رسالة أدبية موضوعها نفسي من الماضي مع تحية واعتذار

انظر إلى موضوع الرسالة بريبة، ثم أغرق في أفكاري وبعدها أعيد النظر في الموضوع مرة أخرى

رسالة؟ وإلى نفسي في الماضي؟ ما الذي يمكنني قوله يا ترى؟

أسرح في أفكاري مجددا، يمر علي شريط حياتي العشريني متتابعا، مازلت غرة قليلة الخبرة على جميع الأصعدة، من أين تبدأ نفسي الماضية؟ وهل مررت بتلك التغيرات التي تجعلها ماضية أصلا؟ هل مررت حقا بالكثير؟ أم تراها مبالغة نفسية لا أكثر؟

أحاول التركيز على الورقة أمامي دون جدوى، ما الذي يمكنني كتابته؟ إلى شخص لن يقرأ ولن يرى ولن يعرف أني كتبت أصلا؟ لحظة، هل يجوز تسميته بشخص؟

يا له من موضوع صعب لأكتب عنه

أتنهد بتعب، لا شيء واضح هنا، أفكاري متشابكة أكثر من العادة، أبحر في أفكاري من جديد، أليس ما أنا عليه الآن هو نتيجة مباشرة حتمية لما كنت عليه؟ ولقراراتي وأفكاري؟ لمبادئي وعقيدتي وما آمنت به وقدسته في الماضي؟ أليست أفعالي هي ما أوصلتني لأنا اليوم؟

أبعثر شعري بعصبية، أنظر للورقة أمامي، لا فائدة من التفكير في الأمر وتحليله، لن تمرضني إلا كثرة التفكير هذه، لنبق على سؤال واحد "ماذا أكتب لنفسي السابقة؟"

أترك العنان للقلم، ، فقط ليكتب ما يريد ففي النهاية تلك هي الحقيقة، وما يصح إلا الصحيح

"لنفسي من الماضي:

هل لك أن تقرئي ما كتبت؟ لا فهذا مستحيل، الأوان فات كثيرا والقطارات مرت من وقت طويل ثم مات ما فات فما عاد يمكن تغييره بأي وسيلة، لكن البشر أغبياء، ما يزالون يحاولون اختراع آلات الزمن للرجوع إلى الماضي وتصحيحه حسبهم فقط، إن كنت تتساءلين ولا شك أنك كذلك، إن صحت فأود أن آتي لأزورك يوما ما لا تضحكي علي، أنا بشرية أيضا وأنتمي لحزب الأغبياء أولئك

تبا خرجت عن الموضوع، أتمنى أن لا يتكرر هذا لكنه سيفعل، مازلنا واحد ولو تغير أحدنا لذا ستسامحينني عليه بل وربما لن تجديه غريبا أصلا، انظري أتحدث إليك ظانة أنك ستقرئين ما خططت يوما ما، و يا ليته يحدث

عودة وسأحاول الاختصار حتى لا أضيعيك أو أضيعنا سوية

لنفسي في الماضي، حتى لو لم تستطيعي معرفة ما أكتبه وهذا الجزء الأسوأ والأكثر حزنا في الأمر، لكنك أنا أنت بل أنت قديما، لربما ستصلك كلماتي بطريقة أو بأخرى؟ أطمئنك ما زلت طفلة حالمة حتى الآن وأرجو بحق أن لا تتغير هذه الصفة -التي أحبها وأمقتها في ذات الوقت- مع جدية الأيام، مع معرفتي أن المشاعر وحدها من تستطيع اختراق أي حاجز ومتاهة رفقة الذكريات، أتراها تستطيع تخطي حاجز الزمن كذلك؟ آمل هذا.وددت لو وجد من يطبطب على ظهرك في أيامك الجيدة قبل السيئة، ثم مرة أخرى يا ليته حدث.

لنفسي في الماضي، لطالما قسوت عليك، قللت من قيمتك دوما، أجل أنا أدرك هذا لكني مازلت أفعله للأسف، لمتك على كل عثرة وسقوط، عاتبتك على كل فشل، شتمتك عن كل خطأ، أريد الاعتذار لكن هل تراه يفيد ندوبك التي تحملينها حتى الآن؟ لكني حقا آسفة، آسفة للغاية ، ولأن الأسف ليس الشعور الوحيد الذي أحمله تجاهك فتحمليني قليلا لألقي بما لدي وأفضي به في هذه الرسالة التي لن تعرفي عنها يوما

في حين أني آسفة ملأ الأرض لك أنا حقا ممتنة لك، لكل ما فعلته، لمحاربتك ومجادلتك وكفاحك، لنسيانك الألم والمضي قدما لكل مرة، لكل لحظة أردت فيها الاستسلام والتوقف ولم تفعلي، لكل لحظة يأس واستسلام راودتك ولم تصغي إليها، لكل فكرة دافعت عنها بشراسة وتبين صدقها، لكل صمود في وجه الصعاب أبيت أن تتركيه يسقط، لكل دمعة ألم أوقفتها ومضيت قدما لكل لحظة حرمت فيها وتقدمت ، لكل نفس أخدته مهما كانت مشاعرك ودواخلك، لكل بكاء صامت ألجمته ومشيت

شكرا جزيلا لك

لعله لا يكفي ، بل هو بالفعل لا يكفي، لكن على الأقل لو تكون لك سلوى وبلسما يهدهد جراحك، لن يشفيها أجل لكني آمل أن يسمح لتلك الندوب بأخذ نفس طويل مريح

فبغض النظر عما حدث وما سيحدث وما لم يحدث فإني على ما أنا عليه ولك فضل في ذلك عظيم

لنفسي من الماضي حتى لو كان للكلام بقية

شكرا على كل شيء، وجل ما آمله بعدها أن نامي بسلام !


ل.آمنة

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ل.آمنة

تدوينات ذات صلة