النعمة التي تفردنا بها ، ان نعيش في أرض المحشر والمنشر وأن "نحتضن المسجد الاقصى ويبلغُ منا حُبَهُ مبلغه
اشتغلَ مُحركُ الحافلة لتبدأ زمام ُ الامور بالاكتمال وننطلقُ بدهشة الطبيعة فرددنا دعاء السفر ، فنحن ننطلق لسببان الاول ان نعبدَ الله في تمام خلقه ونبصرَ دينهُ في واسع نعمه ، النعمة التي تفردنا بها ، ان نعيش في أرض المحشر والمنشر وأن نحتضن المسجد الاقصى ويبلغُ منا حُبَهُ مبلغه ،وأن يكتب في ميزان أعمالنا أننا ما تركنا الديار ولا انطفأت روحنا بسواداوية الحياةِ التي يحاصرُها ذاك الشيطان المتطرف ،فنجاهدُ مع هذه القرية المظلومِ أهلها بإقرأ .
وها نحن نطرقُ أول أبوابِ هذه القرية بقلوبٍ يعتليها الذهلة ، نُبصر سكةً تُخيم ُ الاشجار اطرافُها ،وحجارةً مصفوفةً وكأنما هندسها أحد لترسم تركيبةً عجيبة ،وحضارة زاهية كانت تتأصل في هذا النحو .
خطونا خطواتٍ من التبختر ما يليق بالمكان ،ومن إمعانِ النظر ما تستحقهُ ، تلك التفاصيل المتعاليةِ عن التراكيب والوصف ، تسقُط الحروف من حُسنها ،
ينهالُ الوقت وتتوقف العقارِبُ بحضرتها ، قد قادنا الطريقُ الى كُلِّ اطراف المنطقه ،ورعشةُ الذهول لم تفارق أحدًا ! بدأنا نعتلي قمةً تكشف المنطقة شبرا شبراً ،ويفيضُ الجمال أوزاناً .
في هذه الاثناء شيدت صلاة العصر الاركان واعتلى الاذان يصدح ويصدح فالتجأنا ركباناً نقيمُ الصلاة في مسجد البطمة ونرتاحُ في كنف الله لبضع الوقت وزودنا المرشد ابن ُ هذه القرية (الاستاذ ضياء عليان )
وقد قال :انه اقدم مسجد في بيت صفافا وهو مسجد ينسبُ اسمه لشجرة ِ البُطم كانت اكبر الاشجار في القرية لدرجةِ أن الافراح كانت تقامُ تحتها .
ارتكنا الى جنب الله ، اقمنا الصلاة ،واستودعنا الأهل والأحباب في هذه القريةَ الحبيبة
ومال بنا السبيل الى طريق الخنادق ( الاستحكامات ) الذي شُيدّ على أيدي المصريين ،دفاعاً عن هذه القريه .
حتى احتتضننا أناسٌ ماءُ أرضهم عذبةً ،وريحهم طيبهً ونسماتهم خفيفة لطيفة ، اصيلين تستبشرُ بِحُسن خُلُقهم ، مجبولونَ بالطيبة والكرم ، سخيّنَ بالترحيب والتهليل ،والكلمة الطيبة ،ويدهم تُطالُ كُلُّ الضيوف ِ بالكرم .
أخذوا بيدنا إلى مطلة الشُرفات ، تلكَ جلسةٌ بخلسة ، ومنبرٌ بخطابة ، تحادِثك بما لا يستطيع أحدًا إخبارك به
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات