فباشرتُ بالدفاع عنه انطلاقاً من الاطلاع على جوفه ومعالمه
،عشتُ معه بذات النفس ، استأنستُ بطرقاته وقت الشتات ، تبادلتُ الهموم معه وكان في كل مرة يتركني وحزني مدموجٌ بحزنه الازلي وبهمه الاوحد .
فينتصرُ عليَّ بعد ان بدا حزني نقطةً ببحره .
انطلقتُ في مرة من ذوات المرات التي ثار بي الشغف ،وحملني لاسافر بآراضي بلادي ، أبحرتُ فيه بعلمٍ وحُب ، ما كان مني أن أتوبَ من هذا الحُب فقد تيمتُ به ! كيفَ يثبتُ الحبيبُ لمحبوبه حبه بلا مجاراة الطريق واحتضانِ المعلوم ،فما استوطن قلبي نبضاً فريداً كما فعلت بي هذه القرية الممشوقةُ بالرباط .
لملمتُ فتاتي وجهزتُ امتعتي لم يكن لي صاحبٌ في هذا السفر سوى جعبتي الممتلئة بالحماس ،وبعض مسليات الطريق ،والسؤال المعتاد الذي يراود جوفي ،ما تحمله هذه القرية ،ما الحكايا القادمة ؟ءأنت مستعده لسماع مأساة جديدة ؟ أيتسعُ فؤادكِ حباً جديداً ؟ كاهلُكِ يمتلئ يوماً بعد يوم ،أتتجاوزين هذه الحسرة على بلادك ؟
شيءٌ جاش َ في النفس قبل ِ كُلِّ رحلة !
وآنت بي الطريق في مسارٍ يحتضنُ سحر (قريةِ بيت صفافا ) التي تأخذ الجانب الجنوبي الشرقي من القدس المحتلة وشمال بيت لحم ، وتعتبر المدخل الاول لقبله القلوب (القدس الشريف )، وبالطليعه الاولى هي منطقةٌ مقسمة جارَ بها المحتل وما اكتفى ،حيثُ يمتلك العرب من اراضيها الفي دونم بينما استملك منها ذاك السارق ُ اربع مائة دونم منها .
فكان مساراً ممزوجٌ بالغنيمة التاريخية عن هذا المكان ، وضعتُ حماسي بين راحتي وانطلقتُ لقصةٍ آخرى ،وهدفٍ جديد ،ومعرفةٍ عبقة ،تحمل من هم هذه الارض الكثير .
عبرتُ حاجز مخيم شعفاط وأريدُ التنويه انه حاجز وليس معبراً كما يتناقله الكثير ، تحت اكذوبهٍ مدسوسة تنافي الواقعَ الوخيم .
مضت الأمورُ بحبسِ الانفاس وتمتمات فيها من الاذكار ما يجعلُ العسرَ يسراً، حتى نُقلع من ذاك الشبح الوخيم ،واغادر من صندوقٍ إلى آخر في هذا السجن المفتوح .
ثم تشابكتِ الاطرافُ من الاحباب وتلاقتِ الارواح المتشابهة ، والتي تسعى ان تتمسك بترابِ هذه الارض ما استطاعت سبيلاً ، لتغذي روحها المفتقرة الى الجنة ِ الدُنيا من هذا الوطن الجسور .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات