.. و لم يجدوا منه إلا رماده.. لم يتقبلوا ذلك.. أما غيرهم فقد توقعوا النتيجة.. لأنه و في الوقت الذي وجب عليهم الإستعداد لمباراة الحياة ووضع خطة للعب.. اتفقوا على ان يناموا.. لكن مابين الشوطين قد حان فعلى أي الأمرين هذه المرة سيتفقوا ؟؟ و اما الحالمون.. فحالهم حال الرمادي.. عالق بين الأسود و الأبيض.. يعلم انه مزيج بين الإثنين لكنه لا يعترف بأي منهما.. هؤلاء الحالمون.. نائمون استيقظوا أو ربما مستيقظون فناموا.. أو ربما كلا الحالتين معا.. إلا أنهم لم يحبوا إلا حالة الحلم.. هناك حيث يبنون بيوتهم من حجر الواقع على أرض الحلم.. حيث يصنعون الكعك من دقيق الواقع ثم يزينونه بكريما الحلم.. حيث يدرسون للواقع و ينتظرون وظائف الحلم.. حيث يستقلون قطار الواقع لينزلوا في محطة الحلم..و هنا سخرية القدر.. فما الحلم سوى أرض حيث تعيش الوظائف في المحطة مزينة بالكريما.. هؤلاء الحالمون نفذ وقود أحلامهم فعلقوا بين الطريقين.. فواحد إلى النوم و الآخر نهايته الإستيقاظ.. فمن عادوا منهم أدراجهم إلى النوم فقد رضوا بأرض الأحلام المقفرة التي لا سكان لها.. و الوظائف العاطلة التي لا موظفين لها.. و المحطات المهجورة التي لا قطارات لها.. و اما من شقوا منهم طريقهم صوب الإستيقاظ فآن لهم أن ينفضوا غبار نومهم.. أما المستيقظون فهاهم ينيرون الطريق للحالمين.. و يقيمون جدار النائمين..ليحلموا جميعا باستيقاظ آخر..

Tanhidat_9alam

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Tanhidat_9alam

تدوينات ذات صلة