أخذوا بيدنا إلى مطلة الشُرفات ، تلكَ جلسةٌ بخلسة ، ومنبرٌ بخطابة ، تحادِثك بما لا يستطيع أحدًا إخبارك به
دنت قرقعاتُ استقبال مختارُ المنطقة ، والشرفاء من مثله ، اعتلى أحدهم المنبر حينذا ذاك الوقت كان َ عجوز كالغيثِ يُمطرُ ثقافةً مجببولةً بالاخلاص لهذه الارض ، علماً وثباتاً يدعى (الاستاذُ المؤرخ عثمان عليان ) _رحمة الله عليه _كُلُّ شيبةٍ في وجهه تحكي قصةً .
حيث قال : أهلا بكم حللتم أهلاً وطبتم سهلا ، آنست ِ الديار بمروركم وعمت أرجاءُ الفرح .
وعرّفَ عن نفسه بتواضُعٍ وكان اسوةٌ لكل فلسطيني عاصر الارض وأرخ منها ما خفي وما ظهر .
حيَّ الجميع بما يليق بطييب خُلقه ، وارتسمت الابتسامات على محياهم ،وأقلعَ القلب من مكانه ينثرُ فيضاً من الانشراح والهيام بالمكان وساكنيه .
لا أستطيعُ ان أشرح كيف كان الهواء يتخلل الانامل ،وكيف تراقص التراب ُ بين اقدامنا ،وكيف شرعت العيون تلاحقُ كل أنملةِ تعتري هذه الارض ، فرفرفت الشغاف مرتين آنذاك ذلك الوقت ، بجمال اهلها وبساطة بوحهم .
وقادتنا المتعة الى ان نستدرج المؤرخ القدير ان ينهل على جوفنا بسبب تسميه المكان .
وبعدُ بسم والصلاة والسلام على خاتم الانبياء
حيث قال وهو يتبسمُ بصوت ندي: أمّا اسمها فهي بالأصل بيتُ الصفى حيثُ بيت صفافا اسمٌ جاء من التحريف مع الزمن واصله ُ من الاسم الاتيني بيت شفافا ومعناها البستانُ الجميل كما الواقع ُ المهيب ولصعوبة اللفظ حُرفت صفافا .
وأضاف َ جلياً وقال : حيث تتسم هذه القرية بتخصيصاً من الاهل فبذور هذه القرية منذ ٥٠٠ عام من نفس العوالم فهي تتزين بثلةً محصورةً من العائلات ( سلمان عليان حسين ) .
وفي هذه الاثناء طغت علينا رائحة انتشلتنا من زخام المعلومات الوفيرة من نساء رائحتهم من تراب ممشوقين الهامات ،آثارُ الكدّ المعطاءة كانت باينةٌ عليهم ،عيونهم رحمة ،وكلمتهم صفاء ،أما انفاسُهم كما العنبر ، السنتهم معسولة ، وايديهم طالت كلُّ سعيِّ وجود ، بدأوا يحملون الاواني تحسبهم منذ زمنٍ قديم ، اشعلوا النيران وبدأ الحفلُ البهيج ، حيثُ قام بعضهم وانشدَ بعضُ الاهازيج التي كانت تنسب لبيت صفافا وقالت : زفة وزغرودة يا بنات
بأنغامٍ وترانيم تشدو في القلب الفرح ، وما كان منهن الا ان يدعوننا على موائدهم ، ويصنعن أجمل ما لذ من اطعمتهم.
فقالت إمرأة أخرى كان يبدو عليها النفس اللذيذ والحديث الخفيف ،والروح ُ الساكنة : نحن نصنع لكم طعام الزفاف لانكم اشعلتكم القرية بالابتهاج ،وكان هذا الطعام يسمى ( الجريشة ،وهو طعام يتخلله لبنُ ثروة هذه الارض وقمحها ولحم) ، وما كان من ذلك الجواد ، المختارُ السبع ، إلا أن تطال يديه هذا الأجر كله ،فكان عنواناً للعطاء والسخاء ، فكانت الدعوةُ منه وما ولاها من تكاليف _رحمه الله _ .
فشمرنَّ عن سواعدهم ،يشيدنّ أولى النكهات
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات