أسلوب حياة: "لن يزيد عمرك بالرد ولن ينقُصَ بصمت؛ فأفعل ما تمليهُ عليك رغبتك"
قد تأتي علينا أيام نضطر بها أن نواجه أولئك الذين لا يضعون لكلامهم وزنٌ ولا لأفعالهم حدٌ،
نرغب باستماته إيقاف ما يفعلونه أو ما يتفوهون به وللأبد، لكننا نتردد، ربما لكونهم أشخاصٌ مهمين لنا، أو لأنهم يزيدون الطين بلة حين يحاول احدهم التدخل، فنتجاهل الموقف...ثم نعود للمنزل ليظل الأمر عالقٌ للأبد بأذهاننا.
يبدو الأمر لي أحيانًا كالحلقة المفرغة، لا فائدة ترجى من صمتنا، ولا يتغير الحال حتى حين ننطق، فلما لا نفعل على اية حال ما تمليهُ علينا رغبتنا؟، سوًا كانت التكلم، أو الصمت حين لا يهمنا الأمر حقًا.
وبالطبع لمحاولة ردعهم علينا ضريبة -وقاحتهم معنا- حتى ولو كُنا على حق..
هؤلاءِ الأشخاص ذوي الشخصية الوقحة التي نتجت إثرَ إحباطات الماضي؛ يرون أنفسهم فوق الكل وأن هذه حقيقة بعقولهم هي من تدفعهم للاستمرار....ولكن هل فكرت يومًا بماذا قد يحدث إن اهتزت ثقتهم بهذه الحقيقة؟..
والآن انا هنا لا اطرح عليكَ خطواتٌ أو حلول، انها مجرد أفكار وأمور بديهية تركز عليها حين النقاش معهم حسب معتقداتي الشخصية المبنية على تجاربي..
إن رغبت بهز ثقتهم بحقيقة هي من صنعت غطرستهم عليك يا عزيز القارئ ان تتحلى انت الأخر بالهدوء -لا تنفعل- والموضوعية -لا تشخصنها- طوال النقاش،
مما يجعل الذي أمامك شيءٌ فشيء يشعر بالغباء بنقاشهِ الوقح مع شخصٌ عاقلٌ مثلك، وحينها إمَ أن يصمت وينسحب بالتدريج أو أن يفتعل نقاشٌ أخر يحاول فيه إخراجك من هالتك التي تُشعره بالهزيمة...وهنا التحدي الحقيقي لضبطك لنفسك بهذه المواقف.
إن الوقاحة شيءٌ معدي، قد تكون أنت كذلك فظٌ بالجو الذي صنعه الشخص حولك دون أن تشعر،
وكذلك فإن الوقاحة سمة مكتسبة بالأصل وليست بالفطرة، فلا تأخذ فكرة أن هذا الشخص طوال حياتهِ كان وقحٌ وحاول أن تكبح رغبت كسر فكه.
ومهما بلغت فظاعة الموقف عليك التركيز على أن المشكلة من الأساس مشكلته هو فقط وليس انت، فلا داعي بأن ترد على كل كلمة قالها...ركز على أن تكون على حقٌ دون أن تتساهل معه حين يتجاوزُ حدوده، وإن كانت شخصية الذي امامك ذو عقلٌ مُغلق لا فائدة من الحديث معها فانهي الحديث بأسرع ما يكون، ولا تبدأ النقاش معه من البداية إن كُنت على علمٌ بأن شخصيته هكذا، وإلا لكان حوارٌ عقيمٌ لنهايته.
التعليقات