رسالتي من الحاضر للماضي و اختصار كل السنوات التي مضت مع ذكر سلبياتها و اجابياتها


اكتب هذه الرسالة و أنا في العشرين من عمري ، و أود إرسالها إلى تلك الفتاة الصغيرة في السادسة من عمرها حيث من هناك بدأت تعي ما في واقعها و محيطها ، و تعمل على وضع أحلام لها من خلال ما تراه في مجتمعها وتكتسبه من تجارب في الحياة ، و حيث أصبحت تفرق بين الخير و الشر من خلال ما تعلمته من والديها و عائلتها ، و ها أنا الآن أود اختبار نفسي إذ كنت حققت ما كانت تريده تلك الفتاة الصغيرة في هذه السنوات ، أو أنا على الأقل في طريقها ، حيث أن هذا العمر يعتبر عمر الإنجازات و المثابرات من أجل الوصول إلى ذلك الهدف ، فما دمت أسعى لتحقيق أحلام تلك الفتاة الصغيرة ، التى ألقبها الآن بالأهداف فأنا على يقين بأنني سأصل في يوم ما ، رغم كل العقبات و العراقيل التي تخطيتها و ما زلت أتخطاها وعلى ثقة تامة أنني سأتلقاها في المستقبل أيضا ، حيث أن النجاح لا يمكن و صوله و أنت في طريق الراحة و إنما تحتاج لطريق مليئة بالأشواك لتستمتع أثناء الوصول ، لن أنكر أنني كنت مستهونة بالوقت في كثير من الأحيان و تجاهلت دروسي و أحببت مواد و كرهت بعضها ، لكن ما تعلمته أيضا في كل تلك السنوات غيرني كثيرا و أحببني في أشياء و كرهني في أخرى ،كون المدرسة تعلمك أشياء عديدة و تكتسب منها دروس تجعلك أقوى ، وهي التي تعطيك التحفيز و الثقة للوصول إلى أهدافك ، و أود أن أقول لتلك الفتاة الصغيرة أنني تحملت من أجلها أشياء و صبرت على أشياء أخرى لتحقيق أحلامها و أكون تلك الفتاة التي أرادتها ، و أنا متيقنه أنه لو استطاعت أن تحدثني الآن لكانت راضية على ما أنا عليه و ما مريت به من تجارب كوني لم استسلم قط ولن استسلم ابدا ، رغم أنني فشلت في أشياء عدة و فقدت الأمل في أخرى لكن الأهم أنني سعيت في الطريق الذي أرادته هي ، نسيت أن أحدثك أنني التقيت بعدة أشخاص تعلمت منهم العديد حيث أن كل سنة ألتقي بوجوه جديدة أفرح لفرحهم و أحزن لحزنهم بعضهم لازال حتى الآن وبعضهم لا ، و خسرت أشخاص لم أكن أود خسارتهم أبدا فبعضهم كان بإرادته و البعض الآخر بإرادة الله، لن أنسى أن اخبرك أن والدي و عائلتي و تلك الصديقة الصغيرة وكل هؤلاء الأشخاص الذين تعرفت عنهم ما زالو في جانبي حتى الآن بالإضافة إلى هذا تعرفت على أرواح رائعة في المدرسة و خارجها، كتبت هذه الرسالة و أنا في السنة الثانية في الجامعة شعبة اللغات الأجنبية حيث أن اللغات هم التخصص الذي أنتمي إليه و أجد فيه راحتي الكاملة ، أتمنى من هذه الفتاة في الأربعون من عمرها أن تقدم لي مثل هذه الرسالة بإنجازها و فشلها بالطبع إن زالت على قيد الحياة

Souad Oughriss

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Souad Oughriss

تدوينات ذات صلة