أسلوب حياة "يأتي على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء، تسعه منها في اعتزال الناس وواحدة بالصمت"


كما قال رضي الله عنه علي بن أبي طالب هناك فترة صعبه سوف نمر بها جميع، نتعافى منها عن طريق اعتزال الناس وصمت عن الكلام. إن الوحدة هي الملاذ دوما حين لا تجد من يحوي ما فيك من خراب، أو حين يختفي ذلك الشخص من حياتك أو تكتشف معدنه الحقيقي... لكنها مزعجة للغاية حين تأتيك الرغبة الشديدة بها بين أناسٌ تحبهم وتُشعرك هذه الرغبة بتناقض بين البقاءِ أو الرحيل


قصصنا كثيره، همومنا ثقيلة والأحزان فينا طويلة الأمد، احيانا نرى ان الأمر منتهي وأن هذه حقيقتنا.. كائنٌ حزين، واحيانا ايضا نلجأ بأن نحاول الرجوع لما كنا عليه فنواجه عقبة التغيرات التي اقترفناها اثناء حزننا، وعقبة شعورنا أننا نسينا حقيقة السعادة للفترة الطويلة التي قضيناها عابسين..، لكن.. إن تمهلنا قليلا فالعجيب أن رغم كل ذلك الذي نعيشه بمفردنا ويفسدنا بالداخل.. لازلنا محبوبين، احدهم ممتنٌ لنا، أحدهم يزاحم أيامنا ليسألنا فقط إن كنا بخير أو نرغب بهذا أو هذا، أحدهم يبتسم بوجهنا العابس لأنه فقط يألف ملامحنا، احدهم وان طالت فترة الصمت بيننا حين اللقاءِ يُبدِ شوقٌ يعفي عن كل الصمت الطويل.


الأهل دوما بالجوار، الأصحاب بهم من الحنان الكثير، وبقية الأناس لطفاء وإن لم يكونوا فهم بالنهاية عابرين.. اننا بالفعل نواجه مختلف العلاقات التي تُسكن لنا حزننا، لكن ايضاً الأمر يصبح سيئ للغايه حين لا يكون ذلك المسكن منهم فعال حقا فنضل مكسورين الخاطر من غير كاسرٌ احيانا، ونمضي ايامنا بقربهم كتائهين يضيعون أكثر بكل مره يسألهم احدهم أن كانوا بخير؟



كم من مرة ظننتُ انني تغيرت وسوف استطيع الانخراط في العالم وبين الناس ومواكبة الأحاديث وكأن ضجيج رأسي سيختفي للحظاتٌ حين الكلام، وإذا بي من شدة ما فييّ أمرض جسديا لأستسلم للشعور بأنني لن أنجح قط بذلك فحتى جسدي ضدي، الأمر صعب حقا لكنني لازلت أحاول، ورؤية أنني على قيد الحياة هو دليلٌ على انتصاري رغم كل الهزائم فيني


قد لا نعلم كيف وصلنا لهذه المرحلة ولا نعلم كيف نجعل من حولنا يفهمون ما فينا ويتصرفون حقا كأشخاص يفهمونه وليس يعرفون فقط.. وفي كل مرة نفكر بما نعانيه ونفكر بمن حولنا فشعور ثقلنا عليهم قد يخالجنا، لهذا عند انقطاع الأمل عندي ألجأ للوحدة قبل أن تتطرق إلي رغبتي الشديدة فيها بينهم، فأنعزل عن الجميع وأكتب ثم أكتب ما يقال ومالا يقال وفقط يُكتب.. هنا حقا وجدتُ وسيلتي برؤية الأمل وأنني على ما يرام بالوقت الحالي



هناك الكثير الذي نود ليس فقط قوله بل سرده على أحدهم، ولكن أن تجعل شخصٌ يتعمق بك ثم لا تلجأ إليه حين تعبك هو أمر أفعله مرارا وتكرارا، فأود التوقف عنه لأنه أصبح غير مجدي لمعالجة ما بيّ، فهم بالنهاية غير مختصين بفهم علتي، بل أنه أمر يثقل كاهل أناسٌ مثقلة الكاهل بالأصل!.. ولهذا أتخذت الكتابة علاجٌ وفهمٌ لما أنا فيه حين وحدتي وأن أشارك بعضها مع أحبتي، ثم أعود بشكلاٌ أفضل لهم.. ولأستطيع التواصل معهم بأنتباهٌ أكبر، والضحك بينهم بغير تكلف.. علي فقط الأنعزال وكتابة ما يخطر ببالي وما أشعر بهِ من فوضى.. وبعد ذلك انا مدركة أنني سوف أكون بخير وأقولها بكل صدق





ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات سُميه بنت مُفرح

تدوينات ذات صلة