فعدنا من محطةٍ تتعالى فيها الانفاس ، إلى أخرى تطرقُ الاذان بلهفة ،وكلنا آذانٌ صاغية
فأكمل العمُ القولَ من بداية النهاية من أصل المعاناة الاولى وهي في اتفاقيه رودوس عام ١٩٦٤ ،حينَ وضعت هُدنة ،لم تكن لتشبه الاسم إلا بالاسم ،تحت الاعيبٍ وسرقةٍ غائرة ،كان من ضمنها اصرار ذاك اللص على الاستيلاء على الجزء الذي فيه سكةُ الحديد ،التي تخترقُ نصف هذه الارض المبتهجةُ بأهلها، وليسَ أحدٌ سواهم ! بالمقابل ان تعطي الاردن بلدة بيتكسا والنبي صموئيل ، وبالتالي وضع الحدود عند هذه السكة فكتبت الذلةُ عى هذه القرية حين جارَّ عليها الزمن بأن ينقسم العرب عربين ، ووقعَ جزءُ من القسم تحت شباك المحتل ، والاخر أصبح تابعٌ للجهة الاردنيه بحسب تلك القوانين المنحطة التي كانت بأوان ذلك الوقت ، فعلى سبيل الحسرة : كانت تقسم عائلة سلمان الى قسم من ١٩٤٧ وقسم تحت وطأة ال ١٩٦٧ ، ومن هنا ولدت رَحمُ المعاناة ،وبدأت أهالي القرية تضعُ النصر والمحاولة في العيش وانتزاع الحق بايديهم ،نصبَ أعينهم ، مع ذلك كان الواقع أكثر قسوة والحياةُ لم ترحم عاقلاً ، حتى الظروف الانسانية لم تسلم !
قاطعَ مختارُ القرية الشرفات (اسماعيل عوض )_رحمه الله _ الحديث وهو منهمرٌ بالشرود ،وندوبِ ذلك الحدث تخيم عليه : فقال: أتذكر ما جعلنا نعيش ذلك المشهد القاصي ، حين آلَ الحال ُ الى انفصال أحد الابناء عن بيت أمه جراء هذا التقسيم وفي ليلة وقبل ضحاها خيّم الحزن ُ ذلك البيت واغمصَ قلوبُ أبناءها حين استشعروا بضيقٍ ،ذهبوا لكي يطمئنوا على امهم بعد منتصف الليل ،وكان الطريق ليس سهلًا ،مع ان المسافه حافة شارع! فقد كانوا يتسسللون عبر السياج الشائك خوفاً من الامساك بهم ، والجريمة انهم انتقلوا من دولةٍ إلى أُخرى .
قالها بصوتٍ تتخللهُ المسخرة : اضحكوا اضحكوا على عقولهم التي لا تُسمن من جوع .
والمفاجأة التي مزقت دواخلهم ، أن امهم انتقلت الى خالقها حاملةً آسى هذه البلاد وشاهدةً على ظُلمِ أمس وذُلِ اليوم ، ومن الذي اغمص قلوبنا انها كانت تنتمي للاهل والاحباب من الجانبين المقسمين ، فحمل جثمانها على هذا الشباك وكان عزائها على شائكٍ ودفنت بجانبه حتى يتسنى للاحباب ان ينيروا قبرها بالفاتحة من حينٍ إلى آخر بأقل الاضرار ، فهذه ظروفٌ قاسية ما مرت من جانب تاريخ ،ولا وقعَ هذا العزاءُ بقلب أحد ،فارغة من كل آساليب المبالغه ،يُخيلُ إليكم انه مشهدٌ خيالي درامي ، ولكننا نعيشُ بواقع هذا الخيال مع الاسف الا محتمل.
وأضاف على حديثه الاستاذ ضياء ابنُ المؤرخ القدير الذي كتبَ من لحافِ الكتب اوراقاً جسد فيها الألم ،
-فقال : أتذكر العروس البهية ؟ حين بدأت حياتها الزوجية ،بزفافٍ على شائكٍ جعل منه مفترقاً زمانياً ومكانياً بين الاهل والاسرةِ المنتظرة، كلُّ ذلك وأنت تتحدثُ عن مسافة تُقدر بمتراتٍ قليلة .
فما كان إلا أن توحد أيضاً الشعرُ الوطني بظل الافراح والاتراح التي يخيم عليها هذه الحدود .
هاتوا الجريدة حتى نقراها…..شوفوا بلدنا مين تولاها
يما بلدنا انقسمت قسمين قسم اسرائيلي وقسم اردني
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات