للبرهة السنوية التي تمر سريعة بجمالها تاركةً نافضةً غبارَ الذي فات عن أعبائنا,
في حين الظمأ, ولهفة الشغف , إلى لقاء الأحبة والأجواء السارة إلى دفئ العائلة والتمام الشمل حول المائدة بحب وود بعون وصدقة طعام ,إلى شوق المرور مع من تحب بمن نحب , وحصاد الأجر, إلى حشود المصلين, وطهارتهم السامية .
إلى كل الجيوش السيارة في الدعاء لا تكل ولا تمل حتى يتقبل باسط الأرض والسماء بان يعتق رقابها ويرحمها, ويغفر لها , نعم: إلى شعاع الحب السنوي, إلى أعظم الشهور, وأجمل القصص والليالي , إلى رمضان الحبيب!
ففي هذا الشهر نحن نتصل مع أصل الجمال والنور كله, وهو الله فنشعر بالسعادة المطلقة، وجل جمالها بليلة القدر ففيها من الخير ما هب ودب , ليلة غنية عن التعريف والوقار في قاموس المسلمين .
فرمضان يزيد الود، تتحاب القلوب.. تمتلئ المنازل بالأقارب والأهل والأصدقاء فتكون فرصة لصلة الرحم .
فلطعام في رمضان طعم مختلف, جميل وأصلي, طبقا كالحلوى التي ترتبط بهذا الشهر الكريم, كلقيمات الحلوى أو قطائف المكسرات أو التمر, كمشروبات وأطعمة رمضان الخاصة به, أصلية لا يمكن تقليدها في أي وقت آخر من السنة، أنواره وروائحه وفرحته التي تعلو الوجوه لترسم سحر البسمة الراضية الفرحة.. السهر حتى أذان الفجر وأصوات قراءة القرآن في كل مكان.. تسامح وصفاء قلوب..هدوء وسلام.. ضحكات الأطفال المملوءة بالبراءة أثناء لهوهم ولعبهم بهدايا رمضان من الفوانيس والحلوى والمكسرات.. صلاة التراويح وقربها من القلب فتركض لأدائها عقب إفطارك .
ففي حين لهفتنا لهذا الشهر , طغى سؤالٌ على غير معترك! أكيف حال رمضان هذا العام؟ أنقيم الليل تآخيا وحبا؟ أنأكل التمر من يد الرفيق ؟ ونمسح الحزن عن المسكين ؟ أنستطيع أن نربت على مريض ؟ أأن نخرج الصدقات وفوقهم بسمة ولقاء ؟؟؟؟؟؟
... ... تساؤلات أتت مع الوباء في حالِ ليس كما اعتدنا , في ظروف تقتلع النفس بلحظةِ مغامرة , وتقيدات تحول حولنا بتجوالنا, وتمنع لقمة العيش عن الأخر , الساحات والمحارب مغلقة والسفرة لا تتسع إلا للعائلة الأقرب , المساجد بلا ساجدين ,وإذ التفتنا إلى الدين, فالأمر يا أخي بأن تستجيب ! نفسك أمانه, وجسدك أمانة , فاحرص بكل ما أوتيت من قوة واستعن بحول الله , فتفتك العقد بإذن الله .
وما الأمر يا عزيزي إلا أن تهون الأمر فتهون الحياة وترجع البسمة ,فاغتنم فرصة الوباء و اجلس مع ذاتك واعقد اتفاقية صلحٍ تعاهد فيها نفسك على أن يكون رمضان لهذا العام مختلف عن العام السابق، وأفضل منه فسبل الخير وان قلت وجدت , فغدا لقاء , واليوم رمضان! رب الأمنيات مجيب, فادعوه بما شئتم وانتظروا بهاء الاستجابة .
فأن لم يكن هذا الشهر اسعد أيام عمرك بكل الظروف , فعلم انك لم تفهم حكمة الصوم.
تسنيم الجعبة
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات